المبعوث الأميركي: خطة ترامب بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين

ستيفن ويتكوف قال إن الحديث عن مستقبل غزة يتحول نحو كيفية إيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيين

نيويورك – مصدر الإخبارية

دافع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، مؤكداً أنها لا تعني “أننا نسير باتجاه خطة إخلاء” غزة. وقال اليوم الخميس إنه يعتقد أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “ستكون أكثر صعوبة من المرحلة الأولى”، مشيراً إلى أنه “إذا عملنا بجد، فإن هناك فرصة حقيقية للنجاح”. وأكد أنه يأمل أن “تنتقل النيات الحسنة التي عبرت عنها المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة إلى المرحلة الثانية”.

وأضاف ويتكوف، في جلسة بمؤتمر مبادرة الاستثمار FII تحت عنوان: “هل بدأ عصر التعاون الاقتصادي بين أميركا والشرق الأوسط”، أدارها جاريد كوشنر، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى، أن الطرف الإسرائيلي “لديه خط أحمر” في بقاء حماس “على الجانب الآخر”، مؤكداً أنه “من الصعب إيجاد حل لهذه المشكلة”، ولكنه أكد أن المحادثات “تحرز تقدماً كبيراً، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى نتائج جيدة”.

وادعى ويتكوف أن اقتراح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة “جرى تفسيره بشكل خاطئ”، وقال: “قبل كل شيء، قال الرئيس بعض الأشياء وفُسّرت بشكل خاطئ، وكانت الفرضية الأساسية لما تحدث عنه في غزة هي لماذا نحاول حلاً لم ينجح طيلة الخمسين عاماً الماضية؟ هذا لا معنى له”، مضيفاً أن اتفاق 27 مايو/ أيار 2024 الأساسي، الذي وضع المعايير التي بموجبها تم الاتفاق على المرحلة الأولى والثانية والثالثة، كان قائماً على خطة إعادة تنمية غزة على مدى خمس سنوات، و”هذا غير ممكن فعلياً”، على حد قوله. ويستند اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الحالي على اتفاق جرى التوصل إليه بين حماس وإسرائيل في 27 مايو 2024، وعطّله في حينه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وقال ويتكوف: “سوف يتطلب الأمر الكثير من التنظيف وخطة رئيسية كبيرة. وهذا لا يعني أننا مضطرون إلى ذلك، وأننا نسير باتجاه خطة الإخلاء (يقصد إخلاء غزة من السكان). عندما يتحدث الرئيس عن هذا، فهو يقصد أنه يريد أن يدفع الجميع للتفكير بما هو قابل للتطبيق في تلك المنطقة، وما هو الحل الأفضل للشعب الفلسطيني وسكان غزة الذين يعيشون هناك”، مضيفاً أن حديث ترامب بهذه الطريقة أثار نقاشاً في جميع أنحاء العالم العربي حول أنواع من الحلول لم يفكر فيها الناس من قبل، و”هذا أمر جيد”. وأضاف: “جلست في غزة مرتدياً سترة مضادة للرصاص، ونظرت إلى الدمار، ولا أفهم لماذا يريد أي شخص العيش هناك اليوم. هذا غير منطقي بالنسبة لي. ولا يعني هذا بالمناسبة أنه لا يمكن أن يكون لديك الحق في العودة”.

وفي وقت سابق من اليوم كان موقع أكسيوس قد ذكر أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر من المتوقع أن يلتقي بمبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الولايات المتحدة الخميس لبدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.

ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ في 19 يناير بعد حرب استمرّت 15 شهراً واندلعت إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

ومنذ سريان وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه بوساطة ثلاث دول هي مصر وقطر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 أسيراً إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني خرجوا من سجون إسرائيل، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كلّ أسبوع.

وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من مارس على أن تطلق حماس سراح 33 أسيراً، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.

وقالت حماس الأربعاء إنها مستعدة لأن تفرج “دفعة واحدة”، وليس على دفعات متتالية، عن كل الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك خلال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة التي يفترض أن تبدأ في الثاني من مارس.

ويفترض بهذه المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أن تنهي الحرب بشكل كامل في غزة، لكنّ المفاوضات بشأنها لم تنطلق بعد إذ تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك المرحلة الأولى.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتتمحور حول إعادة إعمار قطاع غزة المدمّر.