الاحتلال يعلن استعداده لعمليات جديدة في جنين.. والمقاومة ترد
رئيسا الأركان والشاباك يجريان تقييما للوضع في جنين: مستعدون لسلسلة عمليات ستنقل المخيم لموضع آخر

الضفة الغربية – مصدر الإخبارية
أجرى رئيسا أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هليفي، وجهاز الأمن العامّ (الشاباك) رونين بار، تقييما للوضع في جنين، التي يتواصل عدوان جيش الاحتلال عليها وعلى مخيّمها، مشيرين إلى الاستعداد لسلسلة عمليات، من شأنها “نقل المخيم لموضع آخر”.
كما أعلنا قتل اثنين من 3 شبّان، نفّذوا عملية إطلاق نار في بلدة الفندق شرق مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، بينهم شرطي، وإصابة ثمانية آخرين.
جاء ذلك بحسب بيان، أصدره الجيش الإسرائيليّ، مساء اليوم؛ علما بأن الجيش الإسرائيلي، قد استعدّ لشن العملية العسكرية الواسعة في مدينة جنين ومخيمها، أول من أمس، الثلاثاء، منذ فترة طويلة، في أعقاب توصية قدمها رئيس الشاباك، خلال اجتماع للكابينيت السياسي – الأمني.
وذكر بيان جيش الاحتلال، أن رئيس أركانه، “عقد مساء أمس الأربعاءـ تقييمًا للأوضاع في جنين مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وقائد قيادة المنطقة الوسطى، وقائد فرقة يهودا والسامرة وقائد لواء منشيه وقادة آخرين. كما تحدث مع الجنود المشاركين في عملية ’السور الحديدي’، لإحباط الإرهاب في المنطقة”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ “نستعد لسلسلة من العمليات العسكرية في مخيم جنين، ستنقله إلى مكان آخر، ولن نمكّن العدو من استهداف قواتنا”.
وأضاف “نخوض حرب متعددة الجبهات، والآن جاء دور السامرة (الضفة الغربية المحتلة)؛ ولا يمكن الانتصار على الإرهاب من خلال الأعمال الدفاعية فقط”، على حد وصفه.
وتابع “أعتقد أن الخطط المستقبلية هي أيضًا خطط صحيحة جدًا، وفي نهاية المطاف؛ هناك تصميم في الهجوم… وعدم إعطاء العدو فرصًا ملائمة لإلحاق الضرر بقواتنا، وهذا يبعث برسالة”.
بدوره، قال رئيس الشاباك “نحن في حرب متعددة القطاعات، الآن هو وقت السامرة، لا يمكن هزيمة الإرهاب بالدفاع، وقيمة إغلاق هذه الدائرة، لها أهمية كبيرة”.
وأضاف أن قوات الاحتلال قد قتلت، “اثنان من (منفذي عملية) الفندق، وسنصل إلى الثالث، وأعتقد أن قيمة إغلاق الدائرة في الإرهاب لها مساهمة كبيرة جدًا، فأولا وقبل كل شيء، فإن الذي ارتكب هجومًا يريد ارتكاب هجوم آخر، لذلك إنه تهديد لإحباطه، وثانيًا، إنه يرسل رسالة إلى الميدان مفادها أن لا أحد يخرج من ’الإرهاب’ حيًا”.
وتابع رئيس الشاباك “يبدو لنا وكأننا نقفز من مكان إلى آخر على هذا النحو؛ ربما هذا هو معنى المعركة متعددة الجبهات، لكن الآن هو دور السامرة”.
وذكر أن “أشياء سيئة تطوّرت هنا، وأنا سعيد جدًا بما أسمعه، حيث تعمل الاستخبارات وجهاز الأمن العام وحرس الحدود والجيش الإسرائيلي بشكل جيد في الميدان”، وفق ما يرى.
رد المقاومة
وفي المقابل، ردت سرايا القدس كتيبة جنين على العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أنها فجرت عبوة ناسفة أرضية من نوع (kj37) في آلية عسكرية للاحتلال في محور الجلبوني.
وقالت سرايا القدس في بيان مقتضب، اليوم الخميس، أن هذه العملية ضد العدو الإسرائيلي حققت إصابات مؤكدة بين صفوفه.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن شهرة مدينة جنين في المقاومة تعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين، عندما حمل الفلسطينيون السلاح ضد الحكم البريطاني لفلسطين خلال «الثورة العربية» .
وفي وقت لاحق، وفي أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 التي أحاطت بإنشاء الدولة العبرية وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين، عززت جنين سمعتها كمدينة لم تستسلم أبدا عندما صدت المقاومة محاولة إسرائيلية للسيطرة عليها.
وتعد المدينة موطنًا لأحد مخيمات اللاجئين الأصلية التي أقيمت للفلسطينيين النازحين بسبب العدوان الإسرائيلي.
وفي عام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية بعد حرب مع الدول العربية المجاورة، وينبع صدى جنين اليوم، بالنسبة للفلسطينيين أو الإسرائيليين، إلى حد كبير من الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت جنين هدفا متكررا لغارات قوات الاحتلال حيث تعتبرها رمزا للصمود والمقاومة.