بمشاركة رئيس الوزراء: مجلس الأمن يناقش الوضع في فلسطين
وقال إن الأمم المتحدة ستواصل دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام، بدءا بإنهاء الحرب، مؤكدا ضرورة وضع حد لدوامة الموت في قطاع غزة.

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مساء اليوم الجمعة، حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، بطلب من الجزائر.
وفي إحاطته أمام المجلس في بداية الاجتماع، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن مفتاح السلام في المنطقة يكمن في الحل السياسي.
وقال إن الأمم المتحدة ستواصل دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام، بدءا بإنهاء الحرب، مؤكدا ضرورة وضع حد لدوامة الموت في قطاع غزة.
كما أكد ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية والسماح للمساعدات الإنسانية بأن تتدفق بحرية وأمان.
وسلط غوتيريش الضوء على التأثير المدمر للقصف الإسرائيلي المتواصل، والذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال. وأكد غوتيريش أن العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني غير مبرر.
وقال الأمين العام إن غزة هي المكان الأكثر خطورة في العالم فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية. “ولكن زملاءنا يواصلون بذل قصارى جهدهم للوفاء بمهمتهم الإنسانية”.
وأشار إلى قتل 225 من موظفي الأمم المتحدة، داعيا إلى إجراء تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه.
وأكد ضرورة الالتزام بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان عدم استخدام المواقع المدنية لأغراض عسكرية.
وأشار غوتيريش إلى العنف المتزايد في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، مشيرا إلى استشهاد أكثر من 700 فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واستمرار بناء المستوطنات الجديدة، والاستيلاء على الأراضي، وهدم المنازل، وعنف المستوطنين.
وقال الأمين العام إن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية خلص إلى أن استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأن إسرائيل ملزمة بإنهائه في أسرع وقت ممكن. “وقد طالبت الجمعية العامة إسرائيل بالامتثال”.
وأضاف الأمين العام إن موجات الصدمة الناجمة عن الموت والدمار غير المسبوق في غزة تهدد الآن بدفع المنطقة بأكملها إلى الهاوية وتنذر باشتعال حريق شامل ذي عواقب لا يمكن تصورها.
وأوضح الأمين العام أن يوم الاثنين كان الأكثر دموية في لبنان منذ عام 2006، مشيرا إلى أن “الجيش الإسرائيلي ضرب مبان مدنية في بيروت اليوم”.
وحذر الأمين العام من أن الحرب في لبنان قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد الذي يشمل قوى خارجية. وأكد الحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن.
مصطفى: مجلس الأمن لم يلجم حتى الآن العدوان الإسرائيلي
وقال رئيس الوزراء، وزير الخارجية محمد مصطفى إنه مضى عام على تعنت الحكومة الإسرائيلية، والإزدواجية اللاإنسانية للمعايير في مجلس الأمن “التي تركت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ورجالنا وأطبائنا وصحفيينا ومعلمينا وطواقمنا، دون حماية أو عون وكأنهم ليسوا من البشر”.
وأضاف: “أتينا إلى الأمم المتحدة ولمسنا التضامن الكبير مع شعبنا وقضيته العادلة، ولكننا نغادرها والمجازر الإسرائيلية لم تتوقف، ومجلس الأمن لم يلجم حتى الآن العدوان الإسرائيلي”.
وتساءل عما إذا كان مجلس الأمن سيراوح في موقفه التقليدي الذي ينتهي بالتنديد والمطالبة، متوقعا من إسرائيل الامتثال، مضيفا: “متى ستُفعـّلون أدواتكم هنا في مجلس الأمن التي تجبر إسرائيل على الامتثال، لصون وحفظ الأمن والسلم الدوليين؟ إلى متى سيكون الفصل السابع محرما على إسرائيل؟ أتنتظرون كارثة أكبر من ذلك؟ أتنتظرون حربا أوسع من ذلك؟ أم أنكم تنتظرون مدنيين أكثر جدارة بالحياة؟”.
وأشار إلى أن ما يمكن استخلاصه فيما يخص القضية الفلسطينية خلال هذا الأسبوع في الأمم المتحدة، هو أن قادة العالم من مختلف بقاع الأرض وعلى اختلاف عقائدهم السياسية، “يرون أنه من اللامنطقي، بل من الجنون أن نستمر على نفس النهج الذي اعتدنا عليه في الماضي لمواجهة التحديات المهولة التي نقف أمامها اليوم، والتي تمنعنا من تحقيق السلام العادل والشامل والدائم”.
