التايمز: واشنطن قدمت لإسرائيل راداراً لملاحقة السنوار

وكالات_مصدر الإخبارية:

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة في ملاحقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار والقادة الآخرين.

وقالت الصحيفة أنه “طوال ما يقرب من 11 شهرًا من الحرب، تمكنت إسرائيل من إحداث دمار هائل في البنية التحتية لحماس والقضاء على الآلاف من مقاتليها، لكن الإنجاز الأعظم الذي تأمله في المعركة العسكرية القضاء على مهندس 7 أكتوبر السنوار.

وأضافت أن الولايات المتحدة تدير فرقًا خاصة لمساعدة إسرائيل في القبض على زعيم حماس وقتله من خلال تزويدها بالمعدات المتطورة، ورادار لاختراق الأرض، لمحاولة تحديد موقعه في الانفاق.

وأشارت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن النجاح في القضاء على السنوار سيوفر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تبرير إنهاء العمليات العسكرية في غزة، وتحقيق نصر عسكري كبير.

وزعمت أن السنوار تمكن من تجنب استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية لفترة طويلة، مبينة أن مسؤولو حماس استخدموا الهواتف المحمولة والأقمار الصناعية من الأنفاق في المراحل الأولى من الحرب.

وبحسب التايمز، تشير التقديرات الآن في الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أن السنوار على اتصال بالعالم من خلال شبكة من الأشخاص، والذين لا تزال طريقة عملهم غامضة، وتقارن الصحيفة أسلوب عمله بأسلوب زعيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي تمكن من الفرار لمدة عقد تقريبًا بعد هجمات 11 سبتمبر. وأكدت الصحيفة أن مطاردة السنوار بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين هي الأكثر “إحباطا” مما كانت عليه بعد بن لادن لأنه على عكس بن لادن في سنواته الأخيرة، حيث يواصل إدارة الأنشطة العسكرية لحماس بشكل فعال.

ولفتت إلى أن الضغط على السنوار يجعل من الصعب عليه التواصل مع القادة العسكريين في حماس وإدارة الأنشطة اليومية للحركة، لكن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه يواصل تحديد استراتيجيته الواسعة.

ونوهت إلى أن السنوار أيضًا له الكلمة الأخيرة بالطبع عندما يتعلق الأمر بالمحادثات التي تجريها حماس عبر وسطاء مع إسرائيل حول صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، ويعتبر الزعيم الفعلي للمنظمة حتى قبل أن يتوج رسميًا كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

وقالت الصحيفة إنه في حال تم القضاء على السنوار فليس من الواضح ما هي العواقب التي ستترتب على محادثات إطلاق سراح الرهائن.

وعبر مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن السنوار غير مستعد لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين بالقرب منه، من أجل حماية نفسه من الهجمات الإسرائيلية.

ورأى المسؤولين أنه “إذا تم قتل السنوار على أي حال، فإن ذلك قد يجعل خلفائه المستقبليين أقل استعدادًا للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل”.

إلى ذلك قال مسؤولون إسرائيليون وقطريون ومصريون وأميركيون لصحيفة التايمز إنه على عكس الماضي، أصبحت القدرة على التواصل مع السنوار اليوم أكثر تعقيدا، حيث كان في الماضي يرد على الرسائل التي يتلقاها في غضون أيام، ولكن في الأشهر الأخيرة كانت ردوده يتم استلامها بعد وقت أطول بكثير.

ومن أجل القضاء على السنوار، كما ورد في صحيفة “التايمز”، أنشأت من جهازي أمان والشاباك مباشرة بعد أحداث السابع من أكتوبر وحدة خاصة في مقر الشاباك مهمتها الوحيدة تحديد مكان السنوار، وتولت وكالات الاستخبارات الأمريكية المسؤولية لمراقبة وسائل اتصاله، وأنشأت وكالة المخابرات المركزية أيضًا قوة خاصة لنفس الأمر.

وأكدت صحيفة التايمز أن الولايات المتحدة وإسرائيل أنشأتا قنوات لتبادل المعلومات حول موقع السنوار وغيره من كبار مسؤولي حماس، كما جاءت مساعدة كبيرة من واشنطن من خلال رادار مخترق للأرض قدمته، للمساعدة في رسم خريطة لشبكة أنفاق حماس الواسعة في جميع أنحاء القطاع.

