ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية

وكالات_مصدر الاخبارية:
يمر، اليوم الاثنين، ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية بعدما بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.
وتطورت الحرب، التي بدأت كـ “عملية عسكرية خاصة” بحسب الكرملين، بسرعة إلى صراع واسع النطاق أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح، وتأثيرات اقتصادية عالمية، وأزمات إنسانية غير مسبوقة.
وكان السبب الرئيسي وراء إطلاق روسيا الحرب رغبتها في منع أوكرانيا من الاقتراب من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وتلقت اوكرانيا على مدار سنوات الحرب مساعدات واسعة النطاق من الدول الغربية، مما أدى إلى استمرار المعارك وتجميد خطوط المواجهة في عدة مناطق.
وسيطرت روسيا على ما يقرب من 70,050 كيلومترًا مربعًا منذ بداية القتال، بواقع 19% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمناطق الانفصالية في دونباس.
وبحسب تقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، خسرت روسيا أكثر من 700 ألف جندي، ما بين قتيل وجريح، كما أُعلن عن فقدان 48 ألف جندي آخرين.
وعلى الجانب الأوكراني، بلغ عدد الضحايا نحو 400 ألف، فيما بلغ عدد المفقودين نحو 35 ألف شخص.
وبالإضافة إلى الخسائر العسكرية، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا في أوكرانيا 12340 شخصا، في حين بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا في روسيا 387 شخصا.
وأدى القصف المستمر للمدن الأوكرانية إلى دمار واسع النطاق وأزمة إنسانية ضخمة، حيث أجبر ملايين المواطنين على مغادرة منازلهم والبحث عن ملجأ في البلدان المجاورة.
وبحسب الأرقام الرسمية، نزح نحو 10.2 مليون مواطن أوكراني من منازلهم، منهم 3.7 مليون نزحوا داخل البلاد، بينما فر 6.5 مليون إلى بلدان أخرى كلاجئين. وفي روسيا، من ناحية أخرى، كانت هناك هجرة لنحو 800 ألف مواطن، ويرجع ذلك أساساً إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية، حيث سعى العديد منهم إلى اللجوء في الدول الغربية أو المجاورة لتجنب الخدمة العسكرية الإلزامية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كانت أوكرانيا الأكثر تضررا، مع نمو سلبي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 22.6% منذ عام 2022، في حين تمكنت روسيا من الحفاظ على نمو بنسبة 5.6% خلال هذه الفترة، بفضل أسواق الطاقة والتجارة مع الدول غير الخاضعة للعقوبات الغربية.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الروسي سينمو بوتيرة بطيئة قدرها 1,6% فقط في عام 2025، في حين تتوقع أوكرانيا بعض التعافي مع نمو قدره 2,5%. وتعرضت عملتا البلدين لانخفاضات حادة، حيث خسر الروبل الروسي 13% من قيمته منذ الغزو، وانخفضت الهريفنيا الأوكرانية بنسبة 27%.
وعلى صعيد البنية التحتية، تعرضت أوكرانيا لأضرار بالغة، حيث تم تدمير 64% من قدرة توليد الكهرباء في البلاد في أعقاب الهجمات الروسية المستمرة. وتضطر البلاد إلى الاعتماد على ثلاثة مفاعلات نووية سوفييتية قديمة لتوليد معظم احتياجاتها من الكهرباء. كما عانت روسيا من بعض الأضرار، إذ تشير التقديرات إلى أن الهجمات الأوكرانية ألحقت أضرارا بنحو سدس قدرة البلاد على إنتاج الوقود، لكنها تمكنت من التغلب على هذا بفضل الواردات البديلة.
ولا تزال الحرب في أوكرانيا تعمل على إعادة تشكيل توازن القوى العالمي. وتنعكس آثارها الاقتصادية والسياسية على مختلف أنحاء العالم، في حين يشير الوضع على الأرض إلى جمود عسكري ومستقبل غير مؤكد.
اقرأ المزيد: الحوثيون يطلقون 4 صواريخ مضادة للسفن تجاه خليج عدن والبحر الأحمر