أول تعبئة للغاز في غزة.. تشيح السواد عن أواني الطهي ووجوه نسائها

بعد 15 شهرًا

سماح المبحوح – مصدر الإخبارية

عبر مواطنون من شمال قطاع غزة عن فرحتهم الكبيرة مع البدء بتعبئة أسطوانات الغاز للمرة الأولى بعد 15 شهرًا من الحرمان ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخوله للشمال.

وانتهت معاناة أهالي شمال قطاع غزة بالبحث عن توفير بديل لمصادر الطاقة المنعدمة كـ”الأخشاب والحطب والبلاستيك”، الذي أدى لحدوث حالات اختناق، عدا تسببه بارتداء أواني الطهي حلة سواد قضت على بريق ألوانها الزاهية بفعل الدخان المتصاعد منه.

وفي 28 كانون الثاني/يناير الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دخول كمية محدودة من غاز الطهي لمحافظتي غزة والشمال، لأول مرة منذ بداية حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على القطاع في 7 أكتوبر2023.

وأوضح أنه سيتم توزيع الكمية بالكامل على المواطنين، وفق قاعدة بيانات المنظومة الإلكترونية التي تشرف عليها الهيئة العامة للبترول، كما هو معمول به في محافظات وسط وجنوب غزة، وذلك عبر الموزعين بتعبئة وزن ٨ كجم بسعر ٥٥ شيكلا.

سعادة كبيرة

وفور نشر وزارة الاقتصاد بالتعاون مع الهيئة العامة للبترول رابط تسجيل إلكتروني لأجل الحصول على 8 كجم من الغاز، سارع المواطن أبو العبد عودة لتسجيل بياناته للحصول على حقه في الغاز كباقي المواطنين في مدينتي غزة والشمال.

وبعيون فرحة عبر عودة خلال حديثه لـ”شبكة مصدر الإخبارية” عن سعادته لعودة توفر غاز الطهي بعد أكثر من 15 شهرا من المعاناة التي أرهقت جيوبه جراء شرائه الحطب والبلاستيك لزوجته التي احترق وجها ويداها من سواد دخانهما.

وأكد أن ثمن الحطب والبلاستيك الذي شراه على مدار أشهر حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، كان كفيلا بتوفير حياة كريمة وإطعام أبنائه أفضل وأجود الطعام لمدة عام ويزيد.

كإنها عروس

ولم يختلف حال المواطنة أم حسين عن سابقها، فهي الأخرى أكدت أن يوم ارسال رسالة من الجهات المختصة بتسليم أسطوانة الغاز للتعبئة لم تسع الفرحة قلبها، وزادت حين تعبئتها ودخولها المنزل.

وقالت أم حسين لـ”شبكة مصدر الإخبارية: ” يوم إلى وصلتني رسالة بتسليم أسطوانة الغاز للموزع الفرحة ما وسعتني، وبعدها رسالة أنه تم تعبئتها شفتها كد الدنيا، ما صدقت أني حتخلص من عذاب توليع النار والطبخ على الحطب والبلاستيك”.

وأضافت:” لما وصلت أسطوانة الغاز على دار كأني جايبة عروس لواحد من ولادي، فرحتي وفرحتهم كانت كبيرة، عملولها زفة وهيصة”.

وأشارت إلى أن الحطب والبلاستيك سببوا لها حساسية والتهاب في الشعب الهوائية، على إثرهم أصبحت البخاخة علاج ملازم لها.

وشددت على أنه بالرغم من توفر الغاز إلا أنه لا ينهي معاناة المواطنين، فالعديد منهم لا يملكون المال اللازم لسداد ثمن أسطوانة الغاز، فكيلو الحطب الذي وصل ثمنه لـ4 شيكل، وكيلو البلاستيك لـ8 شيقل، أرهق جيوبهم حتى أصبحت خاوية.