خبير: ليس مجرد إعادة الرهائن .. الهدف النهائي لترامب في الشرق الأوسط

وتحدث الخبير شاي هار تسفي، الباحث البارز في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة رايخمان، مع صحيفة معاريف عن سياسة إدارة ترامب في المستقبل.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من المخطط التفصيلي لعودة المختطفين في المرحلة الأولي من وقف إطلاق النار بغزة، تحدث الدكتور شاي هار تسفي، الباحث البارز في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة رايخمان والمدير العام السابق (القائم بأعمال) لوزارة الشؤون الاستراتيجية، حول سياسة إدارة ترامب في المستقبل، لصحيفة معاريف الإسرائيلية.

وبحسب هار تسفي، فإن “الرئيس ترامب يرغب في رؤيته بالتوصل إلى صفقة شاملة تضمن عودة جميع المختطفين دفعة واحدة، لكنه يدرك جيدا أن هذا هدف غير قابل للتحقيق في الوقت الحالي”. ويأتي ذلك في ظل الفجوة الكبيرة بين إسرائيل وحماس، وخاصة في ما يتصل بإنهاء الحرب ونزع السلاح من القطاع. وتتفق إدارة ترامب بشكل كامل مع وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية بأن حماس لن تكون قادرة على البقاء في السلطة في قطاع غزة. وهذا خط أحمر بالنسبة له، وهو ما يشدد عليه الرئيس ترامب مرارا وتكرارا. ويبدو أن إدارة ترامب تتشاطر أيضاً وجهة نظر إسرائيل القائلة بأنه من غير الممكن البدء في إخلاء محور فيلادلفيا الآن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يشكل وسيلة مهمة للضغط على حماس، والتي قد تجبرها على تغيير مواقفها.

وبحسب هار-تسفي، “نظراً لحقيقة أن المرحلة الأولى تقترب من نهايتها يوم السبت ومن المفترض أن ينتهي وقف إطلاق النار، فمن الضروري في نظر الإدارة الأمريكية إيجاد أهداف أكثر واقعية ومحدودية. وهذا يعني أن هناك حاجة إلى المضي قدماً في صفقة جزئية تضمن استمرار المحادثات بين الطرفين وعدم انهيار المفاوضات. وإلا فهناك خوف من أن يؤدي هذا إلى تجدد القتال. لذلك، كحل مؤقت، تهدف الإدارة إلى المضي قدماً في مخطط جديد واتفاقيات لتنفيذ ضربات إضافية في الأسابيع المقبلة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن”.

وأضاف هار-تسفي أنه “من المهم أن نتذكر أنه بالإضافة إلى إعادة جميع المختطفين، فإن الهدف النهائي لترامب في المنطقة هو تعزيز التطبيع مع المملكة العربية السعودية. وهذا في نظره هو “الجوهرة في التاج”. هذا اتفاق تاريخي من شأنه أن يؤدي إلى تغيير في البنية الشرق أوسطية، وتعميق المحور الاستراتيجي بين إسرائيل والدول العربية ضد إيران، وإنشاء ممر اقتصادي من الهند إلى أوروبا عبر دول الخليج والأردن وإسرائيل. تدرك إدارة ترامب أن الشرط الأساسي لذلك هو نهاية الحرب في غزة. لذلك، يهدف ترامب في نهاية المطاف إلى صياغة اتفاق شامل من شأنه أن يؤدي إلى إعادة جميع المختطفين، سواء نهاية الحرب أو نهاية حكم حماس. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، فمن المرجح أن يسمح ترامب لإسرائيل بحرية عمل أكبر من ذي قبل من أجل زيادة الضغط العسكري والمدني على حماس”.

في تقييم هار-تسفي، “تدرك إدارة ترامب أن رؤية إخلاء جميع سكان غزة ربما لا تكون قابلة للتطبيق، وبالتأكيد ليس في المستقبل القريب، وخاصة في ظل المعارضة القوية من جميع الدول العربية، بقيادة مصر والأردن. وقد عبر المبعوث الخاص ويتكوف عن هذا عندما قال إن كلمات ترامب كانت محرفة، وأن الرئيس في الواقع أراد إثارة النقاش وتعزيز الحلول الجديدة. لذلك، يبدو أن الإدارة تأمل أن تفهم الدول العربية أنه ليس لديها خيار سوى إظهار مشاركة أكثر نشاطًا في تشكيل القطاع “في اليوم التالي”. في رأي الإدارة، قد يكون عقد القمة العربية الأسبوع المقبل في القاهرة ذا أهمية كبيرة، خاصة إذا تم الترويج لمبادرة تحظى بدعم جميع الدول العربية لإنهاء حكم حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة، واستثمار المدخلات والموارد اللازمة لإعادة إعماره”.

وبحسب هار-تسفي، “في نهاية المرحلة الأولى، وعلى الرغم من الفجوات القطبية، لا ينبغي لإسرائيل أن تسعى إلى التوصل إلى صفقة مطولة ومتدرجة، بل يجب عليها بدلاً من ذلك أن تدرس كل السبل الممكنة لتعزيز اتفاق جديد للإفراج عن جميع المختطفين دفعة واحدة باعتباره الهدف الشامل الأكثر إلحاحًا وفورية. وفي كل الأحوال، ينبغي لإسرائيل أن تتصرف بالتعاون الكامل مع إدارة ترامب لضمان استمرار عملية الإفراج عن المختطفين. وهذا هو الالتزام الأخلاقي والوطني تجاههم، وتجاه عائلاتهم، وفي الواقع تجاه جميع مواطني دولة إسرائيل”.