تشييع نصر الله.. استنفار أمني في بيروت ومشاركة رسمية إيرانية ووفد حوثي
وفود من 79 دولة.. ومشاركة لوزير خارجية إيران ووفد من الحوثيين

يقيم حزب الله اللبناني يوم الأحد، “جنازة شعبية” تكريما لزعيمه السابق حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث تحتشد الوفود القادمة من إيران واليمن والعراق للمشاركة في التشييع، مع شكوك حول مشاركة الدولة اللبنانية، ووسط إجراءات أمنية مشددة ومخاوف لدى السلطات من تداعيات التشييع.
تأتي مراسم التشييع المرتقبة بعد مرور حوالي خمسة أشهر من مقتله، دفن خلالها نصر الله في موقع سري، بينما أفادت مصادر مقربة من الحزب بأن الدفن المؤقت تم بجوار ابنه هادي الذي قتل بدوره في العام 1997.
ويعتزم الحزب إقامة مراسم التشييع في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، الأكبر في لبنان والذي يتسع لنحو 50 ألف مشارك، على مشارف الضاحية الجنوبية معقل الحزب، بينما سيتم الدفن في موقع قريب من مطار بيروت.
وعن برنامج التشييع، قال مصدر في الحزب إن المراسم ستسمر لنحو ساعة تقريبا، يلقي خلالها الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم كلمة بهذه المناسبة، بينما سيكون في الانتظار فريقاً من المسعفين يضم 1400 ممرض و100 طبيب.
وستتضمن جنازة نصر الله تشييع نائبه هاشم صفي الدين، الذي قتل بدوره بغارة إسرائيلية، بينما سيتم دفنه يوم الاثنين في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في الجنوب اللبناني.
وتقول مصادر الحزب إن التأخير في موعد الدفن جاء بانتظار انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والجيش الإسرائيلي.
وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن التنسيق الأمني والإجراءات المشددة التي تفرضها السلطات اللبنانية عشية التشييع، مع مخاوف تقلق الحكومة اللبنانية من تداعيات الجنازة، لا سيما بعد أحداث المطار الأخيرة.
وعقد الرئيس اللبناني جوزيف عون اجتماعاً أمنياً في قصر بعبدا الجمعة، للتنسيق الأمني وتنظيم التشييع، واتخذت الحكومة إجراءات أمنية مشددة في محيط المدينة الرياضية بنشر الجيش وقوى الأمن، إضافة إلى توقيف الملاحة الجوية في مطار بيروت بين الساعة الأولى بعد الظهر والرابعة بالتوقيت المحلي إلى حين انتهاء مراسم التشييع.
تاریخ کا سب سے بڑا تشیع جنازہ ۔۔شہید سید حسن نصر اللہ اور شہید سید ہاشم صفی الدین کا
23 فروری بروز اتوار کو هوگا.
79 ملکوں سے لوگ شرکت کریں گے#انا_على_العهد pic.twitter.com/9VDmXGYCzM— Fatima sahar (@saharF_pak) February 20, 2025
وفود من 79 دولة.. ومشاركة لوزير خارجية إيران ووفد من الحوثيين
أكد القيادي في الحزب علي ضاهر مشاركة وفود من 79 دولة وعلى رأسها إيران، التي أكدت حضورها “الدبلوماسي والشعبي” في مراسم التأبين.
من جهته، أكد مسؤول إيراني مشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مراسم التشييع.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) السبت عن النائب في البرلمان علي رضا سليمي قوله إن رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر “قاليباف وعددا من النواب، إضافة الى مسؤولين في الدولة، سيتوجهون الأحد الى لبنان للمشاركة في تشييع نصر الله”.
وفي العراق، سيشارك وفد عراقي يضم سياسيين شيعة كبار وقادة من الفصائل المسلحة قادمون على متن طائرة رئاسية، بينما أعلنت بغداد قيام الخطوط الجوية العراقية بتسيير رحلات إضافية إلى بيروت لتلبية الطلب المتزايد من العراقيين الذين يريدون السفر إلى بيروت لحضور الجنازة.
وفي السياق، قالت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن أن الجماعة سترسل وفداً رفيع المستوى للمشاركة، برئاسة المفتي.
يأتي هذا في ظل إيقاف الحكومة اللبنانية للرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى إيران إلى أجل غير مسمى، بعد أن حذرت الولايات المتحدة من أن إسرائيل قد تسقط الطائرات.
ولا تتوقع الأوساط السياسية اللبنانية مشاركة الرئيس عون في مراسم التشييع، ومن المتوقع أن يرسل نائباً عنه يحل محله، وفقاً لمراقبين، نظراً لعدم التوافق على شخص نصر الله وخوفاً من أن تُفهم الحكومة الوليدة على أنها تشرع وجود الحزب على أراضيها.
رسائل حزب الله من مراسم التشييع
يسعى حزب الله إلى حشد أكبر عدد ممكن من المشاركين في التشييع في محاولة لإظهار أن الحزب لا يزال يتمتع بقوته وجماهيريته وثقله في الميدان، وينتظر أن يوجه أكثر من رسالة سياسية إلى الداخل اللبناني والإقليم، بعد أن تلقى ضربات موجعة أطاحت بكل الرؤوس القيادية في صفوفه.
وتكمن الأهمية فيما سيقوله الأمين العام للحزب نعيم قاسم، عن الموقع الذي سيتخذه الحزب في المرحلة المقبلة، بعد انكساره العسكري أمام إسرائيل، وأكثر من تراجع سياسي داخلي بعد تسليمه بانتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وتعيين نواف سلام رئيسا للحكومة.
وقُتل نصر الله يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي، بغارة جوية إسرائيلية أثناء اجتماع قيادي في مخبئ تحت الأرض في ضاحية بيروت الجنوبية، لتنتهي بذلك عقوداً طويلة قاد نصر الله خلالها الحزب في معارك مواجهة متعددة ضد إسرائيل.