جيش الاحتلال: الهدف الرئيسي من أنفاق فيلادلفيا هو إطلاق الصواريخ وليس تهريب الأسلحة

ويعتقد أن العدد الأكبر من الأسلحة جاء من معبر رفح الحدودي الذي تسيطر عليه مصر.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس خلال زيارة صحيفة جيروزاليم بوست ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى للحدود مع مصر إن الهدف الرئيسي لأنفاق محور فيلادلفيا بالنسبة لحماس لم يكن تهريب الأسلحة بل تسهيل إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

وأضافت المصادر أن هناك ثلاث طرق أخرى إلى جانب تهريب الأسلحة مؤخرا عبر الممر، من المرجح أنها كانت مسؤولة عن الغالبية العظمى من التراكم الهائل للأسلحة لدى حماس.

ورغم أن هذه النقاط طرحت في سياق فني ومهني، فإنها قد تكون لها أيضا آثار كبيرة على النقاش الدائر داخل إسرائيل حول مدى أهمية احتفاظ الجيش الإسرائيلي بممر فيلادلفيا أو ما إذا كان من الممكن التخلي عنه مؤقتا كجزء من صفقة لإعادة العشرات من الرهائن الإسرائيليين.

وبحسب أشخاص مطلعين على الأمر، فإن الأمر قد يستغرق سنوات حتى تتمكن حماس من إعادة بناء شبكة الأنفاق عبر الحدود، وهذا يعني بالتأكيد ليس خلال الأربعين يوماً التي من المفترض أن تغادر فيها إسرائيل المنطقة نظرياً خلال المرحلة الأولى من إحدى صفقات الرهائن المقترحة.

وفيما يتعلق باستخدام الأنفاق لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى، قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن رفح بشكل عام، والممر بشكل خاص، تبين أنهما يحتويان على واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ بعيدة المدى التي عثر عليها الجيش، مقارنة بأي جزء آخر من غزة.

استراتيجية حماس 

وكانت استراتيجية حماس تتمثل في وضع الصواريخ بعيدة المدى وقاذفاتها بالقرب من الحدود مع مصر لردع إسرائيل عن ضربها والمخاطرة بحادث دولي مع القاهرة، إما عن طريق ضرب جنود مصريين عن طريق الخطأ أو مجرد التسبب في انفجارات قريبة جدا من أراضي دولة ذات سيادة أخرى، بحسب المصادر.

وعلاوة على ذلك، فإن فرق الصواريخ التابعة لحماس كانت تختبئ في الأنفاق الكبيرة، التي كانت تحتوي على منصات إطلاق ومخزونات من الصواريخ متصلة بها عبر مساحتها الواسعة وقدرات التخزين، على حد قولهم.

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن فرق الصواريخ التابعة لحماس كانت تخرج لفترة وجيزة من الأنفاق في لحظات مختارة، على بعد أمتار فقط من السياج الحدودي المصري، ثم تطلق الصواريخ أو تضبط مؤقتات الإطلاق.

وقالوا إنه بعد فترة وجيزة من التعرض وفي منطقة تشعر إسرائيل بقلق شديد من مهاجمتها، حتى لو كان لديها الوقت الكافي لحساب ضربة دقيقة بعناية، فإن فرق الصواريخ ستختفي بسرعة داخل الأنفاق عبر الحدود.

ولم يقم الجيش الإسرائيلي بغزو رفح خلال أي من الصراعات الكبرى منذ عام 2005 – 2008-2009، 2012، 2014، و2021 – مما أعطى طواقم صواريخ حماس شعوراً بالحصانة المطلقة.

وعلاوة على ذلك، بما أن رفح هي الأبعد جغرافياً عن معظم إسرائيل، وهو ما قد ترغب حماس في ضربه، فإن الصواريخ طويلة المدى تبدو أكثر منطقية من الصواريخ قصيرة المدى، والتي يمكن إطلاقها بشكل أفضل من شمال غزة.

وتقول مصادر في الجيش الإسرائيلي إن العدد الأكبر من الأسلحة التي حشدتها حماس خلال الحرب الحالية جاء من معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر. ويرى هؤلاء أن التهريب عبر المعبر كان الطريقة التي نقلت بها حماس معظم أسلحتها إلى غزة، سواء من خلال تجاهلها أو بسبب خداعها من جانب حماس.

وثانياً، اضطرت الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي إلى تدمير نحو 55 موقعاً للأسلحة لحماس في رفح وشمال غزة، دون احتساب خان يونس ووسط غزة، بحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي.

وهذا يعني أن حماس كانت قد طورت مشروعاً ضخماً لتطوير الأسلحة على المستوى الصناعي داخلياً بحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب الحالية ــ وهو ما يتجاوز كثيراً ما كان متصوراً، على حد قولهم.

ثالثا، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه عندما كان محمد مرسي رئيسا لمصر من عام 2012 إلى عام 2013، سمح بكمية غير مسبوقة من الأسلحة بالمرور عبر معبر رفح وعبر الأنفاق الحدودية التهريبية.

وبما أن حماس نجحت بالفعل في جلب أسلحة أكثر بكثير مما تدركه إسرائيل، فقد أصبح من الممكن الاحتفاظ بها كاحتياطي في حالة اندلاع حرب أكبر، بحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي.

واعترفوا بأن تهريب الأسلحة عبر الحدود استمر حتى سيطرة الجيش على الممر في مايو/أيار.

ومع ذلك، فمن المرجح أن تكون نسبة الأسلحة التي تم إدخالها خلال هذه الفترة صغيرة للغاية، مقارنة بما تم إدخاله أو إنتاجه بوسائل أخرى، حسبما قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي.