“أطفالنا بناموا جعانين”.. هكذا يعاني المواطنين بغزة للحصول على رغيف الخبز
"التجار جوعونا ووقفوا بجانب الاحتلال ضدنا, ويمارسون أقسى العقوبات بحقنا".
“بنام احنا وولادنا جعانين، لا خبز ولا خضروات متوفرة زي أول كل شي صار غالي بطلنا قادرين نشتري نطعمي أولادنا”، هكذا سردت معاناتها دنيا الطهراوي بعد وقوفها أكثر من خمس ساعات أمام مخبز البنا في دير البلح وسط قطاع غزة.
يقف العشرات من المواطنين أمام المخابز لساعات طويلة لتوفير ربطة خبز لعوائلهم، وفي بعض الأيام يعودون لمنازلهم دون الحصول على رغيف خبز بسبب التزاحم والتدافع الكبير، ويبقون يومٍ كامل دون تناول الطعام بالخبز.
تقول دنيا لشبكة مصدر الإخبارية، “ياريتنا متنا ولا شفنا هالايام، بنبكي على جوع أطفالنا، كل يوم أنا وزوجي بنروح من المخبز تعبانين من الزحمة وأحيانًا بنروح بدون أي رغيف خبز”.
نزحت دنيا وعائلتها المكونة من 6 أفراد من بيت لاهيا شمال القطاع، من شدة القصف الإسرائيلي واستهداف منزلهم فوق رؤوسهم، استشهدت فيه والدتها وشقيقتها، إلى دير البلح.
ولا تستطيع شراء كيس الطحين بسعرٍ مرتفع، ففي المخبز يبيع الربطة للمواطنين بثلاثة شواكل فقط وهي تعتبر الأوفر لها بسبب الوضع الاقتصادي.
“مضطرة أقف ساعات أمام المخبز من أجل الحصول على ربطة الخبز، وليس بقدرتي شراءها من خارجه ب15 شيكل وأحيانًا تصل ل25 شيكل”، تضيف.
وتتساءل: “ليش ما حدا بدور علينا؟ كيف احنا صرنا ضحية في الحرب؟، إلى متى سنبقى على هذا الحال وكيف حنعيش مش عشانا بس عشان أولادنا وأولاد الناس؟”.
أما محمد خليفة فهو الآخر يخرج منذ ساعات الفجر إلى المخبز ليأخذ دورًا مبكرًا من أجل الحصول على ربطة خبز لأولاده، وأيضًا لابنته وأطفالها الثلاثة.
يقول خليفة لشبكة مصدر الإخبارية: “ما توقعت للحظة يصير فينا، الحرب دمرتنا وذلتنا وشردتنا وجوعتنا، وكل يوم بنعيش معاناة أكبر من سابقتها”.
“الكل أمام المخابز يقاتلون من أجل الحصول على الخبز، جميعهم فوق بعضهم ليحصلون على الدور الأول، وأحيانًا يعودون متذمرين دون الحصول على أي شيء”.
ويردف أنّ ربطة الخبز لا تكفي لنصف يوم، واضطر أن اصطف في دور آخر للحصول على غيرها، ونصف يومي يذهب أمام المخبز فقط.
ويروي خليفة: ” في بعض الأحيان بتذمر وبترك المكان بسبب كثرة المشاكل بين المواطنين وخوفًا من وقوعي في أي مشكلة ويلحقني الأذى خاصة أنني المُعيل الوحيد لعائلتي”.
ويُكمل “التجار جوعونا ووقفوا بجانب الاحتلال ضدنا, ويمارسون أقسى العقوبات بحقنا”.
ويُطالب بوقف الحرب على غزة بشكلٍ فوري قبل فوات الآوان، خاصة أن الاحتلال يستخدم المجاعة سلاحًا له في كافة أنحاء قطاع غزة.