تحقيق: حزب الله استهدف غرفة طعام جنود غولاني خلال العشاء بهجوم منسق
تحقيقات الجيش الإسرائيلي تكشف أن حزب الله برمج طائرة مسيرة من طراز "صياد 107" لاستهداف غرفة طعام جنود في قاعدة غولاني خلال تناولهم وجبة العشاء، ضمن هجوم منسق شمل صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة أطلقت على موقع في حيفا.
القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
كشفت تحقيقات أولية في سلاح الجو الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عن خطأ في التقدير لدى الدفاعات الجوية أدى إلى فشل التصدي للهجوم الذي شنه حزب الله، أمس الأحد، على قاعدة تدريب “لواء غولاني” قرب بنيامينا، حيث كان يُعتقد أن الطائرة قد تحطمت بعد فقدان الاتصال بها؛ كما بيّن التحقيق أن حزب الله نفذ هجوما منسقا شمل إطلاق صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة، وبرمج مسار الطائرة مسبقًا بدقة لاستهداف موقع معين في توقيت معين في القاعدة العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح تحقيق الجيش الإسرائيلي أن الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة تدريب للواء غولاني كانت جزءًا من هجوم منسق شمل إطلاق قذائف صاروخية وطائرات مسيرة وثلاثة صواريخ دقيقة على مدينة حيفا بالتزامن مع الهجوم على قاعدة تدريب غولاني؛ وبيّن التحقيق أن مقاتلي الدفاعات الجوية رصدوا الطائرة ثم اعتقدوا أنها انفجرت أو انحرفت عن مسارها عندما اختفت عن شاشات الرادارات، فامتنعوا عن إطلاق صافرات الإنذار للتحذير من هجوم بواسطة طائرة مسيرة.
وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة جنود وإصابة نحو 65 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، في هجوم وصفته تقارير إسرائيلية بأنه الأعنف من لبنان منذ بدء المواجهة مع الحزب في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ وأعلن حزب الله أنه “نفذ عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا”، في إطار “سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات الصهيونية وخصوصًا على أحياء النويري والبسطة في العاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية”.
وفي التفاصيل، أظهر التحقيق أن الهجوم المنسق الذي شنه حزب الله تزامن مع هجوم بقذائف وثلاثة صواريخ دقيقة على مدينة حيفا، وشمل ثلاث طائرات مسيرة، “اعترضت القوات البحرية والقبة الحديدية طائرتين مسيرتين، في حين فقد الاتصال بالطائرة الثالثة التي انفجرت في القاعدة العسكرية عندما كانت شمال شرق مدينة عكا. وبعد اتقطاع الاتصال بالطائرة لفترة متواصلة، اعتقدت القوات الجوية أن الطائرة قد تحطمت بسبب الارتفاع المنخفض أو التشويش على نظام GPS الخاص بها من قِبل الدفاعات الإسرائيلية”.
وخلال نصف ساعة من فقدان الاتصال بالطائرة، لم يتم رصدها سوى لفترة وجيزة، وأثر التحقيقات تبيّن أنه “كان يمكن تحديد مسار الطائرة على الرادار وتصنيفها كتهديد جوي، إلا أن ذلك لم يحدث في الوقت المناسب”. كما أكد التحقيق تقارير سابقة أفادت بأن “وحدة التحكم الجوية تلقت بلاغًا من الشرطة عن مشاهدة طائرة مشبوهة في منطقة يوكنعام. ونظرًا لتواجد مروحية إسرائيلية في أجواء المنقطة آنذاك، اعتقد سلاح الجو أن البلاغ يتعلق بها، وردّ بأن الطائرة المشبوهة إسرائيلية”.
وأصدر قائد سلاح الجو تعليمات جديدة بعد الحادثة، تقضي بـ”توسيع نطاق التعامل مع الطائرات المسيرة التي ينقطع الاتصال بها، وعدم الافتراض أنها تحطمت ذاتيًا إلا بعد تأكيد واضح”. هذا يعني أنه خلال الأيام المقبلة قد يتم تفعيل صافرات الإنذار بشكل واسع في مناطق متعددة، بعضها قد يكون إنذارات كاذبة. وأوضح مسؤول في سلاح الجو: “سننتقل إلى وضع دفاعي، حتى لو فقدنا الاتصال بالطائرة المسيرة لمدة نصف ساعة ولم نعرف موقعها، سنتعامل مع الأمر بأقصى درجات الحذر”.
وفي ما يتعلق بالطائرة المسيرة التي استخدمها حزب الله في الهجوم، أكد التحقيق أنها من نوع “صياد 107″، مزودة برأس حربي يزن بين 3 إلى 5 كيلوغرامات وتعمل بنظام GPS. ويُرجح أن حزب الله برمج مسار الطائرة مسبقًا بدقة لاستهداف موقع معين، وكان الهدف في القاعدة العسكرية هو “غرفة الطعام في القاعدة أثناء تناول الجنود لوجبة العشاء”.
كما أصدر قائد سلاح الجو الإسرائيلي تعليمات جديدة تقتضي إعطاء أولوية قصوى في شن هجمات لاستهداف “وحدة 127″، وهي وحدة الطائرات المسيرة التابعة لحزب الله. ويرى سلاح الجو أن الرد الأمثل على تهديد الطائرات المسيرة هو الرد الهجومي، “عبر استهداف جميع أفراد الوحدة من أصغرهم إلى كبار القيادات، وتوفير الظروف لتحقيق هذا الهدف من الناحيتين الاستخباراتية والعملياتية”.