سفير إسرائيل في واشنطن يتهم مصر بانتهاك اتفاق “السلام”

زعم السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة أن مصر تقوم بتعزيزات عسكرية "تتجاوز المسموح به" وفق اتفاق السلام، مشيرًا إلى نشر معدات هجومية، وقال إن تل أبيب لن تتجاهل الأمر؛ لايتر أُدلي بهذه التصريحات في اجتماع مغلق وسُربت لاحقًا.

واشنطن – مصدر الإخبارية

اتهم سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، مصر بارتكاب “انتهاكات خطيرة” لاتفاق السلام مع إسرائيل، وقال إن تل أبيب ستثير قريبًا مسألة التعزيز العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء.

جاءت تصريحات لايتر في اجتماع مغلق مع منظمات يهودية نهاية الشهر الماضي، قبل لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وسُربت عبر مقطع فيديو نشر يوم الجمعة الماضي، قبل إزالته لاحقًا من الإنترنت.

وقال لايتر إن “هناك قواعد عسكرية يتم بناؤها يمكن استخدامها فقط لعمليات هجومية، وهذا يشكل انتهاكًا واضحًا للاتفاق”، مضيفًا أن إسرائيل “تجاهلت الأمر لفترة طويلة، لكنه مستمر، وسنطرحه قريبًا على الطاولة وسنؤكد عليه بقوة”.

ونشر حساب “مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى” التي كان يتحدث إليها السفير، تصريحات لايتر كاملة الجمعة مع الإشارة إلى تاريخها في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، لكن فيديو التصريحات لم يعد متاحا، الإثنين.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تنتهك فيه إسرائيل الاتفاق، خصوصًا من خلال نشر قواتها العسكرية في محور “صلاح الدين” (فيلادلفيا) بين مصر وقطاع غزة، وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، إضافة إلى تعزيز وجودها العسكري في المناطق الحدودية.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها مسؤول إسرائيلي اتهامًا مباشرًا لمصر بانتهاك اتفاق السلام عبر تعزيزاتها العسكرية في سيناء. في الأسابيع الأخيرة، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مركبات عسكرية مصرية منتشرة في شمال سيناء قرب الحدود مع غزة.

وعلى الرغم من عدم التحقق من صحة هذه المقاطع، إلا أن بعض الجهات الإسرائيلية اعتبرت الأمر تطورًا “يستدعي الانتباه”. وكان رئيس “سلطة تطوير الأسلحة – رفائيل” ووزير الطاقة السابق، يوفال شطاينيتس، قد صرح الأسبوع الماضي بأن “على إسرائيل مراقبة التعزيزات العسكرية المصرية بقلق”.

وأضاف شطاينيتس في تصريحات للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، إن “العلاقات مع مصر مستقرة حاليًا، لكن إذا ضعفت إسرائيل يومًا ما، فقد تستغل جميع الدول في المنطقة هذه الفرصة”.

وكان السفير الإسرائيلي السابق في مصر في الفترة بين عامي 2016 و2019، دافيد غوفرين، قد أدلى بتصريحات مشابهة، الشهر الماضي، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إذ اتهم مصر بانتهاك المعاهدة بزيادة عدد قواتها في سيناء.

وأشار السفير الإسرائيلي السابق إلى إنشاءات “هجومية ودفاعية تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في معاهدة السلام… وإدخال عدد من القوات أكبر من العدد الذي سمحت به إسرائيل لمصر في إطار حربها ضد الإرهاب، وتوسيع الطرق الرئيسية في سيناء وتحويلها إلى أوتوسترادات عسكرية”.

يُذكر أن لايتر تم تعيينه من قبل نتنياهو سفيرًا لإسرائيل في واشنطن مع انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. وكان لايتر، وهو ناشط استيطاني، قد عمل سابقًا مديرًا لمكتب نتنياهو خلال فترة توليه وزارة المالية، ويُعرف بأنه متحدث بارع باللغة الإنجليزية.

وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متزايد بين إسرائيل ومصر منذ بداية الحرب الأخيرة، على خلفية التواجد العسكري الإسرائيلي في محور “فيلادلفيا” واحتلال معبر رفح، فيما أدى طرح ترامب لخطة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن إلى مزيد من الاحتكاك بين تل أبيب والقاهرة.