ودعا إلى صياغة خطة دولية تتضمن إجراءات ضرورية لتغيير الواقع على الأرض، والاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة الذي يدعمه ويطالب بأن تنهي إسرائيل وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا.
كما دعا الجميع إلى “الانضمام إلى التحالف الدولي الذي أُعلِن أمس الخميس لإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال دولة فلسطين”، فضلا عن دعم الخطة الوطنية لبناء فلسطين.
وزير الخارجية الصيني يدعو إلى عقد مؤتمر لتنفيذ حل الدولتين
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يكتفي بالمتابعة دون التحرك بشأن الأزمة غير المسبوقة في الشرق الأوسط.
وأضاف: “يجب ألا تستمر الحرب والصراع، ويجب تحقيق وقف شامل لإطلاق النار”، مشددا على أن الدول ذات النفوذ يجب أن تلعب دورا بنّاء أكثر، وأدان جميع الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين الأبرياء.
وأشار إلى أن بلاده دعت إلى عقد اجتماع لإعادة إعمار غزة بعد الحرب. وحث جميع الأطراف على الوفاء بجميع التزاماتهم بموجب قرارات المجلس ذات الصلة، وقال إنه يجب عقد مؤتمر لتنفيذ حل الدولتين.
وقال: “يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورا داعما للجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك دعم الأونروا”، مضيفا أنه يتعين على المانحين الذين أوقفوا تمويل الوكالة الأممية أن يستأنفوا مساهماتهم.
وخلص إلى أن الحرب هي اختبار للعدالة، ويجب أن تعمل الجهود الآن على تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
وزير الخارجية الجزائري يدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته
استعرض وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، تجارب المجلس السابقة في التعامل الحازم والصارم مع عدة قضايا في حين يعجز عن التحرك أمام الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد قال عطاف “لقد أقام مجلس الأمن الدنيا وأقعدها في مواقف سابقة لا ترقى أن تشكل قطرة من بحر الانتهاكات الإسرائيلية لكافة الأعراف والمواثيق الدولية”.
وأضاف: لجأ مجلسنا هذا إلى الفصل السابع من الميثاق لفرض الحظر والعقوبات في حالاتٍ أَقل بكثير مما يحدث في غزة وفي لبنان وفي سائر الجوار الفلسطيني فداحة وخطورة وجسامة”.
وتابع: “كان مجلسنا هذا وراء تحريك الهيئات القضائية الدولية وتأليبها في مواضع لا تقارن البتة مع هول وهمجية ما شهدناه ولا نزال نشهده من جرائم الاحتلال الإسرائيلي”.
وأوضح بأن خطورة هذه التطورات لا تدع أي مجال لتماطل أو تقاعس مجلسنا هذا في العمل على إعلاء المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وقال عطاف إن الجزائر طلبت عقد الاجتماع لتسليط الضوء على المسؤولية “القانونية والسياسية والأخلاقية والإنسانية” الملقاة على عاتق مجلس الأمن تجاه ما تشهده غزة “من إبادة جماعية متواصلة” والتصعيد الإسرائيلي الخطير في المنطقة، الذي “ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة قد تعصف بأمن واستقرار الجميع”.
وأضاف أن إسرائيل لم تعر لقراري المجلس حول وقف إطلاق النار “أي اعتبار”، بل راحت “تمعن في جرائمها الشنعاء وانتهاكاتها الصارخة وممارساتها اللاإنسانية، دون أن تلقى أي ردع حاسم أو أي إدانة صريحة أو حتى أبسط لوم أو انتقاد” من مجلس الأمن.
وتساءل: “إلى متى يبقى الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني يحظى بنظام خاص من اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة، نظام ينطبق عليه دون سواه؟”.
وقال إن الشعب الفلسطيني، واللبناني وكل دول وشعوب المنطقة، لا يطلبون المستحيل أو المحال، يطلبون تحرك مجلسنا هذا لوقف ما يطالهم من تقتيلٍ وتنكيلٍ وخرابٍ وتدمير، ولفرض احترام ما اعتمده من قراراتٍ مُلزمة، ولتغليب ما يقره القانون الدولي من قواعد وضوابط وأحكام يتساوى الجميع في واجب احترامها والامتثال والاحتكام إليها.
