مقررة أممية: طبيب من غزة تعرض للاغتصاب حتي الموت في سجون الاحتلال
استشهد الطبيب الفلسطيني عدنان البرش في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام أكثر من أربعة أشهر في معتقل سدي تيمان وسجن عوفر.

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، أن الطبيب الفلسطيني عدنان البرش تعرض لاعتداء جنسي حتى وفاته أثناء احتجازه في إسرائيل، وذلك وفقًا لمنشور على حسابها على موقع تويتر يوم الاثنين.
وكتبن ألبانيز: “طبيب، جراح بارع، تجسيد للأخلاق الفلسطينية. من المرجح أنه اغتصب حتى الموت”.
وقالت ألبانيز إن “عنصرية وسائل الإعلام الغربية التي لا تغطي هذه القضية، والسياسيين الغربيين الذين لا ينددون بها، إلى جانب آلاف الشهادات الأخرى والادعاءات بالاغتصاب وغيره من أشكال سوء المعاملة والتعذيب التي عانى منها الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، أمر مقزز تماما”.
Likely raped to death.
A doctor. A stellar surgeon. The embodiment of Palestinian ethics.
Likely raped to death.The racism of Western media who are not covering this, and Western politicians who are not denouncing this, together with the thousand other testimonies and… pic.twitter.com/IRpCSi9nVZ
— Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) November 18, 2024
استشهد الطبيب الفلسطيني عدنان البرش في أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد أكثر من أربعة أشهر من الاعتقال في معتقل سدي تيمان وسجن عوفر، وفق ما ذكرت وكالة رويترز في مايو/أيار الماضي.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن قوات الاحتلال اعتقلت البرش، رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الشفاء ، أثناء عمله مؤقتا في مستشفى العودة شمال غزة.
بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مستشفى الشفاء في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث ادعت إسرائيل وجود مركز قيادة لحماس تحت المستشفى.
وبعد بدء العمليات العسكرية في مستشفى الشفاء، انتقل البرش من مستشفى الشفاء إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، حسبما ذكرت قناة سكاي نيوز. وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في المستشفى الإندونيسي، ما دفع البرش إلى الانتقال إلى مستشفى العودة، وهو مستشفى أصغر يقع أيضًا في شمال غزة.
وسرعان ما بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مستشفى العودة، وطلب الجيش الإسرائيلي من الطواقم الطبية والمرضى الإخلاء بسبب العمليات، واعتقل الطبيب البرش.
وذكرت قناة سكاي نيوز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكد أن البرش اعتقل من قبل الجيش، وتم نقله إلى قاعدة سدي تيمان العسكرية الإسرائيلية.
ونقلت قناة سكاي نيوز عن سجناء فلسطينيين آخرين قولهم إن ما تعرضوا له من إساءة في سدي تيمان كان من بين أسباب نقل البرش إلى سجن عوفر التابع لإدارة السجون الإسرائيلية.
ونقلت قناة سكاي نيوز عن أشخاص قالوا أنهم شهدوا اللحظات التي سبقت وفاة البرش، قولهم إن “البرش تعرض لاعتداء واضح، وكان مصابا بجروح في أنحاء مختلفة من جسده. وكان عاريا في الجزء السفلي من جسده”.
وترك البرش بعد ذلك في الساحة وساعده سجناء آخرون على الوصول إلى الغرف، ثم توفي بعد ذلك بفترة قصيرة.
وأحدث تقرير “سكاي نيوز” الأخير ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اعتبار نشطاء أن تفاصيل التقرير تشير ضمنيًا لتعرض الطبيب إلى الاغتصاب قبل موته.
وعلّق الكاتب البريطاني أوين جونز قائلًا: “هناك الآن أدلة دامغة على اغتصاب الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي. وحقيقة أن هذا الأمر لا يعتبر جديرًا بالنشر يؤكد العنصرية المعادية للعرب. فمزاعم الاغتصاب لا تهم إلا إذا كان من الممكن استخدامها لإظهار أعداء الغرب على أنهم همجيون”.
“الافتقاد للشرف”
وكتب الناشط جيم فيتزباتريك: “هل أصبح الاغتصاب والاعتداء الجنسي أمرًا طبيعيًا؟ نعم الاغتصاب، أصبح الآن أمرًا طبيعيًا من قبل قتلة الأطفال في الجيش الإسرائيلي”
وقال المدون مليح أوزكان: “حتى الإبادة الجماعية لها قواعد. هذه الدولة لا تفتقر للإنسانية فحسب، لكنها تفتقد للشرف أيضًا. الاغتصاب عقوبة؟ اغتصاب الناس؟ الأطباء؟ لا أستطيع أن أصدق وأنا أكتب هذا”.
أمّا الإعلامي الإسرائيلي ألون مزراحي فكتب: “المستعمر يقتل ويدمر الأكثر موهبة وقدرة من بين المستعمرين ليبدو وكأن المستعمرين وحدهم من يملكون الثقافة والقيم والقدرات… إنها استراتيجية مبنية على مرض عميق، ولكن أيضًا على الخوف والحسد؛ فالإسرائيليون لا يطيقون طبيبًا أو شاعرًا أو مثقفًا أو صحفيًا أو خطيبًا كاريزميًا فلسطينيًا”.