مسك المدهون.. طفلة تُصارع الموت بجسدها الصغير
وفي السياق، حذرت مسؤولة الاتصال في "يونيسف" روزالينا بولين، من زيادة أعداد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد، مؤكدًة أن الوضع الإنساني في غزة "فظيع للغاية".

جسد منهك وعظم يكسو اللحم وبشفاهٍ تحولت للون الأزرق ومعاناة بدأت تنهش الطفلة مسك المدهون (5 أعوام)، هكذا تعيش مع عائلتها في خيمة بدير البلح وسط قطاع غزة.
وجه شاحب ومفاصل متهتكة، ولم تعد قادرةً على الحركة والتفاعل مع عائلتها كما كانت يومًا عن يوم تزيد معاناتها بسبب سوء التغذية الحاد، وسط عدم توفر البيئة الصحية والأدوية ونقص الطعام.
تعاني مسك من مضاعفات ضمور في العضلات وشلل دماغي وسوء التغذية منذ الولادة، وبسبب تشديد الحصار والحرب على قطاع غزة ومنع إدخال الأدوية والغذاء.
“مسك كانت تتفاعل بشغلات بسيطة ولكن بسبب النزوح وخسارتي للعمل وعدم استطاعتي توفير الطعام والشراب تأثرت مسك سريعًا وأصبحت تعاني من سوء تغذية حاد” يقول والدها بلال لشبكة مصدر الإخبارية.
ويتابع “نزحنا منذ بدء الحرب من الشيخ رضوان في غزة إلى رفح، وعندما اجتاح الاحتلال عمليته العسكرية في رفح جنوب القطاع نزحنا مرة أخرى إلى دير البلح”.
يضيف بلال: “حالة مسك كل يوم أسوء من قبله وأنا مش قادر أعمل حاجة لها، لا أدوية متوفرة والطعام بصعوبة جدًا بقدر أوفره، وزنها بات أقل من يوم ولادتها”.
ويشير إلى أن والدة مسك تبكي بحرقة وقهر كلما نظرت إلى مسك، وعجزها يشعلُ النار في قلبها، خاصة أنها تعيش في ظروف صحية صعبة وتفقد أدنى مقومات الحياة.
ويزيد: “الخوف مسيطر علينا كلما نظرنا إلى مسك نخشى فقدانها، فهي بأمس الحاجة لتوفير احتياجاتها لإنقاذها على الفور”.
ويكمل: “بدنا حد يقف يساعدنا والأطفال الآخرين الذين يحتاجون الدواء والطعام والشراب، يكفي ما جرى لهم بهذه الحرب التي حصدت أرواح البشر والشجر والحجر”.
ويلفت إلى أنّ مسك كانت تتلقى العلاج في مستشفى المقاصد في القدس ومصر أيضًا، ولاحظنا تحسن على صحتها ويدأت تتفاعل معنا بالابتسامة.
ويخبرنا: “ترتفع درجة حرارة جسد مسك بشكل مفاجئ، ونذهب إلى المستشفيات أو العيادات الطبية القريبة منا؛ لكن دون جدوى وتستقر عند الـ(40 درجة مئوية) لساعات لعدم تلقيها الطعام والدواء”.
ويتساءل بلال: “متى ستنتهي الحرب ويفتح المعبر لإنقاذ بنتي؟ لماذا الأطفال يدفعون ثمن هذه الحرب؟ ومن سينقذ الأطفال من خطر الموت الذي يهدد حياتهم؟”.
ويتمنى بأن تساعدهم المنظمات الصحية في حالة مسك، وتنتهي الحرب في أسرع وقتٍ ممكن لاستكمال علاجها في الخارج وتعود إلينا بصحة جيدة.
وبحسب نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، فإن قطاع غزة سجل أعلى نسبة بالعالم من الأطفال الذين يعانون من الأمراض، فيما يعاني 90 ألف طفل غزي من سوء التغذية والأمراض والأوبئة.
وفي السياق، حذرت مسؤولة الاتصال في “يونيسف” روزالينا بولين، من زيادة أعداد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد، مؤكدًة أن الوضع الإنساني في غزة “فظيع للغاية”.