وزير خارجية غويانا: إسرائيل تتجاهل القانون الدولي بصورة صارخة
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي في غويانا، هيو هيلتون تود، “لعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التجاهل الصارخ والمترسخ على ما يبدو للقانون الدولي من جانب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والذي لا يميز هذه الحرب فحسب، بل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بشكل عام”.
وأضاف: “يصبح هذا التجاهل أكثر خطورة لما يصاحبه من انعدام المساءلة، ما يخلق حالة من الإفلات من العقاب”.
وزير الخارجية الروسي: قطاع غزة أكبر سجن مفتوح في العالم
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “الصراع في الأرض الفلسطينية المحتلة وعلى طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية له عواقب في أجزاء أخرى من المنطقة”.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برمتها لا تزال تعاني من بؤر عدم الاستقرار المستمرة.
وأضاف: “لقد تجاوز العنف المتصاعد منطقة المواجهة العربية الإسرائيلية، ما أدى إلى زعزعة استقرار الوضع ليس فقط في المناطق المذكورة أعلاه، ولكن أيضًا في البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي وشمال أفريقيا ككل”.
وتابع: “إن السبب الجذري كان ولا يزال حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال دون حل، وأن قطاع غزة يقع في “مركز” المواجهة الحالية.
وقال: “لقد أصبح قطاع غزة أكبر سجن مفتوح لا يستطيع الناس الفرار منه”. وأكد أن “العقاب الجماعي ضد جميع الفلسطينيين غير مقبول”.
وأشار إلى أن مجلس الأمن ليس مجرد مكان لتبادل وجهات النظر وإن لديه آليات لفرض تنفيذ قراراته.
وأضاف أن على أعضاء المجلس وضع مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين فوق الحسابات السياسية قصيرة النظر للبعض وأن يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين بشكل غير قانوني وضمان الوصول الإنساني للمحتاجين. ودعا إلى مساءلة من ينتهكون قرارات المجلس
الولايات المتحدة: لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار
وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن المنطقة تواجه “لحظة حاسمة”، وعلى الرغم من أن الحرب ممكنة، إلا أن الحرب الشاملة ليست حتمية، ولا تزال هناك فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين.
وأضافت أن “قرار اتخاذ الخطوات الصعبة اللازمة نحو مستقبل سلمي ومزدهر لا يتم في مجلس الأمن، بل في أيدي صنّاع القرار في المنطقة”.
ودعت إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2735 الذي ينهي الحرب في غزة.
وأكدت ضرورة عدم تجاهل محنة الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى “مقتل عشرات الآلاف وجرح ما يقرب من 100 ألف خلال العام الماضي”.
كما شددت على ضرورة عدم نسيان معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يتعرضون للعنف من قبل المستوطنين المتطرفين. وأضافت: “معاناتهم أيضا مهمة، إنسانيتهم مهمة”.
وقالت إنه تقع على عاتقنا مسؤولية مشتركة لتمكين الدبلوماسية، وحثت القادة على اتخاذ قرارات صعبة من أجل السلام.
ودعا مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نيكولا دي ريفيير إلى إنهاء الحرب على غزة ولبنان.
وبينما أثنى على منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأونروا وشركائهم لحملتهم الناجحة للتطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، قال إن الأزمة الإنسانية هناك لا ينبغي أن تدفع العالم إلى إغفال الوضع المتدهور في الضفة الغربية.
وأضاف أن “سياسة الإرهاب التي ينتهجها المستوطنون الإسرائيليون يجب أن تنتهي فورا”.
وقال: “إن التقاعس من جانب مجلس الأمن ليس خيارا”، في إشارة إلى الوضع المتصاعد، مشددا على أنه لا ينبغي ادخار أي جهد لضمان المضي قدما في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية.
وأضاف أنه سيكون لمجلس الأمن دور يلعبه عندما يحين الوقت المناسب، بما في ذلك العمل على تحقيق حل الدولتين، مشددا على أن “الإجراءات الموجهة نحو تقويض السلطة الفلسطينية يجب أن تنتهي“.
كما طالب إسرائيل بعدم عرقلة الإيرادات (أموال المقاصة) المحولة إلى السلطة الفلسطينية.
وزير الخارجية الأردني: الاحتلال يستهدف محو الوجود الفلسطيني
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن الحكومة الإسرائيلية لم تقتل الأطفال الفلسطينيين فحسب، بل “شيطنتهم ونزعت عنهم إنسانيتهم، وتربي أطفالها على كرههم، وجنودها على استهدافهم، ومجتمعها على إنكار حقهم في الوجود“.
