أزمة نفاد غاز الطهي تُهدد ما تبقى من أنفاس الغزييّن في رمضان

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

يجلس الستيني خالد أبو عبيد بجانبه زوجته أمينة وتحيطهم الأخشاب لطهي الطعام على الحطب متذمرين من أزمة نفاد غاز الطهي في قطاع غزة، بعد إغلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي المعابر ومنع دخول الوقود والمساعدات الإنسانية إلى القطاع.

يقول أبو عبيد لـ”شبكة مصدر الإخبارية“: “هذا ثاني رمضان نطهي الطعام أنا وزوجتي على الحطب بعد إغلاق المعابر وانتهاء كميات الغاز في غزة، بعد منع الاحتلال من دخوله”.

ويضيف: “توقعنا أن أزمتنا تم حلها بعد وقف إطلاق النار بغزة، ولم أتخيل بعد انتهاء حصتي من الغاز على الفور أغلق الاحتلال المعابر، على رغم أنني أنا وزوجتي كبار في السن لم نستطع تحمل النار بشكل يومي”.

يذهب الحاج أبو عبيد يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا للبحث عن الخشب والمواد البلاستيكية إلى الساعة الواحدة ظهرًا، نظرًا لارتفاع سعر كيلو الخشب إلى 5 شواكل.

ويشير إلى أنّ دخان النار ورائحة البلاستيك بعد اشتعاله تبدأ المعاناة في السعّال ودموع عينيه من شدة الدخان، مبيّنًا أن زوجته تعاني من أزمة صحية خاصة نقص الأوكسجين لا تقوى على الاستمرار بالجلوس أمام النار.

أما رقية أبو غبن أمُ لخمسة أبناء أكبرهم علي (9 أعوام)، يساعدها في شراء الخشب وتكسيره أثناء التجهيز لطهي الطعام للإفطار، كانت على أمل في هذا الشهر أن تطهي الغاز وليس النار.

تحكي رقية لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “عادت حياتنا للمعاناة من جديد فالنار تقتل صحتنا وتبقى رائحتها عالقة حتى وإن قمنا بتنظيف المكان وملابسنا، فرائحتها تلاحقنا بكل وقت فلا راحة ولا صحة رح ننعم فيها بسبب الاحتلال”.

وتلفت إلى أنّها بدأت بالعودة إلى الطهي على الحطب في ثالث يوم من شهر رمضان، فالاحتلال نغص فرحة العائلة، مضيفًة أن نحن في غزة نحتاج إلى غاز الطهي وانتهاء معاناتنا من الحطب الذي أدى لتفاقم الوضع الصحي لكثير من المواطنين.

وتقتصر رقية على طهي الطعام الذي لا يحتاج لوقت كبير على النار، ولجأت إلى المعلبات مرّة أخرى، على الرغم من منع الطبيب لها تناول المعلبات بعد إصابتها بالكبد الوبائي خلال الحرب على غزة.

وتؤكّد أنّ غاز طهي مهم وأساسي لنا خاصة بعد معاناة الحرب على مدار 15 شهرًا، متسائلًا: “أين الوسطاء الذين أداروا المفاوضات عن ما يجري وتنصل الاحتلال من تنفيذ الاتفاق، ولماذا العقاب يكون جماعي على المواطنين؟”.

“ذهبت إلى السوق لتأمين نفسي من انقطاع الغاز تفاجأت سعر كيلو السعر وصل إلى 150 شيكل شهقت من السعر الذي ارتفع في يوم ليلة من 35 شيكل إلى هذا المبلغ الباهظ”، يقول محمد الفار.

يضيف الفار لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن أزمة الغاز تعتبر كارثة حُلّت علينا، بعد عام ونصف من فرحتنا لأول مرة بالحصول على 8 كيلو غاز، الاحتلال قام بتنغيص هذه الفرحة بإغلاق المعابر.

ويشير إلى أن إغلاق المعابر سيعمق الأزمة في غزة خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة، فالعودة إلى الطهي على النار سيؤثر على حياتهم التي باتت مهددة بالموت.

ويُطالب الوسطاء بالعمل على حل إغلاق المعابر وعودة دخول البضائع والوقود إلى غزة، والتخفيف عن المواطنين بغزة الذين يعيشون وسط الركام والخيام المهترئة.

ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم، ومنع إدخال المساعدات والبضائع والوقود إلى القطاع، مما يعمق الوضع الإنساني ويزيد من معاناة المواطنين في غزة.

وسببت أزمة الوقود إلى توقف جميع المخابز العاملة بـ”غاز الطهي” في خان يونس جنوب قطاع غزة، وفق ما أعلن رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي.

وأشار العجرمي، إلى أن مخابز خان يونس عددها 5 مخابز، منها مخبزان أليان والبقية نصف آلية، مبيناً أن كمية السولار المتبقية لتشغيل بقية المخابز تكاد تكفي لمدة أسبوعين فقط، كما أن المخازن شبه فارغة، ولا تحتوي على كميات كافية من السولار أو المواد الغذائية.

وأكد أن استمرار الحصار يهدد بتجويع سكان قطاع غزة، مما يستوجب تحركًا سريعًا.