فاطمة حسونة.. عين الحقيقة التي اغتالتها إسرائيل

غزة- مصدر الإخبارية
ارتقت المصورة فاطمة حسونة الملقبة بـ”عين غزة”، تضاف إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين استشهدوا خلال الحرب على قطاع غزة، في محاولة لإبادة صحفيي غزة، لكي لا يبقى أحد في القطاع ينقل الحقيقة وجرائم الاحتلال.
سيطرت الصدمة على زملاء وأصدقاء فاطمة بعد اغتيال إسرائيل عين الحقيقة، إذ استهدفت مع عشرة من أفراد عائلتها في قصف مباشر على منزلهم في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وثقت حسونة جرائم إسرائيل والانتهاكات بحق المدنيين منذ بداية الحرب على الإسرائيلي المتواصلة على غزة، حيث نقلت معاناة أهالي القطاع للعالم تصور معاناة النساء والأطفال والمنازل التي دمرت والحصار والتجويع.
قالت المصورة فاطمة حسونة في وصيتها الأخيرة: “أريد موتًا مدويًا، لا أريدني في خبر عاجل، ولا في رقم مع مجموعة.. أريد موتًا يسمع العالم به، وأثرًا يظل مدى الدهر، وصورًا خالدة لا يدفنها الزمان ولا المكان”.
أرغمت الحرب على انتقال فاطمة من تصوير الأفراح والاجتماعات إلى تصوير الأحزان المجازر التي ترتكب بغزة وتروي آلام أهالي القطاع بعدستها.
ولم تغادر فاطمة حسونة الميدان منذ بداية الحرب، وثقت المجازر بعدستها تحت القصف والنار، حملت وجع الناس وصرخاتهم في صورها، وواجهت الموت يوميًّا، حتى ارتكب الاحتلال مجزرته الأخيرة بحقها.
كانت تنتظر فستانها الأبيض الأسبوع القادم، إذ ارتقت وكفنت بالكفن الأبيض آخر لا يشبه ما انتظرته فاطمة، فتصبح عروسًا في الجنة.
وقال مركز حماية الصحفيين إن فاطمة حسونة كانت مصورة مبدعة، وغطت الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، ونُشرت صورها في وسائل إعلام دولية، وكان لها تأثير كبير في نقل الواقع الإنساني للعدوان.
وبحسب توثيق المركز، فإن عدد الصحفيين الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع إلى نحو 212، في حصيلة غير مسبوقة في تاريخ النزاعات الحديثة.
واعتبر أن الهجوم يمثل أيضًا خرقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 الصادر عام 2015، والذي يؤكد على ضرورة حماية الصحفيين.
وطالب مركز حماية الصحفيين، المجتمع الدولي بفتح تحقيق فوري في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة الصحفيين وتمكينهم من أداء عملهم بحرية، بما يتوافق مع المواثيق والمعايير الدولية.
اقرأ/ي أيضًا: الأورومتوسطي: إسرائيل تجاهر بقتلها الصحفيين في غزة علنًا