وصفه بالسرطان! شاب من غزة يروي لـ”مصدر” تفاصيل إصابته بفيروس كورونا

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

سبعة أيام مرت على إعلان أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا من خارج الحجر الصحي بقطاع غزة ، هذا الوباء الذي صار شبحاً يلاحق كل مواطن يسكن هذه البقعة الصغيرة، لتتلاحق بعدها حالات الإصابة بالفيروس كان آخرها إعلان وزارة الصحة بغزة اليوم الاثنين عن تسجيل 69 إصابة جديدة، موزعة على كافة محافظات القطاع.

محمد حاتم المنسي.. شاب يبلغ من العمر 24عاماً يقطن في مدينة الشيخ زايد شمال القطاع، ويعمل في شرطة أمن المستشفيات، كان أحد ضحايا كورونا الذي تمكّن منه دون سابق إنذار.

يروي محمد الذي يعمل لساعات طويلة ويسابق الوقت ليجمع تكاليف زفافه المرتقب من خطيبته، تفاصيل إصابته بفيروس كورونا.

ويقول المنسي لـ”مصدر الإخبارية“: “قبل أن يتم الإعلان عن حالات كورونا داخل قطاع غزة، قمنا بزيارة لصديق لنا هو ابن لمتوفي بفيروس كورونا، وكان مرافق له من الدرجة الأولى، بعدها بيومين اكتشفنا أنه يحمل نفس أعراض والده”.

يتابع الشاب:” أنا وإخوتي خالطنا المرافق من الدرجة الأولى، بعدها بيوم كان لدي عمل فداومت في مستشفى الاندونيسي فكان جسدي هزيل وأشعر بهشاشة في عظمي، داومت 4 ساعات من أصل 18ساعة وغادرت إلى المنزل، وفي اليوم التالي أجريت فحص كورونا داخل المستشفى، وتم حجري في بيتي لحين خروج نتيجة الفحص، وعندما ظهرت نتيجتي إيجابية تم نقلي بالطريقة الرسمية إلى مستشفى الأوروبي جنوب القطاع”.

https://www.facebook.com/mohammad.a.manse/posts/4296305433776817

الحجر الصحي لمصابي كورونا

يروي الشاب المنسي حديثه لـ”مصدر الإخبارية” ما حصل معه منذ لحظة وصوله للمستشفى الأوروبي، فيقول:” وصلنا الأوروبي فواجهتنا مشكلة أنه لم يكن منسق لدخولنا، وبقينا قرابة ساعتين على الباب لعدم  توفر أماكن لنا”.

ويؤكد المنسي أن هذا التأخير كان فيه ضرر للمصابين الذين كانوا يفكرون في العودة لبيوتهم، وخاصة أنه كان بينهم سيدات وكبار في السن وأطفال، ولكنه حاول امتصاص غضبهم وإقناعهم بالانتظار كي لا يشكلوا خطراً على المجتمع.

ويضيف المنسي:” فور دخولنا المستشفى تم توزيعنا على الغرف، فكان كل خمسة أشخاص في غرفة، وتم توفير سلة غذائية ومستحضرات تنظيف خاصة لكل منا، عدا عن المياه والوجبات والتهوية الجيدة وغيرها”.

https://www.facebook.com/mohammad.a.manse/posts/4299460526794641

وحول أعراض كورونا التي شعر بها محمد والتي جعلته يسارع بالفحص، يوضح الشاب أن جسده كان هزيلاً ويعاني من آلام شديدة في العظام “وكأنه مصاب السرطان”.

ويبين محمد بالقول:” لم تظهر علي أعراض احتقان أو مغص أو حرارة، فكل الأعراض كانت في العظام وأعاني من صداع خفيف.

ويلفت إلى أنه لم يتم إعطاؤه أي نوع من العلاجات ولكن تقوم الكوادر الطبية بقياس درجة حرارته بشكل دوري للاطمئنان.

كورونا ليست كذبة!

يوجه الشاب محمد المنسي رسالة لأهالي قطاع غزة ويقول:” لمن يهملون في إجراءات الوقاية من كورونا، نحن خطوط الدفاع الأولى ونتعرض للخطر لأجلكم، لذلك عليكم احترامنا وتقديرنا والحفاظ على صحتنا من خلال التزامكم”.
ويستأنف محمد بالقول :”لو كانت كورونا كذبة لما كنت في المستشفى أنا وغيري من الزملاء والأطباء والمواطنين في غرف الحجر”.
ويؤكد محمد في ختام حديثه لـ”مصدر” أن معنويات المصابين في الحجر الصحي عالية، وأنهم متفائلون بالشفاء وهذه غمة وستزول الغمة بإذن الله.

وتنتهي الليلة فترة تمديد حظر التجوال الذي أعلنته وزارة الداخلية أول أمس، حيث يترقب المواطنون تصريحاً إما بتمديد الحظر أو تخفيفه.

وما بين هذا وذاك، يبقى شبح كورونا مسيطراً على عقول وقلوب أهالي هذا القطاع المحاصر من جميع الجهات، والفقير من المعدات والتجهيزات.