وأكد أن هذه هي العقائدية “العنصرية اللاإنسانية” هي التي جعلت من جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلين “فعلا يفخر به جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الكراهية التي حركت أرجل الجنود الإسرائيليين التي ركلوا بها جثامين شباب فلسطينيين من فوق السطح في الضفة الغربية، لتسقط أمتارا نحو الأرض، وتسقط ادعاءات أخلاقية قتلتهم“.
وقال الصفدي إن حرب إسرائيل على غزة “هي حرب تطهير عرقي إلغائية” تستهدف محو الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، والحكومة الإسرائيلية تنفذ في الضفة الغربية المخطط ذاته لتبرير شن حرب جديدة لتهجير أهلها، “وتلك جريمة حرب لن يسمح الأردن بها“.
وقال: “لن يكون الأردن وطنا بديلا. لن يحدث هذا أبدا. سنحمي الأردن وسنتصدى لأي تهديد لوطننا بكل ما أوتينا، ومهما تطلب ذلك الواجب المقدس. للفلسطينيين وطنهم المحتل الذي سيتحرر دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس المحتلة ولو بعد حين“.
وزير الخارجية المصري: حان الوقت لمواجهة رفض الحكومة الإسرائيلية لحل الدولتين
وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي إن الجميع يجب أن يرفض بوضوح المبررات الواهية لاستمرار الحرب والعدوان الحالي، أو الادعاءات الجوفاء التي تكررها سلطة الاحتلال عن اتخاذها إجراءات للتخفيف من وطأة التداعيات الإنسانية والتي ثبت مرارا عدم مصداقيتها.
وأضاف عبد العاطي: “رغم كل المناشدات الدولية لإسرائيل بوقف نزيف الدماء وإيقاف القتل المستمر واستهداف المدنيين، ورغم مساعي الوساطة المستمرة لمصر مع قطر والولايات المتحدة، ورغم قرارات مجلس الأمن العديدة، ورغم قرارات مـحكمة العدل الدولية، ورغم ما وصل إليه القطاع من وضع إنساني كارثي، أمعنت قوات الاحتلال في الانتقام من أهل غزة”.
وأضاف أنه في أعقاب الكارثة الإنسانية التي تسببت بها في غزة وتنامي التصعيد غير المبرر في الضفة الغربية، “انتقلت آلة الحرب الإسرائيلية إلى لبنان وحصدت في يوم واحد مئات الضحايا من الشعب اللبناني الشقيق، بما في ذلك النساء والأطفال”.
ودعا مجلس الأمن إلى إلزام إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، باعتبار أن ذلك هو الحل الجذري لعملية التصعيد الجارية في المنطقة ووقف التصعيد المتعمد بما في ذلك في لبنان، وتنفيذ جميع قرارات محكمة العدل الدولية، وتقديم الدعم الكامل والتمكين للسلطة الوطنية الفلسطينية ودعمها للقيام بكافة واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني.
وحث المجلس أيضا على الترحيب بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، مع اعتبار هذا الأمر مهما وعاجلا، وإلزام إسرائيل بإنهاء كافة مظاهر الاحتلال لدولة فلسطين سواء في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية.
وقال عبد العاطي: “حان الوقت لمواجهة رفض الحكومة الإسرائيلية لحل الدولتين وأحكام القانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة، فضلا عن سياستها الصريحة الرسمية التي تستهدف الحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية”.
وزير الخارجية السعودي: آن الأوان لإطلاق شراكة جادة من أجل السلام
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه تم نقض ستة مشاريع قرارات من أصل 10 مطروحة أمام مجلس الأمن فيما يتعلق بالوضع في غزة “والقرارات المعتمدة لم تنجح حتى الآن في تحقيق وقف إطلاق النار ولا معالجة الوضع الإنساني الكارثي ولا تمهيد الطريق لمسار سياسي موثوق نحو السلام“.
وأشار إلى “الفجوة المتزايدة” ما بين التوافق الدولي والاختلافات داخل مجلس الأمن، الأمر الذي قال إنه “عطل أداءه وأضعف مخرجاته”.
وقال وزير الخارجية السعودي إن الجمعية العامة عبرت في قرارات متتالية “عما تنادي به دولنا: الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية بلا انقطاع وحق الفلسطينيين في تقرير المصير“.
