رجل الظل.. من هو الشهيد محمد الضيف؟
ويعتبر الضيف العقل المدبر لمعركة "طوفان الأقصى" التي اقتحم فيها الآلاف من مقاتلي كتائب القسام مواقع جيش الاحتلال ومستوطناته في غلاف غزة، وامتدت لأيام، وأسروا العشرات، كما أنه عُرف بأنه "مهندس الأنفاق".

أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن القائد العام محمد الضيف قضى شهيدًا مع ثلة من القادة خلال معركة طوفان الأقصى.
وزف أبو عبيدة “قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، ونائبه القائد مروان عيسى، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت قائد القوى البشرية، ورافع سلامة قائد لواء خانيونس، إضافة إلى قائد لواء شمال قطاع غزة، أحمد الغندور، وقائد لواء المنطقة الوسطى، أيمن نوفل”.
ويعتبر الضيف العقل المدبر لمعركة “طوفان الأقصى” التي اقتحم فيها الآلاف من مقاتلي كتائب القسام مواقع جيش الاحتلال ومستوطناته في غلاف غزة، وامتدت لأيام، وأسروا العشرات، كما أنه عُرف بأنه “مهندس الأنفاق”.
من هو الشهيد محمد الضيف؟
اسمه محمد دياب إبراهيم المصري وشهرته “محمد الضيف” وكنيته “أبو خالد”، وولد عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة.
هجرت عائلته من بلدة “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وأقام معها داخل مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة..
وعمل الضيف بعدد من المهن في صغره ليساعد أسرته بينها محل للغزل وامتلك مزرعة دجاج وحصل على رخصة القيادة.
كما وحصل على بكالوريوس في علوم الأحياء من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1988، وعمل إلى جانب والده في مجال الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة لتربية الدواجن وعمل سائقًا، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة لمساندة أسرته.
وعمل كفنان مسرحي أسهم في تأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين وهي “العائدون”، وخلال فترة دراسته الجامعية انضم الضيف إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية آنذاك.
وعندما انطلقت حركة حماس عام 1987 بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى، انخرط بصفوفها، واعتُقل عام 1989 وقضى 16 شهرًا في سجون الاحتلال، بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ”حماس”.
وبعد خروجه من السجن، كانت كتائب عز الدين القسام بدأت تتشكل عسكريًا وكان الضيف من مؤسسيها، وأشرف على تأسيس فرعها في الضفة الغربية المحتلة قبل أن يصبح قائدها العام بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة بغارة إسرائيلية عام 2002.
أشرف محمد الضيف على تأسيس فرع كتائب القسام في الضفة الغربية، وتولى قيادة الكتائب بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.
وأطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي عدة مسميات منها: رأس الأفعى وابن الموت، لما يشكله من رعب وسط منظومتها الأمنية والعسكرية، وحاول اغتياله عدة مرات آخرها كان عام 2014 حينما استهدفت طائرات منزلًا كان يقيم به في غزة ليفقد زوجته وابنه الرضيع.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي الضيف المسؤولية عن مقتل عدد كبير من الإسرائيليين وتنفيذ عدد من العمليات في الداخل المحتل.
كما ويعرف الضيف بأنه شخص نادر الكلام والظهور، ويقال إنه حصل على لقب “الضيف” لأنه لا يقيم في مكان واحد أكثر من يوم بسبب مطاردة الاحتلال له.
وأدرج عام 2015 على اللائحة السوداء الأميركية “للإرهابيين الدوليين”، كما أُدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي “للإرهاب” في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كان المطلوب الأول لإسرائيل وحاولت اغتياله 7 مرات، نُفذت في عام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014، وعام 2021 عندما حاولت إسرائيل اغتياله مرتين حينها.
واستشهدت في إحدى محاولات اغتياله زوجته وابنه الرضيع وطفلته البالغة من العمر 3 سنوات.
وفي السابع من أكتوبر عام 2023، خرج الضيف معلنًا عن بدء معركة “طوفان الأقصى”، التي أطلقت فيها القسام مئات الصواريخ المتواصلة على إسرائيل واقتحم فيها الآلاف من مقاتليها مستوطنات غلاف غزة، وقتلوا وأسروا الآلاف من جنود الاحتلال.