مبعوث ترامب يكشف أجواء الاجتماعات الأميركية مع حماس

مسؤول في الحركة: ناقشنا مع الوفد الأميركي كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي لإنهاء الحرب على القطاع

متابعات – مصدر الإخبارية

قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون الرهائن آدم بوهلر، الأحد، إن الاجتماعات الأميركية مع حركة “حماس” الفلسطينية بشأن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة كانت “مثمرة جداً”، فيما لم يستبعد عقد لقاءات إضافية مع “حماس”، في المقابل، أشار مسؤول في الحركة لوكالة “رويترز” إلى أن الجانبين ناقشا كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأضاف بوهلر في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، أن “حماس أبدت استعدادها لهدنة طويلة الأمد، تتضمن نزع سلاحها، وعدم مشاركتها في السياسة، وضمان عدم قدرتها على تهديد إسرائيل مجدداً.. بما يشمل إعادة إعمار غزة، ولكن المناقشات تركزت على بعض النقاط التي قد تصبح جزءاً مما سنراه في المستقبل”، وفق تعبيره.

وتابع مبعوث ترامب: “الإسرائيليون كانوا على علم بالمحادثات.. أجريت نقاشاً مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وقد أبدى بعض المخاوف، وهذا أمر طبيعي، خاصة إذا أجرينا محادثات مباشرة مع حماس، فمن حقهم أن يقلقوا..”.

وذكر بوهلر في المقابلة أنه “يعتقد أن شيئاً ما قد يتم التوصل إليه بشأن غزة في غضون أسابيع”، دون أن يذكر تفاصيل.

والأربعاء الماضي، قال البيت الأبيض، إن إدارة ترمب تجري “محادثات مباشرة” مع “حماس” لبحث مسألة الإفراج عن المحتجزين الأميركيين في غزة، فيما أكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات وجود عدة اتصالات بين الطرفين.

إطلاق سراح أميركي إسرائيلي

في المقابل، أكد طاهر النونو القيادي في حركة حماس لقناة الشرق بلومبرج، أن “قيادة الحركة التقوا عدة مرات مع المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن في الأيام الأخيرة”، داعياً المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي يصل الدوحة، الثلاثاء، إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعها تنفيذ الاتفاق وبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

وأكد النونو “استعداد الحركة للتوصل إلى صفقة تبادل شاملة”، مبيناً أن “المحادثات مع بوهلر ركزت على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من حملة الجنسية الأميركية”.

وأوضح أن “حماس تعاملت بمرونة كبيرة في إطار تبادل الأسرى وفق المعايير المتفق عليها، من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني”، مشدداً على “ضرورة إلزام الإدارة الأميركية والوسطاء للاحتلال لتنفيذ الاتفاق وبدء المرحلة الثانية”.

وكان النونو ذكر في تصريح قبل ساعات لوكالة “رويترز”، أن الجانبين ناقشا أيضاً كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال: “أبلغنا الوفد الأميركي عدم ممانعتنا الإفراج عن الأسير في إطار هذه المحادثات وضرورة إلزام الاحتلال بما وقع عليه في الاتفاق والدخول المباشر للمرحلة الثانية من الاتفاق وتطبيق كافة الاستحقاقات التي عليه لا سيما أن أمريكا أحد الضامنين للاتفاق”.

وفي السياق ذاته، أكد مسؤول كبير في “حماس” لقناة الشرق بلومبرج، أنه “جرت اتصالات وعقد لقاءان مباشران بين الحركة ومسؤولين أميركيين في (العاصمة القطرية) الدوحة في الأيام الأخيرة تركز حول مسألة الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين من حملة الجنسية الأميركية وبعضهم أحياء وبعضهم أموات”، دون ذكر تفاصيل.

وأفاد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لقناة الشرق بلومبرج، بأن اتصالات جرت بين “حماس” وقنوات اتصال أميركية عدة مرات، وكان آخرها مع مبعوث أميركي.

وأضاف المصدر الفلسطيني أن الاتصالات تركزت على المحتجزين الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية (أحياء وأمواتاً) دون أن يحدد عددهم. ولم يعط المصدر تفاصيل بشأن ما إذا تم التوصل إلى تفاهمات في هذا الصدد.

مفاوضات الرهائن والاستراتيجية الأميركية

وقال بوهلر إن تأمين إطلاق سراح الرهائن الـ59 المتبقين – أميركيين وإسرائيليين – يظل يشكل الأولوية القصوى.

وقال “المهمة هي العمل والاستمرار في العمل والقيام بكل ما هو ضروري لإزالة الرهائن وإعادتهم إلى ديارهم. وقد أوضح الرئيس [دونالد ترامب] بوضوح تام أن هذه المهمة تشمل الرهائن الإسرائيليين وكذلك الرهائن الأميركيين”.

ورغم تعثر المفاوضات، نفى بوهلر فكرة فشل المحادثات.

وقال “أعتقد أن الحوار والمحادثات أمران مهمان للغاية. لا أستطيع أن أقول ما إذا كانت المحادثات قد فشلت أم لم تفشل. أنا سعيد برؤية الناس في الدوحة هذا الأسبوع، لأنني أعتقد أن الحوار هو المكان الذي يمكنك من خلاله الوصول إلى أماكن. هذا لا يعني أنك تتخلى عن الأشياء، لكن الحوار هو المكان الذي يمكنك من خلاله الوصول إلى أماكن. لذا أعتقد أنهم قد يجدون صعوبة في القول إن المحادثات قد فشلت بناءً على ذلك. لكن بصراحة، أنا متفائل بأنني كنت مفيدًا لهم”.

وأكد بوهلر أيضًا أن الولايات المتحدة لا تقدم حوافز مالية في المفاوضات. وقال: “ما سترون هو أن الولايات المتحدة لا تقدم أموالًا للناس. تستخدم الولايات المتحدة يدًا قوية عندما يكون لدينا أشخاص لديهم مواطنونا، وهذا يشمل حلفاء مثل إسرائيل. لذلك لن نستسلم، أستطيع أن أقول لك ذلك، لكننا سنستعيد مواطنينا”.

ورغم تعقيدات الوضع، ظل بوهلر متفائلا بشأن التوصل إلى حل محتمل، مستشهدا بواقع جيوسياسي متغير.

“أنا متفائل”، قال. “وأعلم أن هذا يبدو غريبًا، لأنه مستمر منذ فترة. لكن السبب وراء تفاؤلي هو أن… تم انتخاب ترامب. لقد غير كل شيء في المنطقة”.

ويرى بوهلر أن إعادة تشكيل المشهد الطبيعي يعود إلى الجيش الإسرائيلي.

وأضاف “بين ذلك وكل العمل المذهل الذي قام به نتنياهو وإسرائيل في تدمير حزب الله، وإضعاف سوريا، وما فعلوه في إيران، فإن كل هذه الأشياء خلقت شرق أوسط مختلفا عما كان لدينا من قبل”.

ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري، عن مصدرين مطلعين الأربعاء الماضي، إن إدارة ترامب تجري “محادثات مباشرة” مع حماس لبحث مسألة الإفراج عن المحتجزين الأميركيين في غزة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب في القطاع.

ووصف الموقع، المحادثات التي يقودها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر بـ”غير المسبوقة”، مشيراً إلى أنه لم يسبق للولايات المتحدة أن انخرطت في “محادثات مباشرة” مع حماس، التي تصنفها كـ”منظمة إرهابية” منذ عام 1997.