وثمن في هذا الإطار قرار الجمعية العامة بأهلية فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة والتي حصلت بموجبه على امتيازات إضافية بالمنظمة، وكذلك قرارها الأخير المطالب بإنهاء إسرائيل احتلالها للأرض الفلسطينية.
وأضاف: “لمن يقول إن علينا انتظار التفاوض لقيام دولة فلسطينية وعدم اتخاذ خطوات أحادية أقول: ما العمل عندما ترفض إسرائيل حتى الاعتراف بمبدأ حل الدولتين وتستمر في الإجراءات الأحادية التي تقوّض آفاق السلام؟”.
وأضاف: “إن الأوان قد آن لإطلاق شراكة جادة من أجل السلام”.
وتابع أن المملكة تؤمن بأن إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين هو الأساس لإيقاف دوامة العنف ورفع المعاناة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، “ولذلك فإننا أطلقنا مع شركائنا في اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي، التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، استشعارا منا بالمسؤولية المشتركة للعمل على تغيير واقع الصراع دون انتظار“.
وزير الخارجية السوري: الاحتلال الإسرائيلي السبب الأساسي لما تشهده المنطقة من عدم استقرار
وفي كلمته باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة، قال وزير الخارجية السوري بسام صباغ إنه من غير المقبول أن القرارات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الأمن على مدى الأشهر الماضية، لم تجد طريقها للتنفيذ، “لأن الغاية منها كانت بالنسبة للبعض مجرد تنفيس الاحتقان ومنح المزيد من الوقت لسلطات الاحتلال لمواصلة جرائمها الوحشية”.
وأشار إلى تصعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان، مضيفا أنه “من جهة أخرى، يواصل الإسرائيليون اعتداءاتهم المتكررة على الأراضي السورية”.
وأعرب عن إدانة المجموعة العربية الشديدة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودول المنطقة، وتحميل إسرائيل المسؤولة الكاملة عن جميع الخسائر الفادحة في الأرواح، والمعاناة الإنسانية، والأضرار المادية، والدمار في الممتلكات والبنى التحتية.
وقال إن المجموعة العربية تدين بشدة “إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتقويض وكالة الأونروا واستهداف وقتل العاملين فيها”.
وعبر عن تضامن المجموعة العربية القوي مع لبنان وشعبه، ومطالبتها بوقف العدوان الإسرائيلي على أراضيه.
وقال صباغ: “تُحمّل المجموعة العربية إسرائيل المسؤولة الكاملة عن انزلاق الأوضاع في المنطقة إلى حد يزج بها في حرب إقليمية شاملة تهدد السلم والأمن الدوليين“.
وأضاف أن المجموعة العربية تجدد التأكيد على أن “الاحتلال الإسرائيلي كان ولا يزال السبب الأساسي لما تشهده المنطقة من عدم استقرار، وتطالب الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوضع قراراتها ذات الصلة موضع التنفيذ، وإنهاء الاحتلال، وضمان انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي تحتلها في فلسطين وسوريا ولبنان“.
وزير الخارجية التركي يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة
وشدد وزير خارجية تركيا هاكان فيدان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وانسحاب إسرائيل من القطاع وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها.
وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “تهرب” من إبرام اتفاق بهذا الشأن بسبب إفلاته من العقاب بما سيشجعه على مواصلة “الإبادة الجماعية” حتى يقوم المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل للتوقف.
وقال إن السلام وحده هو الكفيل بضمان أمن إسرائيل وأن الأمن لن يتحقق سوى بتطبيق حل الدولتين.
وزير الخارجية النرويجي يحث كل الدول على المساهمة في الاعتراف العالمي بدولة فلسطين
وأشار وزير خارجية النرويج أسبين بارث إيد إلى إطلاق تحالف دولي لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.
وذكر أن التحالف يضم عددا من الدول المقتنعة بضرورة تغيير طريقة العمل وإسراع العمل وبحث كيفية الخروج من الجمود ومحاولة استخدام الأزمة العميقة الحالية كفرصة للتحرك قدما.
وحث كل الدول على المساهمة في الاعتراف العالمي بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة وتعزيز مؤسسات دولة فلسطين لتكون مستعدة للوفاء بتطلعات شعبها في الضفة وغزة، “لأننا نريد فلسطين واحدة”.