انتقادات إسرائيلية للجيش: حماس تتعافى والحرب لا تحقق أهدافها
كشف محلل عسكري إسرائيلي، الثلاثاء، عن انتقادات حادة داخل الجيش لحربه التي استأنفها على قطاع غزة منذ 18 مارس/ آذار الماضي، بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
كشف محلل عسكري إسرائيلي، الثلاثاء، عن انتقادات حادة داخل الجيش لحربه التي استأنفها على قطاع غزة منذ 18 مارس/ آذار الماضي، بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
وقال المحلل العسكري بصحيفة “معاريف” العبرية آفي أشكنازي: “توجد انتقادات حادة في المؤسسة الأمنية (الجيش) للعملية العسكرية وأنها لا تحقق أهدافها”.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، قتلت إسرائيل 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع الثلاثاء.
وأضاف أشكنازي: “تظهر انتقادات جديدة وحادة داخل المؤسسة الأمنية بشأن إدارة عملية السيف والقوة (الراهنة) في غزة، والتي بدأت قبل ثلاثة أسابيع”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
حماس تتعافى
أشكنازي نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي لم يسمه انتقاده بشدة لطريقة تنفيذ العملية العسكرية في غزة.
وقال المصدر: “كانت الخطوة الافتتاحية لسلاح الجو (الغارات الدموية) ممتازة. ضرب سلاح الجو نشطاء بارزين، ولكن لم تكن هناك خطوات تكميلية”.
وأضاف: “مع مرور الوقت، نفقد القدرة على ممارسة الضغط المطلوب، وحماس تستغل الوقت لإعادة تأهيل نفسها والتعافي”.
المصدر أردف: “الوضع مختلف عما كان عليه قبل ثلاثة أسابيع. لنكن صادقين، لا يوجد أي قتال هجومي في غزة حاليا، وحماس لا تشعر بضغط”.
فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي آخر لم تسمه الصحيفة: “نحاول في غزة إحباط ناشط هنا أو هناك، لكن هذا ليس قتالا”.
وأضاف: “لا توجد استمرارية للقتال، وهذا مرتبط بسياسة الحكومة. وممارسة الضغط على حماس بهذه الطريقة لن ينجح على الأرجح”.
تقييم للوضع
كما نقل أشكنازي عن مصدر سياسي إسرائيلي لم يسمه قوله إن “النتائج المتمثلة بالضغط الذي نريد أن تتعرض له حماس لا تحدث على الأرض”.
المصدر تابع: “هناك بالفعل ضغوط، لكن ليست التي توقعناها، ولهذا (…) لا توجد حاليا أي مفاوضات حقيقية لإطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأضاف المصدر السياسي: “سيعود رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) من الولايات المتحدة (بعد ساعات)، وسنقيّم الوضع وندرس الخطط المستقبلية”.
وقبيل عودته من واشنطن، حيث التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال نتنياهو في تصريحات صحفية الثلاثاء إنه عازم على القضاء على “حماس”، وإعادة الأسرى من غزة.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.