دلياني: الاحتلال يحوّل مدارس غزة إلى مقابر للأحلام

قطاع غزة_مصدر الإخبارية:
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح انه في خضم تصاعد الهجمات الابادية الإسرائيلية غير المسبوقة التي تستهدف البنية التحتية المدنية في قطاع غزة، بات من الضروري القاء الضوء على موجة القصف الإسرائيلي الدموي المتعمد لمدارس تحولت إلى ملاجئ للمدنيين.
وأضاف دلياني في تصريح أنه “خلال الأشهر العشرة الماضية، تعرضت أكثر من 500 مؤسسة تعليمية فلسطينية في غزة لقصف إسرائيلي إرهابي مباشر ومدمر، ما يؤكد الطبيعة الاجرامية للضربات القاتلة التي تشنها دولة الاحتلال في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 40,000 شهيد وشهيدة، 70% منهم من الأطفال والنساء”.
وأكد دلياني على ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم إزاء هذه الجرائم، مشددًا على أن “العدوان المتكرر على مدارس ومستشفيات وجامعات غزة يشكل انتهاكًا صارخًا للأعراف والقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية”. موضحاً أن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على اعتبار المدارس منشآت مدنية، وبالتالي تستوجب حمايتها من الهجمات العسكرية. ومع ذلك، فإن جرائم الحرب الاسرائيلية الأخيرة تعكس تجاهلًا صارخًا من قبل دولة الاحتلال لهذه الأطر القانونية.
وأشار دلياني إلى أنه خلال فترة لا تتجاوز العشرة أيام في شهر آب الحالي، تعرضت خمس مدارس في مدينة غزة لقصف من قبل قوات الاحتلال، ما أدى إلى ارتقاء اكثر من 179 شهيداً وشهيدة، وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين بجروح. وأوضح أن الهجوم على مدرسة دلال المغربي في الأول من آب أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 15 شخصًا وإصابة أكثر من 29 آخرين، وهو مشهد تكرر للأسف بشدة متفاوتة في الضربات اللاحقة على مدارس حمامة، والهدى، والنصر، وحسن سلامة. كل هذه الحوادث تؤكد نمطًا ممنهجًا من إرهاب دولة الاحتلال لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة.
وأكد أن “الوضع المأساوي يتفاقم بشكل أكبر مع تحول المدارس إلى ملاجئ مؤقتة، تؤوي مئات الالاف من ابناء شعبنا الذين تم تهجيرهم قسرًا”.
وشدد على أن “استهداف المدارس بشكل متعمّد، خاصة عندما تستخدم كملاجئ، ينتهك حرمة المؤسسات التعليمية ويسلب السكان المحاصرين آخر ملاذ لهم”.
وسلط دلياني الضوء على بيانات تاريخية من الأشهر السابقة تكشف عن نمط ثابت لاستهداف ملاجئ المدارس في أنحاء قطاع غزة، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية التعليمية. وتعرضت ما يقرب من 85% من مباني المدارس في غزة لأضرار، حيث كانت الآثار الأشد تدميرًا في شمال القطاع ومدينة غزة.
وتابع أن “بيانات اليونيسيف التي ترسم صورة قاتمة: فقد زاد عدد المدارس التي تعرضت للقصف المباشر خمسة أضعاف، وتجاوز عدد الأطفال الذين استشهدوا خلال الحرب الابادية الاسرائيلية ال 16,500، مما ساهم في ارتفاع إجمالي عدد الشهداء إلى ما يقرب من 40,000. وهذه الأرقام تتناقض بشكل صارخ مع الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار، وتؤكد الحاجة الملحة لوقف فوري لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة”.
ودعا الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف حرب الابادة الاسرائيلية المستمرة في غزة ومسائلة دولة الاحتلال عن هذه الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ووضع إطار سياسي دائم لضمان سلامة وكرامة الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: الحرب على غزة: شهداء بقصف الاحتلال على حي الصبرة وبني سهيلا