المستشار الإعلامي للأونروا: تصفية الوكالة بمثابة حكم بإعدام اللاجئين الفلسطينيين

ما حدث بإنه ضربة موجعة وقاسمة للنظام المتعددة الأطراف الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية

القاهرة – مصدر الإخبارية

قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكاله غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن قرار الكنيست الإسرائيلي بوقف عمل الأونروا، لن ينهي عمل الأونروا، فالاحتلال الإسرائيلي لديه مفهوم خاطئ يتعلق بالوكالة وقضية اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار أبو حسنة في مقابلة مع قناة الغد، إلى أن هذا القرار يتحدث عن منع الأونروا من العمل في المناطق السيادية، ويقصدون القدس الشرقية، ولكن كيف يمكن أن تتدحرج الأمور إلى الضفة الغربية وغزة، وبالفعل هناك إجراءات ضد الأونروا سواء في غزة أو في الضفه الغربية.

وتابع، من المهم أن يعرف الجميع أن قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين مثل قرار 194 وحق العودة والتعويض كل هذه القرارات صدرت في عام 1948، والأنروا أنشئ في عام 1949، لكن إسرائيل تعتقد بإنها بتصفية الأونروا ستنهي قضيه اللاجئين الفلسطينيين، وتنهي مفهوم الحل السياسي وحل الدولتين وما يتعلق بمجمل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهكذا هم يصرحون.

وأشار أبو حسنة، إلى أن قرار الكنيست له تبعات سياسية وقانونية، حيث أنه لأول مرة منذ إنشاء الأمم المتحدة أو منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن تقوم دولة عضو بالأمم المتحدة بإصدار مثل هذه التشريعات لحظر منظمة أممية هي الأكبر فلديها 30,000 موظف فلسطيني والمئات من الموظفين الدوليين، وتعمل في سوريا والأردن والضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

ووصف ما حدث بإنه ضربة موجعة وقاسمة للنظام المتعددة الأطراف الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية، وإذا سمح بهذا الموضوع أن يمر بهذه السهولة فكل المنظومة الأممية ومنظومة العلاقات الدولية والقانون الدولي واتفاقية جنف وقيم وقوانين الأمم المتحده ستكون في خطر شديد.

وأوضح أنه سيتم إحالة هذا التشريع للحكومة الإسرائيلية، لكن لا أحد يعرف تطبيقات القرار، وهل سيصعد الاحتلال الإجراءات التي ببدأها في غزة منذ زمن بمنع الأونر من دخول شمال قطاع غزة ومنع موظفي الأونروا في الضفة الغربية من الوصول إلى مقر رئاسة العمليات في الشيخ جراح بالقدس الشرقية، وهل فعلا سيقطعون الماء والكهرباء وسيقومون باخلاء مقر الأونروا الرئيسي التاريخي الذي يعمل منذ عام 1952 في القدس الشرقية؟ – لا نعرف.

وأكد أن من الواضح أن هناك هجمة جدية وغير مسبوقة ضد الأونروا وضد تفويضها وضد وجودها كمنظمة أممية متكفلة برعاية اللاجئين الفلسطينيين حسب تفويض ممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح أن هناك حملة تحريض غير مسبوقة على الإطلاق، وأصبحت الأونروا هدفا من أهداف الحرب في قطاع غزة، وللأسف الشديد هذا الذي يحدث، ومن تصريحاتهم يطالبون بتصفية هذه المنظمة، وإذا تم تصفية الأونروا لن تكون هناك قضية لاجئين فلسطينيين.

وأشار إلى أن الأونروا ستواصل عملياتها ولن تتوقف على الإطلاق، ومن يريد أن يغير في تفويض الأونروا أو يغير مفهوم اللاجئ ووضعية اللاجئ وتفويضها فليذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وهناك تصويت كل ثلاث سنوات، كما أن هناك تصويت بالأغلبية وبإمكانهم أن يغيروا ولكن غير ذلك نحن سنواصل العملية.

ووافق البرلمان الإسرائيلي، اليوم الإثنين على مشروع قانون يحظر على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) العمل في إسرائيل، على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة.
وأقر النواب المشروع بأغلبية 92 صوتا مقابل 10 أصوات معارضة، بعد سنوات من الانتقادات الإسرائيلية الحادة للأونروا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إنه يتعين محاسبة موظفين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتهمة ما وصفه بأنه «أنشطة إرهابية» ضد إسرائيل.

وفي منشور على منصة إكس، قال نتنياهو أيضا إن المساعدات الإنسانية المستدامة يجب أن تظل متاحة في غزة الآن وفي المستقبل.

وأكد أن هناك تخوفات على حياة موظفي الأونورا، على كافه المستويات، والتشريع هو تشريع خطير للغاية، وإذا تم قطع الاتصالات مع الأونروا ومنع الموظفين الدوليين من الدخول ومنع الاعفاءات الضريبة وتجميد الحسابات وكثير من الأشياء التي تحدثوا عنها ، مما يعني أنه في حال تطبيق هذه الأمور ستكون لها نتائج خطيرة.

وذكر أبو حسنة أن الأونروا لديها 13000 موظف يعملون في غزه ليل نهار بالإضافة لـ 10 آخرين من أصحاب العقود، ونحن نتحدث عن الجسم الحقيقي وشريان الحياة بالنسبة للفلسطينيين، وكذلك مئات العربات والشاحنات والمؤسسات، وفقدنا 237 من الزملاء إضافة إلى 200 من المباني والمؤسسات دمرت إما تدميرا كاملا أو تدميرا جزئيا، وفي مراكز الإيواء التابعة لنا استهشد أكثر من 560 من النازحين.

وأشار أن الهجمة ضد الأونورا نرى نتائجها على الأرض وحتى في شمال قطاع غزة والواقع أثبت أنه لا يمكن أن تتم العمليات الإنسانية بدون الأونروا، وإذا توقفت الأونروا 24 ساعة في غزة عن تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإغاثة والعلاقة مع المؤسسات الأممية الصغيرة التي نقوم ونساعدها أو المنظمات الأخرى الغير حكومية، فهذا يعني الحكم بإعدام المكان- فهل سيسمح العالم بذلك؟.