الأشقر: الأسيرات في الدامون يعشن ظروف انتقامية قاسية للغاية

منذ 7 أكتوبر 2023

سماح سامي – مصدر الإخبارية

أكد مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر أن الأسيرات في سجن الدامون يعشن واقعًا مريرًا، بفعل سياسات القمع والتنكيل والتعذيب التي تتبعها إدارة السجون ضدهن، عدا عن حرمانهم من أبسط حقوقهن التي كفلتها لهن القوانين والمعاهدات الدولية.

وشدد الأشقر في حديثه لـ “شبكة مصدر الإخبارية” أن الأسيرات يقبعن في ظروف اعتقاليه غاية في القسوة، تندرج جميعها تحت جرائم التعذيب والتجويع والإهمال الطبي المتعمد، والاعتداءات الجنسية بمستويات مختلفة، وعمليات القمع والاقتحامات المتكررة لغرفهن، أيضا السلب والحرمان الممنهجة، وأساليب التّعذيب النفسي، خاصة في شهر رمضان الكريم.

وقال:” صعدت إدارة السجون منذ 7 من أكتوبر 2023 هجمتها الشرسة ضد الأسرى والأسيرات، والتي زادت سوءا خلال شهر رمضان الجاري، حيث تقدم لهن الطعام بكميات قليلة لا تكفي حاجتهن وتتلاعب بمواعيد السحور والإفطار، بتقديمه بأوقات غير صحيحة، بالتالي يفسد ويصبح غير صالح للأكل.

انتهاكات انتقامية أخرى

وأضاف: “من ضمن الانتهاكات التي يتعرضن لها الأسيرات، استمرار منع زيارة ذويهن لهن بشكل كامل منذ 7أكتوبر2023، أيضا تحويل أقسامهن للعزل بعد إغلاقها منذ قرابة العام والنصف”.

وتابع: “إدارة السجون عملت على سحب أغراض الأسيرات الشخصية، كالأقلام والكتب والدفاتر، كذلك أدوات التطريز التي تساعدهن على إمضاء الوقت في السجن، وسحب الملابس الشتوية عدا القليل منها”.

وأشار إلى أن الأسيرات عانين كثيرا خلال موجات البرد الأخيرة، حيث لا يوجد لديهن ملابس شتوية كافية ولا أغطية، عدا عن نومهن على فرشات مهترئة.

وأوضح أنه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وثقت المؤسسات المختصة (490) حالة اعتقال بين صفوف النساء من بينهن قاصرات، شكلت عمليات الاعتقال لهن، أبرز السياسات التي انتهجها الاحتلال بشكل غير مسبوق. ووفق المختص فإن 20 أسيرة، 17 منهن موقوفات، بينهن الأسيرة سهام أبو سالم من غزة، ومن بين الأسيرات، طفلتان بينهما طفلة تبلغ من العمر (12عاما)، وأيضا 12 أما، وأسيرة حبلى في شهرها الثالث، ومعتقلتين إداريتين.

وذكر أنه من بين المعتقلات أيضا 6 معلمات، وطالبة إعلام، وأسيرة مصابة بالسرطان، وأسيرتين معتقلتين منذ ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يرفض الاحتلال حتى الآن أن تشملهن صفقات التبادل.

إخفاء قسري

ورجح أنه منذ عشية حرب الإبادة على قطاع غزة، بلغ العدد الإجمالي للأسرى في السجون حوالي 5250 أسيرًا، بينهم 40 أسيرة، و170 طفلًا، ونحو 1320 معتقلًا إداريًا، مستدركا:” لكن الأعداد أخذت منحى تصاعديًا منذ ذلك التاريخ، حيث تمكنت مؤسسات الأسرى من رصد أكثر من 15640 حالة اعتقال حتى مطلع الشهر الجاري.

” وأكد أنه خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط تمكنت فصائل المقاومة من تحرير 1777 أسيرًا ضمن المرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”.

وأشار إلى أنه من بين من تحرروا في الصفقة 285 أسيرًا من أصحاب المؤبدات الذين بلغ عددهم قبل الصفقة قرابة 600، كما أفرج عن 283 من أصحاب الأحكام العالية (10 سنوات فأكثر) من أصل قرابة 600 أسير.

ولفت إلى أن انتهاكات إدارة السجون تسببت باستشهاد 62 أسيرًا، وهم فقط المعلومة هوياتهم، من بينهم 40 أسيرًا من غزة على الأقل، آخرهم الأسير علي البطش من مخيم جباليا، مؤكدا أنه العدد الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة منذ العام 1967.

وشدد على ارتفاع عدد الشهداء الأسرى المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 299 شهيدًا، في حين يوجد عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، كما يرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 71 شهيدا، من بينهم 60 شهيدا منذ بدء الحرب.

يشار إلى أنه وبدعم أمريكي ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، عدا عن آلاف المعتقلين من بينهم نساء وقاصرات.

وبالتزامن مع الإبادة في غزة صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل نحو 930 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.