وأكدت أنه تم استخدام المعلومات من هذا الرادار، إلى جانب المعلومات الاستخبارية التي جمعتها إسرائيل من إرهابيي حماس الذين تم أسرهم والعديد من الوثائق التي تم الاستيلاء عليها، لبناء صورة أكثر اكتمالا لشبكة الأنفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة التايمز إن تل أبيب تلقت مساعدة “لا يمكن تعويضها” من المخابرات الأمريكية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما مصلحة مشتركة في تحديد مكان كبار مسؤولي حماس وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة، خاصة وان بعضهم يحمل الجنسية الأمريكية.

وذكرت أن مطاردة السنوار مستمرة مع “عدم وجود أدلة دامغة” بشأن مكان وجوده.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين وعسكريين، قولهم إن السنوار عاش في الأسابيع الأولى من الحرب في الأنفاق الواقعة أسفل مدينة غزة، وشمال قطاع غزة، والتي كانت محور المرحلة الأولى من المناورة البرية.

وادعوا أنه خلال إحدى المداهمات في ذلك الوقت، التقط جنود الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو شوهد السنوار فيه ،وهو يهرب مع أفراد عائلته إلى مخبأ آخر في الأنفاق تحت المدينة.

ونبهت التايمز أن السنوار حرص على إبقاء أفراد عائلته إلى جانبه طوال الأشهر الستة الأولى من الحرب على الأقل، واستخدام الهواتف المحمولة والأقمار الصناعية، والتي أصبح تشغيلها ممكنًا من خلال شبكة اتصالات خلوية مثبتة في الأنفاق.

وأشارت إلى أنه تحدث بين الحين والآخر مع أعضاء في حماس في الدوحة، وتمكنت المخابرات الإسرائيلية والأمريكية من رصد بعض هذه المحادثات، لكنها لم تحدد مكان السنوار خلالها.

وقالت إن التنصت على محادثات السنوار هو في الواقع السبب وراء مطالبة وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت في المراحل الأولى من الحرب بإدخال شحنات الوقود إلى القطاع، بهدف السماح بتشغيل المولدات اللازمة لتشغيل الشبكة الخلوية في الأنفاق من العمل، وبالتالي مواصلة السنوار التحدث عبر الهاتف.

وتابعت بالقول إنه “خلال فترة التنصت على محادثات السنوار، تمكنت أجهزة المخابرات المختلفة، الصحيفة من الحصول على لمحة معينة عن حياة السنوار تحت الأرض، بما في ذلك متابعته الحميمة لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية”.

واستطردت أن “جميع أعضاء حماس المختبئين في الأنفاق، بما في ذلك السنوار، مطالبون بالنزول إلى الأرض من وقت لآخر لأسباب صحية”.

وأكدت أن الهجوم الذي وقع في خان يونس في شهر يوليو الماضي، والذي قتل فيه القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف، تم تنفيذه خلال إحدى المرات التي خرج فيها أيضاً من الأنفاق و جاء إلى السطح. وكتبت الصحيفة أن الضيف “كان كبير مستشاري السنوار، لكنه كان أقل انضباطا من رئيسه، وكان يذهب إلى الأرض بشكل أكثر روتينية، مما سمح لوكالات الاستخبارات الغربية باكتشاف موقعه”.

ووفق مسؤولين إسرائيليين فإن السنوار انتقل جنوبًا من مدينة غزة إلى خان يونس، المدينة التي ولد فيها، ومن المرجح أنه قام “برحلات روتينية” إلى رفح.

وختمت انه “في 31 يناير، داهمت القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي مجمع أنفاق واسع النطاق في خان يونس حيث كان زعيم حماس يختبئ، لكنه هرب من هناك قبل أيام قليلة، ويبدو أنه فعل ذلك على عجل إلى حد ما، لأنه ترك وراءه وثائق وكمية كبيرة من الأموال تقدر قيمتها بنحو مليون دولار، حيث تستمر مطارته منذ ذلك الحين”.

اقرأ أيضاً: غالانت يعلن حالة الطوارئ في إسرائيل لمدة 48 ساعة