صمود رغم الموت والمجاعة.. هكذا تبدو الصورة في شمال قطاع غزة

ويعاني الأهالي الصامدين في شمال قطاع غزة من نقص حاد في الماء والغذاء بسبب منع الاحتلال منذ إدخال الإمدادات لهم منذ ما يقارب الشهر.

خاص محمد أبو دون  – مصدر الإخبارية

لا تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن حصد الأرواح في شمال قطاع غزة منذ بدء العمية العسكرية الأخيرة يوم 5 أكتوبر الجاري.
يومياً ترصد وزارة الصحة عشرات الشهداء والجرحى وتقول إن جثتهم تبقى في الشوارع وعلى الأرصفة لأوقات طويلة لعدم وجود طواقم دفاع مدني وإسعاف تعمل بالمنطقة بعدما حيدها جيش الاحتلال باستهدافه المستمر لها واعتقال طواقمهما.
ورغم تلك الاستهدافات وعمليات القتل الممنهجة التي تهدف لتهجير السكان في شمال قطاع غزة، يصر الأهالي على الصمود في منازلهم وعدم مغادرتها رغم أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
ويؤكد المواطنون أن الاحتلال في عمليته الحالية واضح أنه يهدف لتنفيذ خططه لفصل شمال القطاع عن مدينة غزة وتحقيق منطقة عازلة، إضافة لتدمير أكبر قدر ممكن من المباني ومراكز الإيواء التي تؤوي نازحين.
ويعاني الأهالي الصامدين في شمال قطاع غزة من نقص حاد في الماء والغذاء بسبب منع الاحتلال منذ إدخال الإمدادات لهم منذ ما يقارب الشهر.

صمود رغم الموت

يقول الشاب محمد حمد لشبكة مصدر الإخبارية إن الاحتلال لا يتوقف عن استهداف المدنيين والمباني وكل شيئ متحرك في شمال قطاع غزة سيما في منطقة مشروع بيت لاهيا التي تكتظ بالنازحين.
وعن أصعب المشاهد التي عايشها يوضح أنه كان “وقت استهداف منزل عائلة أبو نصر الذي استشهد فيه نحو 120 شخصا ولا يزال كثيرون تحت الأنقاض”.
ويضيف “لا أعلم لماذا هذا الإصرار على استهداف المدنيين رغم أنها آمنون ولا يشكلون أي خطر على الاحتلال”.
ويتابع “يبدو أن الاحتلال يريد الانتقام من كل من صمد وصبر في شمال قطاع غزة وقتلهم بأبشع الطرق خاصة مع تواصل الصمت الدولي ولعدم وجود رادع”.
ويشير حمد إلى أن “كل من صمد في شمال قطاع غزة يرفض الانصياع للأوامر الإسرائيلية والخروج إلى جنوب قطاع غزة لأن الحياة هناك أسوأ من الشمال ولا يمكن أن تمر على الأهالي هذه الخدع الإسرائيلية”.

سياسة تجويع الأهالي

تعيش عائلة الشاب يحيى المصري في بلدة بيت لاهيا تجربة قاسية كغيرها من العائلات التي تعاني نقص الماء والغذاء في شمال قطاع غزة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة من 27 يوماً.
يقول المصري لشبكة مصدر الإخبارية “لا طعام لدينا ولا شراب ونحن نموت ببطء لأن كل شيء نفذ والعالم لا يزال يتفرج على ما نعيشه من معاناة ومذبحة”.
ويتابع “في الأيام الماضية دخلنا للبيوت التي نزح منها أهلها وأخذنا ما فيها من طعام وشراب لنسد رمق عائلاتنا”.
ويلفت إلى أنهم “قبل العملية العسكرية كانوا يعانون من المجاعة فكيف هو الحال اليوم وقدم قطعت الإمدادات بشكل كامل”.
ويروي أن “جيش الاحتلال يحاول الانتقام من الصابرين والصامدين في شمال قطاع غزة عبر سياسة التجويع والقتل البطيء لكن ذلك لم يفلح إلى الآن”.
يشار إلى أنه في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدأ جيش الاحتلال قصف عنيف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع.
وصبيحة اليوم التالي بدأ الجيش باجتياح المنطقة بدعوى منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة.
لكن الواقع يقول إن الجيش يعمل خلق منطقة عازلة وفصل شمال القطاع عن باقي الأماكن وتهجير سكانه إلى أماكن أخرى.