مع إغلاق المعابر.. أصحاب المشاريع الصغيرة مُهددين بالغرق في وحل الديون
قبل أن ترى النور

أدى إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر مع قطاع غزة، إلى الحكم على المشاريع الصغيرة بالإغلاق قبل أن ترى النور، ويكتب على أصحابها الغرق في وحل الديون.
ولليوم السابع على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق جميع المعابر مع قطاع غزة، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية إليه، ما ألقى بظلاله السوداء على المواطنين الذين ما زالوا يضمدون جراحهم بفعل العدوان غير المسبوق الذي استمر أكثر من 15 شهراً، مخلفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى.
وفي الثاني من الشهر الجاري، قررت حكومة الاحتلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر حتى إشعار آخر.
وأفادت في بيان أن القرار تم اتخاذه بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، في سياق تنصل “إسرائيل” لاتفاق وقف إطلاق النار.
بالتزامن مع ذلك، حذرت وزارة التنمية الاجتماعية بغزة، من خطورة اتساع دائرة المجاعة مرة أخرى في القطاع بفعل وقف الاحتلال دخول المساعدات، وعدم التزامه بالبرتوكول الإنساني، ومنعه العمل للقطاع الخاص.
ونوهت في بيان صادر عنها الثلاثاء الماضي، أن قرار وقف دخول المساعدات ينذر بكارثة إنسانية وعودة للمجاعة في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن أكثر من 2,4 مليون مواطن يعتمدون على المساعدات كمصدر واحد فقط، ولم تستطع الأسر تخزين أي مواد فهي تعتمد على ما يدخل من مساعدات في ظل منعها للقطاع الخاص للعمل وتدمير الأرضي الزراعية والبنية التحتية.
وذكرت أن وقف دخول المساعدات يعني توقف المخابز؛ لعدم توفر مواد إنتاج الخبز، وعلى رأسها الوقود والدقيق، وعدم وصول غاز الطهي للأسر حتى هذه اللحظة.
كما حذرت من أن وقف دخول المساعدات يعرض أكثر من 289 ألفًا و824 طفلًا و139 ألفًا و764 مسنًا، للموت جوعاً والبرد الشديد لعدم توفر الأغطية ووسائل التدفئة.
اغلاق باب الرزق عدم دخول البضائع التجارية للقطاع بفعل اغلاق المعابر، دفع الشاب محمد لبد لإغلاق مشروعه الصغير “بسطة” الخضار والفواكه التي افتتحها قبل أيام من دخول شهر رمضان المبارك.
ويقول لبد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “فتحت بسطتي قبل أيام من شهر الخير، لتكون باب رزق الى ولعيلتي، وتعيني على تلبية طلبتاهم، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وغلاء الأسعار”.
ويضيف:” ما الحقت أفرح على مشروعي الصغير، حتى قررت اغلاقه، فالخضروات والفواكه التي كنت اعتمد على شرائها من التجار وبيعها للمواطنين غير موجودة”.
وأشار إلى أن المواطن ليس لديه قدرة مالية كبيرة على شراء بضائع متبقية لدى بعض الباعة، فكثير منهم يضطر لشراء الخضار والفواكه بالحبة، بعد ارتفاع ثمنها بشكل باهظ.
ولفت إلى اعتماد عائلته كما غيرها من العائلات الغزية على المعلبات من جديد، لتكون أطباق رئيسية يتناولونها على سفرة شهر رمضان الكريم، بعد شح توفر اللحوم والخضروات بأنواعها وأشكالها.
لم ترى النور
وأما الشاب عبد الله سامي فتقاسم هو الآخر الحال ذاته مع سابقه، حيث قرر اغلاق “دكانه” بعد بيع ما تبقى فيها من حلويات الأطفال.
ويؤكد في حديثه لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن اغلاق المعابر مع قطاع غزة وما نتج عنه من عدم دخول بضائع تجارية، فاقم معاناته الاقتصادية وأقرانه من أصحاب المشاريع الصغيرة، حيث تكبد ديون مالية كبيرة، لا يقوى على سدادها.
ويوضح أنه قام بشراء كميات كبيرة من حلويات الأطفال (شيبس، مصاص، عصير، شوكولاتة..) من التجار دون أن يدفع ثمنها بالكامل، عدا عن تحمله نفقات ترميم “دكانه” بعد تعرضها لأضرار بفعل قصف إسرائيلي بالقرب منها.
وبين أنه ما ان استبشر وتفاؤل خيرا بعد اعلان وقف إطلاق النار، وعودة النازحين لشمال القطاع، نهض بهمة ونشاط كبيرين لترميم “دكانه” ومسح الغبار عنها وملئها بحلويات الأطفال، حتى ضاعت آماله واصطدم بواقع مأساوي.
وشدد على أن اغلاق المعابر سيوقف عجلة الاقتصاد في القطاع، بعد توقف الحركة الشرائية، بالتالي ينتج عنه خسائر مالية كبيرة يتحملها التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة، التي لم ترى النور بعد حتى أغلقت.
يذكر أنه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي وبوساطة قطرية ومصرية وبدعم أمريكي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، الذي انتهت مرحلته الأولى بعد انقضاء 42 يومًا، ويرفض الاحتلال التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.