حماس تتمسك بشروطها في حين يسعى المفاوضون إلى التوصل إلى اتفاق مصغر

وكالات – مصدر الإخبارية

تمسكت حماس بشروطها بشأن صفقة الأسرى، حيث دفع المفاوضون نحو التوصل إلى اتفاق مصغر يمكن أن يؤدي إلى الإطار الذي يؤدي إلى الإفراج الكامل عن 101 أسير متبقين.

قال سامي أبو زهري، أحد كبار مسؤولي حماس، يوم الثلاثاء إن الحركة منفتحة على مناقشة التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل. وكان هذا هو موقف حماس الثابت.

وقال سامي أبو زهري في كلمة متلفزة إن “الحركة أكدت أنها منفتحة على أي صفقة أو أفكار تنهي معاناة شعبنا في غزة وتحقق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة”، معترفا بأن حماس تدرس مقترحات جديدة من الوسطاء لصفقة الأسرى ووقف إطلاق النار.

كانت إسرائيل والولايات المتحدة تأملان أن تخفف الحركة بعض هذه الشروط في أعقاب اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار في وقت سابق من هذا الشهر. وكانت الولايات المتحدة قد ألقت باللوم على زعيم حماس يحيى السنوار في غياب الاتفاق.

إمكانية المتابعة في مصر

وعقدت محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ومدير الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني في الدوحة هذا الأسبوع، بشأن إمكانية التوصل إلى إطار جديد للصفقة، فضلاً عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مصغر من شأنه بناء الثقة بين الجانبين.

وقد لعبت قطر ومصر دور الوسيط الرئيسي في الاتفاق، بمساعدة الولايات المتحدة. وتحدثت مصر عن إمكانية إطلاق سراح أربعة رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة. ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن إسرائيل ستقبل مثل هذه الصفقة إذا عُرضت.

وكانت محادثات الدوحة، إلى جانب إمكانية إجراء محادثات متابعة في مصر، هي المناقشات الأولى من نوعها التي تُعقد منذ شهرين، ويُنظر إليها على أنها إجراء لبناء الثقة من شأنه أن يؤدي إلى اتفاق أكبر.

وذكرت وكالة أكسيوس أن وقف إطلاق النار سيستمر لمدة 28 يوما مقابل الإفراج عن ثمانية رهائن. وأكد مصدر لصحيفة جيروزالم بوست أن الاقتراح الذي قدمه برنياع في الدوحة “ذهب في هذا الاتجاه”.

حتى نهاية شهر أغسطس/آب، تركزت مفاوضات الرهائن على اتفاق من ثلاث مراحل لإطلاق سراح 101 أسير، والذي كان من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح ما يصل إلى 32 منهم مقابل توقف مؤقت للحرب لمدة ستة أسابيع، مع إطلاق سراح الباقين في مراحل أخرى من الاتفاق.

وقد أدى إعدام حماس لستة رهائن، بمن فيهم الأسير الإسرائيلي الأميركي هيرش جولدبرج بولين (23 عاماً)، في نهاية أغسطس/آب إلى إنهاء هذه المحادثات.

“حماس اتخذت موقفا متشددا للغاية”

وقال مسؤول أميركي كبير لصحيفة واشنطن بوست إن المفاوضين ظلوا في حالة جمود إلى حد كبير خلال الشهرين الماضيين. وأضاف المسؤول: “اتخذت حماس موقفاً متشدداً للغاية وأعدمت ستة رهائن. وكانت هناك قضايا مستمرة كان لابد من حلها”، ولم تكن ردود حماس إيجابية.

وقال “كانت هناك فترة لم يكن فيها الكثير من الاستجابة، لذا فإن السؤال الآن هو: كيف يمكنك إعادة بدء الأمور في الوقت الذي تطور فيه الوضع؟”

وأضاف المسؤول أن من المفيد أن تكون مبادرات وقف إطلاق النار في غزة وحزب الله منفصلة. وقال المسؤول “يمكنكم التحدث عن كيفية تهدئة الأمور في الشمال الآن”.

وأضاف المسؤول أن وفاة السنوار غيرت الأمور بالنسبة لحماس، مضيفا أنها “لم تدفع حماس إلى القول إنها مستعدة حقا لتسليم أسلحتها وإطلاق سراح الرهائن”.

وأوضح المسؤول أنه من المهم في المستقبل “إنشاء قناة اتصال فعالة” بين المفاوضين وحماس.

وتذكر كيف تم تحرير أربع نساء، بينهن أميركيتان، في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، بعد أسابيع فقط من الهجوم.

وقارن المسؤول بين استئناف المحادثات بشأن اتفاق مصغر وبين هذا الإجراء لبناء الثقة. وقال: “أود أن أنظر إلى هذا الأمر الأولي من خلال هذه العدسة”.

وأضاف “نبحث عن 101 رهينة للعودة إلى ديارهم، أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة للعودة إلى عائلاتهم، وأولئك الذين لم يعودوا من أجل دفنهم بشكل محترم”.

إن الأمل هو أن يمهد هذا الاتفاق الأولي الطريق لاتفاق أكبر للجميع، ولكن لم يتضح بعد ما هو المسار الأفضل لإعادة الجميع إلى ديارهم.

وقال المسؤول “هناك جهود جادة للغاية للانخراط في إعادة إطلاق العملية”.

وأوضح أن الاتفاق الثلاثي الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار الماضي كان بمثابة صيغة لتحرير جميع الأسرى. وقال: “كانت هذه طريقة لتحقيق ذلك، بالنظر إلى الاختلافات بين الأطراف” و”الوضع على الأرض”.

“ومع تطور الوضع على الأرض، فإن الهدف سيبقى كما هو: إخراج الجميع والتوصل في نهاية المطاف إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن يؤدي إلى نوع من إعادة الإعمار والتنمية في غزة دون قيادة حماس.

“عليك أن تبدأ، وهذا يتعلق بالبدء”، صرح المسؤول.