شح المواصلات وارتفاع أسعارها: أزمات طاحنة تؤرق أهالي غزة

سماح سامي – مصدر الإخبارية

بات السير على الأقدام المشهد اليومي المتكرر الذي يعيشه غالبية سكان مدينة غزة وشمالها، حيث يضطر العديد منهم لقطع مسافات طويلة للوصول إلى الأماكن التي يريدونها، وذلك بفعل شح المركبات العاملة، بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي الآلاف منها، وشح الوقود والغاز اللازم لتشغيلها وارتفاع أسعار المتبقية منها.

ولم يترك المواطنون في مدينة غزة وشمالها أي وسيلة للتنقل إلا واستخدموها في سبيل التغلب على أزمة المواصلات وارتفاع أسعارها التي باتت تؤرقهم، وتحدّ من قدرتهم على التحرك، حيث وصلت إلى ما يزيد خمسة أضعاف أسعارها الطبيعية.

ومنذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي اتفقت أطراف وقف إطلاق النار (الاحتلال الإسرائيلي، فصائل المقاومة) على إدخال 50 شاحنة وقود يومياً إلى غزة، لكن المصادر الفلسطينية تقول إن:” الاحتلال يدخل فقط 15 شاحنة لخدمة نحو 2.4 مليون فلسطيني ولا يلتزم بالاتفاق”.

السير على الأقدام

ويصطف مئات الركاب من مدينة غزة في الشوارع يوميا لدقائق طويلة تصل أحيانا لنصف ساعة بانتظار وسيلة مواصلات، المشهد الذي لم يرق للشاب محمد حنون، الذي فضل السير على أقدامه من مدينة غزة لمسافة 20كيلو ليصل إلى عمله في شمالها.

وبعد أيام من التعب سيرا على الأقدام في شوارع متعرجة ومتهالكة بفعل تدميرها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، سارع حنون لإصلاح دراجته الهوائية بثمن باهظ جدا؛ لتعينه للوصول إلى عمله في منطقة بيت لاهيا، وفق قوله

وأضاف لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “سرعان ما تلفت دراجتي بفعل شوارع المدينة وشمالها المتهالكة، وعدت مجددا للسير على أقدامي التي لم تعد تحتمل السير لمسافات طويلة”، مشيرا إلى عدم قدرته على دفع مزيد من المال لإصلاحها، فما يجنيه من عمله، بالكاد يكفي لشراء احتياجات عائلته الأربعة.

ولفت إلى ارتفاع أسعار المواصلات الداخلية التي كانت تقدر بشيقل واحد أو اثنين إلى ما يزيد عن خمسة أضعافها، سبب آخر يدفعه للسير على الأقدام، على أن يقف كثير من الوقت ينتظر مركبة تقله ويدفع للسائق تسعيرة مضاعفة.

أسباب ارتفاعها

ويؤكد سائق المركبة هونداي فيرنا، ياسر البنا على أن ارتفاع أسعار قطع الغيار والصيانة جراء الحصار المطبق والقيود المفروضة على الاستيراد أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار المواصلات، إضافة لارتفاع ثمن الوقود وكيلو الغاز بـ “السوق السودة”.

وأوضح البنا خلال حديثه لـ “شبكة مصدر الإخبارية” أن تكرار الحاجة لإجراء صيانة للمركبات أو استبدال قطع أساسية كـ (البطارية، الماتور، وغيرهم) يرهق جيوبهم وجيوب المواطنين، مشيرا إلى أن القيود المفروضة على دخول البضائع لقطاع غزة، يؤثر على تدفق القطع الضرورية لتصليح المركبات، والتي تزيد أعطالها بفعل وعرة الطرق جراء تدمير وتجريف قوات الاحتلال للشوارع والمفترقات.

وشدد على أن السائقين ليس لهم ذنب في غلاء تسعيرة المواصلات أضعاف ما كانت عليه قبل حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا، بالإضافة لشح قطع الغيار، وصل تكلفة كيلو الغاز لنحو 40 شيقلا، ولتر البنزين قرابة 80شيقلا، ولتر السولار لحوالي 40 شيقلا بعد أن كان يباع بستة، (الدولار -+ 3.55 شواكل).