وأضاف ترامب في كلمة له: “فعلنا الكثير من أجلهم (مصر والأردن) وسيفعلون ما طلبناه”.

وجاءت تعليقات ترامب بعد ساعات من تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي اعتبر أن عملية إعادة بناء قطاع غزة المدمر قد تستغرق ما بين 10 و15 عاماً، معتبراً أن القطاع الفلسطيني “غير صالح للسكن”.

ورداً على سؤال بشأن فكرة نقل الفلسطينيين في غزة إلى مصر والأردن، قال المبعوث الأميركي لموقع “أكسيوس” الأميركي، إنه لم يناقش الفكرة مع الرئيس الأميركي، لكنه اعتبر أن القطاع “غير صالح للسكن”.

وفيما يتعلق بالملف السوري، أوضح ترامب أن الولايات المتحدة “ليست منخرطة فيما يجري في سوريا التي تعيش في فوضى”.

وتابع: “لم أقل أنني سأسحب القوات الأميركية من سوريا”.

وفي مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، يوم الأربعاء، قال آدم بوهلر مستشار الرئيس الأميركي الخاص لشؤون الرهائن، إنه يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا تعتقدان أنه سيكون أفضل إذا لم ترغبا في استقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة.

وجاءت تصريحات بوهلر بعد أن اقترح ترامب خطة “تطهير غزة” من خلال إبعاد الفلسطينيين الذين يعيشون هناك إلى مصر والأردن، وهي الخطة التي يتبناها اليمين المتشدد في إسرائيل.

وعندما سألته القناة الـ12 عما سيحدث إذا لم تقدم مصر والأردن حلا بديلا لنقل الفلسطينيين من غزة، أجاب بوهلر: “حسنا، ماذا سيحدث إذن؟ هل سيستمر هذا إلى الأبد؟ ما هو الخيار المتاح؟ يجب أن يكون هناك شيء. كلنا نعرف ذلك وكل ما نحتاجه هو شيء قابل للنجاح لذا قدم الرئيس واقترح حلا يعتقد أنه قد ينجح، وإذا كان لديهم أفضل من ذلك، فنحن جميعا آذان صاغية”.

وعارضت مصر والأردن الفكرة، وانضمتا إلى جزء كبير من المجتمع الدولي في القول بأنها سترقى إلى مستوى التطهير العرقي.

والأربعاء، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن “ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”.

وأوضح السيسي: “لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأحد، إن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ورفضنا للترحيل ثابت ولا يتغير”.

وفي السياق ذاته، أجمع الفلسطينيون ليس فقط على رفض مقترح ترامب، بنقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وإنما رفض حتى مناقشته.

وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية والفصائل، إن الاقتراح الأميركي ليس فقط غير مقبول، وإنما سيقاومه الشعب الفلسطيني كما قاوم كل محاولات التهجير والتشريد السابقة.

وكان ترامب عبّر لأول مرة عن رغبته في استقبال مصر والأردن فلسطينيين من قطاع غزة، السبت الماضي، قائلاً، في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه من لاس فيجاس إلى ميامي، إن قطاع غزة “موقع هدم حرفياً”، مشيراً إلى أن “الناس يموتون هناك”، وأنه يفضل المشاركة مع بعض الدول العربية في “بناء مساكن بمكان مختلف، حيث يمكن لهم أن يعيشوا في سلام من باب التغيير”.

وعاد الرئيس الأميركي وجدد التعبير عن رغبته بنقل الفلسطينيين، الثلاثاء الماضي، وزعم حينها، أنه يعتقد أن الرئيس المصري وملك الأردن سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.

وقال ترامب في تصريحات للصحافيين: “أود أن يعيش الناس في منطقة حيث يمكنهم العيش فيها دون اضطرابات أو ثورات أو عنف. كما تعلمون، عندما تنظر إلى قطاع غزة، لقد كان جحيماً لسنوات عديدة، ويبدو لي أنه كانت هناك العديد من الحضارات على هذه المنطقة. لم يبدأ الأمر هنا، بل بدأ قبل آلاف السنين، ودائماً ما ارتبطت بها أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه يمكن للناس أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً، وربما تكون أفضل بكثير وأكثر راحة”.

ورداً على سؤال بشأن “حل الدولتين”، وما إذا كان لا يزال ملتزماً بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، أجاب الرئيس الأميركي: “سأتحدث مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الذي سيأتي إلى هنا قريباً جداً (في واشنطن) للتفاوض معي”.