ما أهداف إسرائيل من العملية العسكرية في شمال الضفة؟

صلاح أبو حنيدق_خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن شن عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية تشمل مدن جنين وطوباس وطولكرم، بمشاركة قوات كبيرة وغطاء جوي كامل.

وتأتي العملية العسكرية في شمال الضفة تزامناً مع استمرار الحرب على قطاع غزة، ووسط تساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية من شنها.

وقال المحلل السياسي عمر هلسة، إن “التصعيد الإسرائيلي في شمال الضفة يأتي استكمال للعدوان الإسرائيلي الذي سبق السابع من أكتوبر الماضي في مدن جنين وطولكرم وغيرها”.

وأضاف هلسة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، “اسرائيل سعت منذ قبل السابع من أكتوبر لاجتثاث المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال عملية الحديقة والمنزل في جنين والتي أدت لدمار واسع، وتكللت بالفشل،ما دفع اسرائيل للذهاب نحو العديد من القمم الأمنية”.

وتابع أنه “مع تصاعد العمل المقاوم كما ونوعاً في الضفة بعد السابع من أكتوبر وآخرها عملية تل أبيب التي أضاءت ضوءا أحمر للمؤسسة الأمنية والعسكرية بضرورة تنفيذ عملية واسعة بالضفة والحاج المستوطنين بإمكانية تكرار سيناريو السابع من أكتوبر في مستوطنات الضفة”.

وأوضح أن”اسرائيل لديها العديد من الاعتبارات في عمليتها العسكرية الحالية، تتمثل بتصفية حساب مع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال استخدام السلاح الثقيل والطائرات والدبابات مستلغة المناخات التي خلقتها الحرب على غزة لايقاع اكبر أذى ممكن بالبنية التحتية المدنية الفلسطينية والعمل المقاوم”.

وأكد: “لو أن إسرائيل استخدمت السلاح الثقيل قبل حرب غزة لواجهت انتقادات واسعة وردات فعل قوية”.

وشدد على أنه “لن يلتفت أحد اليوم لما يجري في الضفة في ظل الدمار الهائل في غزة، باعتبار أنه ثانوي مقارنة بما يجري بالقطاع”.

ولفت إلى أن”العملية تهدف أيضاً لإضعاف مقدرات المقاومة بالضفة وتحويلها إلى تهديد ثانوي، لا يستزفها وغير قادر على مساندة غزة، ولا تشكل خطراً على المستوطنات التي هي على تماس مباشر معها”.

ونوه إلى أنه”يأتي أيضاً في إطار استعادة الردع كون اسرائيل ترى أن استخدام اليد الثقيلة سيعيد لها جزء من اعتبارها وكرامتها التي مرغت بالأرض في السابع من أكتوبر، وقتل كل أشكال الحياة بهدف دفع السكان نحو ترك البلاد ومغادرتها وتعزيز في مقابل ذلك الاستيطان”.

وختم بأن “العملية العسكرية تهدف لتسهيل عمل أي طرف فلسطيني يريد حكم الضفة مستقبلاً ببسط السيطرة على عليها دون بقاء أي مجموعات تؤرق اسرائيل، وفي سياق مقايضة نتنياهو لوزراءه عن ما يجري في ساحة غزة مقابل الضفة”.

من جانبه قال الكاتب السياسي محمد القيق إن العملية العسكرية الواسعة في الضفة تؤكد فشل “إسرائيل” في عزل الساحات، في ظل ما تواجهه في جبهة لبنان المتصاعدة وترقبها لردود من اليمن وإيران.

وأضاف القيق أن وحدة الساحات بما فيها الضفة يضع اسرائيل في حالة استنزاف في ظل أن جيشها عالق في غزة ولم يحدد أفقا قريبا لإعلان الانتصار هناك عبر السيطرة وإعادة الأسرى.

وأشار إلى أن المقاومة نجحت في تعزيز الساحات واستنزاف اسرائيل رغم ما يُضخ من حرب إعلامية لبث العزلة، وهذا يجعل “تل أبيب” أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإما وقف العدوان وهذه هزيمة وفرصتها شبه معدومة لأنها ستكون مقبرة الردع للأبد، وإما التوجه لحرب إقليمية وهذه فرصتها أكبر ومفاجآتها خطيرة.

وأكد أن الاحتلال يستخدم وجود المقاومة كذريعة للعدوان، وهو بذلك يحاول ضرب الحاضنة الشعبية لها، رغم أن الاستيطان والضم والقتل والمجازر لم تتوقف ليوم واحد منذ احتلال ما تبقى من الضفة في العام 1967.

وشدد على أن نجاح هجوم الاحتلال يعني فرض التهجير القسري على سكان شمال الضفة الغربية، تمهيداً بطردهم نهائياً وإعلان السيطرة الأمنية والمدنية عليها وإحلال المستوطنين فيها.

وحذر من أن “كل ذلك يجري بضوء أخضر أميركي وبصمت دولي مريب، وهو ما يعطي الاحتلال مزيداً من التشجيع على ارتكاب عدوان مماثل في جنوب الضفة الغربية كما يواصل إبادته الجماعية في قطاع غزة”.

اقرأ أيضاً: حماس تدعو للنفير وتصعيد المقاومة بالضفة