وجرت الانتخابات الإسرائيلية، في فبراير/شباط، وأسفرت عن فوز بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود والمعارض لإقامة دولة فلسطينية، ليصبح رئيساً للوزراء.

ومع هذا التغيير، تلاشت خطة أولمرت وخريطته بعيداً عن الأنظار تدريجياً.

ويؤكد أولمرت أنه انتظر الرد من عباس، وفي نهاية المطاف انضمت خطته إلى قائمة طويلة من الفرص الضائعة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي عام 1973، قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أبا إيبان، مازحاً إن الفلسطينيين “لا يفوتون أبداً فرصة لتضييع الفرصة”، لكن الواقع أكثر تعقيداً من ذلك، خاصة بعدما وقع الجانبان اتفاقيات أوسلو التاريخية في عام 1993.

إذ حملت عملية السلام، التي بدأت بمصافحة بين إسحق رابين وياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض، لحظات أمل حقيقية، ولكنها كانت متبوعة بالمآسي. وفي النهاية، باءت تلك الجهود بالفشل.

الأسباب معقدة ويشوبها الكثير من الاتهامات المتبادلة، لكن الحقيقة هي أن الظروف لم تكن مواتية أبداً.

لقد عايشت هذا الواقع بنفسي قبل 24 عاماً.

ففي يناير/كانون الثاني 2001، في منتجع طابا المصري، ناقش المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون مرة أخرى الخطوط العريضة للصفقة.

ورسم أحد أعضاء الوفد الفلسطيني خريطة تقريبية على منديل وأخبرني أنهم وللمرة الأولى – كانوا ينظرون إلى الخطوط العريضة لدولة فلسطينية قابلة للتطبيق.

لكن المحادثات لم تحقق أي تقدم، إذ غرقَت في دوامة العنف المتصاعد في شوارع الضفة الغربية وغزة، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

ومرة أخرى، كانت إسرائيل تمر بمرحلة انتقال سياسي، إذ استقال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك من منصبه، وهزمه آرييل شارون بسهولة بعد بضعة أسابيع.

وأصبحت تلك الخريطة على المنديل، مثل خريطة أولمرت التي جاءت بعد ثماني سنوات، شاهداً على ما كان يمكن أن يكون.

المصدر: موقع بي بي سي عربي