تحقيق: تفضيل جيش الاحتلال للذكاء الاصطناعي أحد أسباب نجاح هجوم 7 أكتوبر

القدس المحتلة_مصدر الاخبارية:

كشف تحقيق نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم الاثنين أن اعتماد جيش الاحتلال الإسرائيلي وتفضيله لأنظمة الذكاء الاصطناعي على العقل البشري كان أحد أسباب مفاجأة إغفال وعدم توقع الجيش لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة.

وقال التحقيق إن الجيش بدأ بعد هجوم 7 أكتوبر، بمهاجمة غزة، باستخدام قاعدة بيانات تم تجميعها بعناية لسنوات وتضمنت تفاصيل العناوين السكنية والأنفاق وغيرها من البنية التحتية الحيوية لحركة حماس، ورغم ذلك لجأ للذكاء الاصطناعي مع تقلص عدد الأهداف وطول فترة الحرب.

واضاف أن الجيش يستخدم أداة ذكاء اصطناعي متطورة تسمى “الإنجيل” والتي تخلق بسرعة مئات الأهداف الجديدة.

وأشار نقلاً عن خبراء إلى أن الجيش الاسرائيلي يستخدم أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي العسكري في العالم، لكن هناك جدل كبير حول جودة المعلومات الاستخبارية التي يتم جمعها وما إذا كانت صحيحة أم لا.

ولفت إلى أن القائد الحالي للوحدة 8200، يوسي شاريئيل، أحدث تغييرا في عمل الوحدة وأساليب جمع المعلومات الاستخبارية من خلال دعم تطوير “الإنجيل”، الذي يعتبر برنامج للتعلم الآلي مبني على مئات الخوارزميات التنبؤية، والذي يسمح للجنود بالسؤال بسرعة عن قاعدة بيانات ضخمة تُعرف داخل الجيش باسم “البركة”.

ونوه إلى أنه من خلال مراجعة كميات هائلة من البيانات من الاتصالات المجمعة وصور الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي، تستخرج الخوارزميات إحداثيات الأنفاق والصواريخ والأهداف العسكرية الأخرى.

وأكد أن الجيش يستخدم أيضاً أداة أخرى للتعلم الآلي، تسمى لافندر، وهي عبارة عز درجة مئوية للتنبؤ بمدى احتمالية أن يكون الفلسطيني عضوًا في الفصائل المسلحة، وتسمح للجيش الإسرائيلي بتوليد حجم كبير من الأهداف البشرية المحتملة بسرعة، والتي تم تطويرها في عام 2020، وتقوم بمعالجة البيانات وإنتاج قوائم بأسماء العناصر التابعين لحماس والجهاد الإسلامي وإعطاء كل شخص درجة تقيم احتمالية كونه عضوا فيها.

وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على النظام للصحيفة إن العوامل التي يمكن أن ترفع درجة الشخص تشمل الانتماء إلى مجموعة واتساب مع مقاوم فلسطيني معروف، وتبادل العناوين وأرقام الهواتف بشكل متكرر أو ذكر اسمه في ملفات حماس.

وتابعت أن “بعض الضباط في قسم المبلغين عن المخالفات منذ فترة طويلة أبدوا مخاوفهم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي سرعت عملية صنع القرار كانت تخفي عيوبًا جوهرية”.

وبحسب التحقيق، فإن التقارير المقدمة إلى الضباط الكبار لم تحدد كيفية استخلاص المعلومات الاستخبارية – سواء من المحللين البشريين أو من أنظمة الذكاء الاصطناعي – مما جعل من الصعب على الضباط الحصول على تقييمات دقيقة.

وجاء في التحقيق أيضًا أن التدقيق الداخلي في الجيش الإسرائيلي وجد أنه في بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة العربية، تم العثور على معلومات غير دقيقة وفشلوا في فهم الكلمات الرئيسية والعبارات العامية في اللغة.

ومع ذلك، أعرب نحو 8200 قائد عن قلقهم بشأن دقة هذه الخوارزميات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي.

وقال اثنان من كبار المسؤولين السابقين في الجيش الإسرائيلي للصحيفة إن التركيز على التكنولوجيا أدى إلى تآكل “ثقافة التحذير” وهو سبب مهم وراء مفاجأة إسرائيل 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد: صحة الاحتلال تعد تقريراً للأمم المتحدة حول أحوال الأسرى الإسرائيليين بغزة