أشرف أبو خصيوان: معبر رفح لنا أم علينا

أشرف أبو خصيوان – مصدر الإخبارية
باحث سياسي وعضو منتدى الشباب الفلسطيني للسياسات والتفكير الاستراتيجي _ مركز مسارات
وهو ما يُريده المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، وأن يكون معبراً فلسطينياً مصرياً خالصاً دون أن يتدخل أي طرف ثالث في عمل المعبر، نحن نريد أن يتم فتح معبر رفح للسفر الأمن والوصول الأمن، نريد فتح معبر رفح لتدفق المساعدات وسفر المرضى، نريد فتح معبر، ولا يعني المواطن الفلسطيني من هي الجهة التي ستتولى ادارة المعبر، المهم أن يتم فتح المعبر دون عوائق ودون عقبات ودون أي قيد ودون أي شرط، هذا معبر بسيط يساهم في التخفيف من حدة الحرب، هو ممر انساني يجب ألا يتوقف عن العمل
معبر رفح علينا:
وهو ما تريده اسرائيل، بأن يعود المعبر لاتفاق 2005، وهو اتفاق يقضي بفتح المعبر وسهولة عمله، وأن تُراقب بعثة من الاتحاد الاوروبي العمل، ولكن ذلك أيضا يكون تحت اشراف إسرائيلي، ويحق لها منع أي شخصية من دخول قطاع غزة أو الخروج منه، وهذا قد يُشكل عائق أمام تحديد من هي الجهة الفلسطينية التي ستتولى الاشراف على عمل المعبر.
أين حماس؟:
لا يوجد حماس على معبر رفح، ولن تتواجد أي قوة تابعة لحماس على بوابات المعبر، ولن تستطيع أن تسمح أو تمنع أحد من الخروج أو الصول إلى قطاع غزة، حماس ليس لها أي دور في تشغيل أو عدم تشغيل معبر رفح، حماس لا تُفاوض على عمل المعبر، هو بالنسبة لها احدى الأوراق التفاوضية التي تُلقي بها في وجه الوسطاء، من أجل زيادة الضغط على إسرائيل لتحقيق أهداف أخرى، لأنها تُدرك أن في نهاية المطاف سيتم فتح المعبر، سواء بوجودها كجهة سيادية أو بدونها، لأن جمهورية مصر العربية لن تسمح بإغلاقه، وسَتُعيد فتحه بأي شكل من الأشكال، لاستمرار تدفق المساعدات وتنقل الجرحى والمواطنين بشكل عام.
بماذا تُفكر مصر
الحقيقة أن مصر تلعب دوراً كبيراً وبارزاً في اتمام تفاصيل دقيقة في الصفقة، لا يَهمها كثيراً الحديث في الاعلام عن انجازات، أو الظفر بالإعلان عن التوصل إلى الصفقة، بقدر ما يعنيها ، أن الصفقة تسير وفق مصالح مشتركة تربط بين مصر وقطاع غزة “الخاصرة الشمالية”، لذلك مصر تبحث عن شُركاء يستطيعون ادارة معبر رفح سواء من السلطة الفلسطينية أو من الفصائل الفلسطينية، سواء من أجهزة أمن فلسطينية تتبع السلطة الفلسطينية، او يتم تسمية جهاز أمني “جديد” يتم من خلال لجنة الاسناد المجتمعي، أو قَبول ترشيحات من السلطة الفلسطينية والفصائل لشخصيات تحظى بالقَبول الوطني لإدارة معبر رفح، على أن تكون لجنة مؤقته، أي خلال فترات التهدئة الثلاث، لحين يتم الاتفاق على شكل سيادي لإدارة معبر رفح.
أين السلطة الفلسطينية
السلطة أكبر المستفيدين من إدارة معبر رفح، لأنه سيكون بقدرتها محاصرة الانقسام والعمل على انهائه، وعليها أن تقبل بالعودة إلى غزة من خلال بوابة ادارة معبر رفح، لأنه يُشكل بداية عودة الثقة ما بين السلطة وشعب غزة، اذا ما عُرض على السلطة ادارة المعبر دون شروط مسبقة من أحد، وبموافقة حماس والفصائل. واذا لم يُعرض عليها، فعليها أن تبادر وتقاتل من أجل ذلك، وإن لم تفعل فإنها أثمه وستدخل النار.