محمد البيك.. قناص إسرائيلي قتل والدته لحظة محاولتها انتشال جثمان أخيه

صلاح أبو حنيدق_ خاص شبكة مصدر الاخبارية:
لا يغيب ذهن عن الفلسطيني محمد البيك صورة والدته الشهيدة ختام (من نفس العائلة) الملقاة فوق جسد أخيه الشهيد حمزة بعدما قتلا برصاص قناص إسرائيلي خلال الحرب على غزة.
الشهيدة ختام، خرجت من بيتها، فجر يوم الاثنين من 17 مايو/ أيار 2024، بعدما وردها نبأ استشهاد إبنها حمزة 16 عاماً بعدما قتله قناص إسرائيلي أثناء مروره من شارع 8 قرب الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وهو ذاهب ألى منزل العائلة في المنطقة.
وبحسب نجلها الأكبر محمد، فقد حاولت والدته انتشال أخيه دون أن تعلم أن الأمر قد يكلفها حياتها.
ويقول البيك إن : “والدته تلقت نبأ استشهاد أخيه عصر يوم الأحد، ولم تستطع النوم طوال الليل، خوفاً من أن تنهش الكلاب الضالة جثمانه، وهو ملقي على الأرض”.
ويضيف البيك أن: “جميع محاولات العائلة لتهدئة والدته لعدم التوجه لمكان استهداف أخيه باءت بالفشل، حتى أنها طمأنتهم طوال الليل بأنها سلمت أمرها لله، ولن تخرج لجلب جثمانه من مكان الاستهداف بالشارع، إلا أنهم مع ساعات صبيحة الساعات الأولى ليوم الخميس، تفاجاؤا بأنها غادرت المنزل بعدما غلبهم النوم، وتوجهت نحو المكان”.
وفور اقترابها من شارع 8 وفقاً لنجلها: “حذرها بعض المواطنون من الإقتراب نظراً لوجود قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، لكنها أصرت على الذهاب، وأبلغتهم بأنها ستسحب جثمان نجلها حمزة لمنطقة آمنة يستطيعون من خلالها على تشييعه نحو مثواه الأخير ودفنه”.
ويتابع البيك أن “والدته سارعت فور مشاهدة أخيه حمزة على محاولة سحبه، إلا أن القناص الإسرائيلي أطلق الرصاص على جسدها فور حملها لأخيه فأرداها شهيدة”.
ويؤكد أن “جثمان والدته وشقيقه ظلا لمدة خمسة أيام في الشارع، أمام عينيه وعجز عن فعل أي شيء لهما، لحين انسحاب الجيش من محيط المنطقة ليتمكن فيما بعد بعض الأهالي من انتشالهما”.
وينوه إلى أن” قلب والدته لم يقوى على ترك أخيه ملقى في الشارع في ظل المجاعة التي كانت تضرب شمال غزة، والتي دفعت بالكلاب والقطط إلى أكل لحوم الشهداء وحولتهم إلى وحوش تنهش كل شيء”.
ويلفت إلى أن “ما حدث مع والدته وأخيه هو نموذج بسيط لعدد كبير من العائلات الفلسطينية في غزة التي تحللت أجساد أبناءها نتيجة طول مدة العمليات العسكرية في بعض المناطق، ووصول الكلاب الضالة والقطط إليها ونهشها”.
ويذكر البيك بأن” حزن أسرته الممزوج بألم استشهاد والده في عدوان 2008 ووالدته وأخيه مؤخراً، يخدره فقط بأنهم قد دفنوا في مكان معروف يمكن الوصول إليه، مقارنه بآلاف العائلات التي لا يزال أبناءها تحت ركام المنازل المدمرة في القطاع وتعرضوا للتحلل، ولا يستطيعون فعل أي شيء في ظل عدم توفر الإمكانيات”.
وبحسب المكتب الاعلامي الحكومي، فلا يزال يوجد أكثر من 14 ألف مفقود في في قطاع غزة عدد كبير منهم شهداء تحت أنقاض المباني المدمرة، مؤكداً العثور على جثامين أكثر من 600 شهيد حتى الآن.
اقرأ المزيد: غارات ليلية عنيفة جنوب قطاع غزة .. اغتيال قيادي .. 20 شهيد .. أوامر إخلاء