دلياني لـ”الشروق”: العدوان الإسرائيلي على مسيحيي غزة امتداد لكل ما هو فلسطيني

الاحتلال ينتهك حرية العبادة للمسيحيين.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

يقدّم رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني، إفادة موسّعة عن وضعية المسيحيين في ظل الاضطهاد الصهيوني، خاصة وأن عدد قتلى المسيحيين في حرب الإبادة الصهيونية قد بلغت 3 بالمئة، بحسب إحصائيات رسمية قدّمها المكتب الحكومي في غزة.
ويقول دلياني في هذا الحوار مع “الشروق”، إن العدوان الإسرائيلي على مسيحيي غزة امتداد لعدوانه على كل ما يمثل فلسطين، وأكد أن الاحتلال ينتهك حرية العبادة للمسيحيين.

كيف احتفل المسيحيون بالأعياد في ظلّ حرب الإبادة في غزة وفي الضفة الغربية كذلك؟
في ظلّ حرب الإبادة المستمرة على شعبنا الفلسطيني، تحوّل احتفالنا بأعياد الميلاد إلى فعل وطني يجسّد صمودنا أمام محاولات الاحتلال اليائسة لطمس هويتنا الوطنية. في أجواء يملؤها الألم والتحدي، نجتمع، مسيحيين ومسلمين، حول قيمنا الوطنية المشتركة، متمسكين بجذورنا التاريخية العميقة في هذه الأرض.
الأعياد باتت مناسبات وطنية نكرسها للصلاة من أجل شهدائنا وأسيراتنا وأسرانا، ولتعزيز وحدتنا الوطنية في مواجهة آلة الاحتلال والعدوان.

‏‎ما هي رسالتكم للفلسطينيين المسيحيين في هذه الأعياد وسط استمرار التضييق الإسرائيلي؟
الفلسطينيون المسيحيون جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب الفلسطيني الواحد، ومكوّن أساسي من مكونات مقاومته وصموده.
وجودنا واحتفالاتنا وطقوسنا الدينية تمثل تحدّيا صارخا في وجه الاحتلال الذي يسعى إلى اقتلاعنا.
إن استمرارنا في إحياء أعيادنا بطابع وطني، رغم القهر، هو تأكيد على وحدتنا وتشبثنا بأرضنا وهويتنا. نحن رسالة صمود للعالم بأن لا اضطهاد الاحتلال ولا حربه الإبادية ولا سياسته الاستيطانية الاستعمارية ستكسر إرادتنا أو وحدتنا الوطنية.

‏‎ما الذي فعله الاحتلال بمسيحيي غزة طيلة 15 شهرا من حرب الإبادة؟
لقد واجه المسيحيون في غزة، ما واجهه كل أبناء شعبنا من قتل ودمار وتشريد على يد الاحتلال الإسرائيلي.
تهجير عائلاتنا وتدمير كنائسنا التي احتمى بها أبناء شعبنا ليست إلا أمثلة على جرائم الاحتلال التي لا تميّز بين فلسطيني وآخر. الاحتلال يسعى لتفريغ وطننا من أهله الأصليين، مسيحيين ومسلمين، في محاولة لتغيير معالم فلسطين التاريخية.

مكتب الإعلام الحكومي بغزة كشف أن نحو 3٪ من ضحايا العدوان على قطاع غزة هم من المسيحيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، ماذا يعني هذا الرقم؟
هذا الرقم يثبت أن الاحتلال لا يستثني أحدا في حربه المفتوحة على شعبنا. إنه دليل قاطع على أن سياسته لا تستهدف فئة بعينها، بل تسعى إلى محو وجودنا الفلسطيني بكل أطيافه. العدوان الإسرائيلي على مسيحيي غزة هو امتداد لعدوانه على كل ما يمثل فلسطين وتاريخها وهويتها.

كيف ترون واقع حرية العبادة للفلسطينيين المسيحيين في ظل الاحتلال؟
حرية العبادة التي نستحقها تنتهك يوميا على يد الاحتلال، من منعنا من الوصول إلى كنيسة “القيامة” والأماكن المقدسة في القدس، إلى فرض قيود مشدّدة على تحركاتنا في أعيادنا. الاحتلال لا يكتفي بسرقة أرضنا، بل يسعى لطمس روحنا الدينية وتاريخنا العريق الذي يمتد في أعماق الأرض المقدسة.

كيف ترون دوركم في مواجهة هذه الانتهاكات وفضحها، وخصوصا أن أعدادا كبيرة من المسيحيين من الضفة الغربية؟
مهمتنا الوطنية تقتضي توثيق الجرائم الإسرائيلية ضد كنائسنا وأديرتنا ورجال ديننا تماما كما هي في توثيق هذه الجرائم بحق الكل الفلسطيني، ومقاومتها والعمل على إيصال صوتنا إلى كل زاوية في العالم. سنبقى موحّدين، نكشف هذه الجرائم في المحافل الدولية ونتعاون مع الكنائس العالمية للضغط على الاحتلال وندافع عن وجودنا ونناضل من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية بكافة مكوناتها. كفاحنا من أجل حقوقنا هو معركتنا جميعا، مسلمين ومسيحيين، وسننتصر بوحدتنا وإصرارنا.

‏‎هل لديكم معطيات محدّدة لعدد الاعتداءات التي طالت الأديرة والكنائس على يد المتطرفين اليهود؟ وكذلك الاعتداءات التي طالت ولا تزال تطال رجال الدين المسيحيين؟
نعم، لدينا توثيق لجرائم ارتكبها الاحتلال ضد كنائسنا وأديرتنا. إحراق الممتلكات المقدسة، وتخريب الرموز الدينية، تدمير المقابر، والاعتداءات الجسدية واللفظية على رجال الدين ليست سوى أمثلة عن محاولة الاحتلال طمس هوية فلسطين متعدّدة الأديان وتحويلها لخدمة روايته الصهيونية.

كيف ترون مستقبل القدس في أي حل سياسي مقبل قد يتوصل له الطرفان؟
القدس هي قلب فلسطين وعاصمتنا الأبدية. لا مستقبل سياسي بدون استعادتها كاملة تحت سيادة فلسطينية، محاولات الاحتلال لأسْرَلة المدينة لن تمر، لأننا موحّدون في الدفاع عن عاصمتنا ومقدساتنا. القدس ستبقى مفتاح النضال الوطني ورمز وحدتنا التي لا تعرف الانكسار.