خطة ترامب لتهجير سكان غزة.. ما هو المطلوب لإفشالها؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة مخاوف فلسطينية من عودة سيناريو التهجير القسري، في وقت يشهد فيه القطاع واحدة من أشد الأزمات في تاريخه، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وقال ترامب عدة عن حول فكرة تهجير ما بين مليون إلى 1.5 مليون من سكان غزة، إلى مصر والأردن، بصورة دائمة أو مؤقتة، إلى أن يتمكنوا من العودة بعد انتهاء عمليات إعادة الإعمار إلى مكان يمكنهم العيش فيه، بزعم أن غزة الآن غير صالحة للعيش فيها.

وتعمل الإدارة الأمريكية على إعادة صياغة معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر آليات جديدة، أبرزها تهجير سكان غزة كجزء من مشروع أوسع لحل القضية الفلسطينية وفق مخطط ترامب.

وظهرت رؤية ترامب بشأن غزة في العلن وفي السر، فقال للصحافيين في 20 كانون الثاني/يناير، بعد أداء اليمين، سأله أحد المراسلين عما إذا كان سيساعد في إعادة الإعمار، أجاب: “ربما كما تعلمون، غزة مثيرة للاهتمام، فهي موقع رائع، على البحر، والطقس هو الأفضل كل شيء على ما يرام يمكن القيام ببعض الأشياء الجميلة بها”.

ما هو المطلوب لإفشاله؟

المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا زال مصرًّا على تهجير سكان قطاع غزة، ولديه خطة وبدأت تتضح أكثر.

وأكد منصور أن ترامب يستفيد من حجم الدمار الكبير في غزة وعدم وجود حكم مقبول ويستفيد من الحالة الفلسطينية المتردية ووجود حكومة يمين في إسرائيل، مردفًا أن تصريحات ترامب يجب أخذها على محمل الجد.

وأضاف أن المطلوب الآن إزالة العقبات والذرائع وعلى حركة حماس أن تتخذ موقف واضح وسريع وأن تفسح المجال لشراكة وطنية والمطلوب من السلطة أن تلتقط هذه المبادرة من حماس إذا أقدمت عليها وتكون منسقة معها لتدمجها في منظومة سياسية فلسطينية وتشكل مرجعية مشتركة من الطرفين لإدارة كل الحالة الفلسطينية وتثبيت وجود الشعب الفلسطيني.

وشدد منصور على أن الأيام المقبلة ستكون صعبة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمليًا أخذ تفويض بالعودة إلى الحرب إذا لم الاستجابة لشروطه والانتقال للمرحلة الثانية وهي شروط تعجيزية تتعلق بإنهاء حكم حماس وتسليم السلاح في ظل إدارة تدعمه.

كل الاحتمالات قائمة

المحلل السياسي د. طلال أبو ركبة اعتقد أن كافة الاحتمالات قائمة في قطاع غزة بفعل الإبادة مناطق واسعة تم تدميرها والآلاف من السكان الآن هم بلا مأوى وهؤلاء يبحثون عن حياة لا تعليم ولا صحة ولا خدمات بنية تحتية وكهرباء وإنترنت الناس تبحث عن ملاذ للحياة.

وأكد أبو ركبة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنه لم يكن لدينا رؤية فلسطينية ومواجهة حقيقة لموقف ترامب سيكون عامل لتشجيع الهجرة وليس بشكل كلي وستعتمد على الفرص الحياتية.

وأشار إلى أنه قد تنجح رؤية ترامب في تهجير ما يقارب من 500 ألف إلى 800 ألف فلسطيني غالبيتهم من فئة الشباب، أما الفئات الأخرى فلم يبقى أمامهم سوى البقاء في غزة.

وتابع أنه المطلوب للتصدي لرؤية ترامب هو وجود رؤية فلسطينية موحدة والعمل على استغلال العمق العربي والإسلامي والدولي فيما يتعلق في مواجهة مسألة التهجير.

ولفت أبو ركبة إلى أن هناك إشكالية وهي أننا لا زلنا نتعامل مع بعقلية الانقسام بنفس الأدوات السابقة وهي أزمة فلسطينية حقيقية، مضيفًا أنه لحتى هذه اللحظة لا توجد رؤية ومبادرة فلسطينية تستطيع تواجه رؤية ترامب.

وشدد على أن الأيام المقبلة قاسية جدًا على السكان في قطاع غزة وأتوقع أن يكون هناك تلكأ في مسألة إعادة الإعمار ولن يسمح بإدخال معدات لتطوير البنية التحتية وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل في ذلك لفترة من الزمن إلى أن تبدأ الحلول فيما بتعلق بمستقبل القطاع.

وفي وقت سابق، كشف مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم مولر، خلال مقابلة مع قناة إسرائيلية، أن واشنطن تتعامل بجدية مع مقترح ترامب لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، داعيًا مصر والأردن إلى اقتراح “حلول بديلة”.

ورفض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أي مشروع يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للقطاع، مؤكدين أن الحل الحقيقي يكمن في تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وفق مبدأ حل الدولتين.

اقرأ/ي أيضًا: دلياني رداً على مقترح ترامب: حق العودة هو الحقيقة القانونية والسياسية الوحيدة