دمار في كل شيء.. حلم العودة لغزة يتحول إلى كابوس!

خاص- مصدر الإخبارية
عادوا بعد عام ونصف إلى شمال قطاع غزة، مشيًا على الأقدام والمركبات وعربات يجرها حيوان، اكتظ القطاع الآلاف من المواطنين، وباتوا يعيشون دون خوف وقلق من القصف الإسرائيلي على القطاع.
ساروا بين الشوارع المدمرة بلهفة وشوق بعد غياب، ولكن الآلاف صدموا من حجم الدمار خاصة منازلهم وقرروا العودة إلى جنوب ووسط قطاع غزة، لأنها تفتقر لأدنى مقومات الحياة الأساسية واختفاء ملامح المدينة.
وأية أحمد التي عادت إلى منزلها في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وصفت المشهد بالقول: “لم أتمكن من معرفة منزلنا أصبح كمدينة الأشباح لا كهرباء ولا مياه ولا شبكات صرف صحي، فمن الصعب العيش فيه”.
تضيف أية لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن كمية الدمار في البيوت والشوارع والشجر والحجر والبنية التحتية جميعها باتت أثرًا بعد عين، فالمدينة لا تصلح للعيش.
“قررت الرجوع إلى مواصي خان يونس مرة أخرى، فهناك اعتدنا على الحياة فيوجد مياه وإرسال للاتصالات، فالإرسال في الشمال شبه معدوم لن نعود إلا بعد إزالة الركام وتحسين الأوضاع في الشمال”، تكمل أية.
وتتابع أنها لم تكن تتخيل حجم الدمار هكذا فالفيديوهات والصور لا شيئ أمام الواقع، شعور صادم تكون الذكريات تحت الركام ولم تستطع أخذ أي ذكرى من بين الركام.
أما عبد الله حويحي عاد إلى مدينة بيت حانون مشيًا على الأقدام متهلفًا لرؤية منزله ومنزل عائلته، فصدم بالدمار والحياة الشبه معدومة هناك.
يقول عبد الله لـ”شبكة مصدر الإخبارية: “عندما عدت إلى بيت حانون كنت على أمل أن أجد منزلي كأي إنسان، شقى العمر راح بلمح البصر شعوري صادم ما توقعت هيك حجم الدمار لا يوجد مكان لنصب خيمة”.
يصف مشاعره بعد رؤية منزله بالقول: “بكيت على الركام بيت حانون باتت منطقة منكوبة، لم أستطع تحمل ما حدث والعيش لسنوات طويلة في الخيام”.
ويخبرنا: “ذهبت لبيت أهلي كمان مدمر عشان يؤينا ولكن دمر 4 طوابق ما رضيت احكي لوالدي ما حدث وعدنا إلى ديرالبلح لحين عودة الأمور الحياتية”.
ولم يستطع عبد الله نصب خيمة أمام منزله بسبب الركام في المنطقة، والإرسال شبه معدوم ولا يوجد مياه وشبكات الصرف الصحي، أصبحت المنطقة كالصحراء لا يمكن العيش فيها.
ويطالب عبد الله بإزالة الركام وتوفير المياه وشبكات الإرسال لتمكن المواطنين من العودة مرة أخرى، وتمكنهم من نصب خيامهم أمام ركام منازلهم.
ظروف مأساوية
قال الدفاع المدني الفلسطيني، إن سكان قطاع غزة يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية وصعبة للغاية، حيث لا يزال عشرات الآلاف من المواطنين يقيمون في العراء بدون مأوى أو أي مقومات حياة أساسية.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن القطاع يواجه تهديدات متعددة جراء منخفضات جوية قادمة، ما يشكل خطراً بالغاً على حياة مئات الآلاف من المواطنين الذين يقيمون في خيام أو داخل منازل آيلة للسقوط.
ولفت بصل إلى أن مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زالت منتشرة في الشوارع وتحت الأنقاض، مما يشكل خطورة بالغة على حياة المواطنين.
ودعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ الأرواح وضمان توفير الظروف الإنسانية الملائمة للنازحين قبل فوات الأوان.
تحذير من كارثة بيئية
حذرت بلدية غزة، من كارثة بيئية وصحية وشيكة تهدد المدينة وسكانها، مطلقة نداءَ استغاثة عاجلاً للمجتمع الدّولي والمؤسّسات الإغاثية والإنسانية.
وقالت البلدية إنه مع استمرارِ نزوح المواطنين إلى المدينة التي دمّرتها آلةُ الحرب الإسرائيلية؛ يزدادُ الضّغط بشكلٍ كبيرٍ على شبكاتِ الصرف الصّحي المتهالكة، ما يُنذر بانهيارٍ كاملٍ لمنظومةِ الصّرفِ الصّحي في المدينة.
وأشارت إلى أنّ محطّاتِ الصّرف الصّحي الرّئيسية في المدينة، وخاصةً محطاتِ البقارة رقم “5”، والسامر “6أ” ، والزيتون “7ب”، والتي تستقبلُ آلاف الأمتار المُكعّبة من مياه الصّرف الصّحي يوميّاً؛ أصبحت تعاني من أضراٍر بالغةٍ في البُنية التحتيّة والمُعدّات، وهو ما يجعلها غير قادرة على العمل بكفاءة.
وشددت على أنه مع استمرارِ انقطاع التّيار الكهربائي، تعتمد المحطّات على مولّدات كهرباء قديمةٍ ومتهالكة؛ مما يزيد من خطر توقّفها عن العملِ بشكل كامل.
وحذّرت بلدية غزة من خطر تدفُّق مياه الصّرف الصّحي إلى الأحياءِ السّكنية؛ مما سيؤدّي إلى تلوّث البيئة وانتشار الأمراض بين السكان، وخاصةً الأطفال وكبار السن.
ودعت إلى توفير الدّعم العاجل؛ لإصلاح الأضرار التي لحِقت بمحطّات الصرف الصحي، وتوفير المُعدات اللّازمة لتشغيلها، بما في ذلك مولّدات كهرباء جديدة؛ لضمان استمرار عملها في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، كما طالبت بتوفير قطع الغيار اللازمة لصيانة المحطّات والمعدّات المتضرّرة.
وتطرقت إلى وجودِ دمارٍ واسع في محطّات الصّرف الصّحي الواقعة غرب المدينة، وخاصة المحطة رقم “11” التي تستقبل 35 ألف متر مكعب من المياه يومياً، بالإضافةِ إلى تجريف خطوط الضّخ في شارع الرشيد وشارع رقم “10”؛ ممّا يزيد من حجم الكارثة البيئية على شاطئ البحر.
وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات المعنيّة بالتدخل الفوري؛ لإنقاذ الوضع الصّحي والبيئي في المدينة، وتوفير الدّعم اللازم لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي ومحطات المُعالجة.
وحذرت البلدية من أنّ أي تأخير في الاستجابة لهذا النداء سيؤدي إلى تفاقم الكارثة، وتدهور الوضع الإنساني في المدينة.
اقرأ/ي أيضًا: مع بدء الهدنة بغزة.. ماذا عن أحلام النازحين المؤجلة وأحزانهم المكتومة؟