استطلاع رأي: أغلب الأميركيين يعارضون إرسال قوات أميركية للدفاع عن إسرائيل
وانخفض الدعم لمثل هذه الخطوة إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد من الزمان.
للمرة الأولى في السنوات الأخيرة، تعارض أغلبية الأميركيين إرسال قوات أميركية للدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم من قبل جيرانها، وفقا لاستطلاع للرأي على الصعيد الوطني نُشر يوم الثلاثاء.
أظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية أن 55% من الأميركيين يعارضون إرسال قوات أميركية للدفاع عن إسرائيل إذا هاجمها جيرانها، في حين أيد 41% منهم ذلك. وكان الجمهوريون أكثر تأييدا لمثل هذه الخطوة، حيث قال 55% منهم إنهم يفضلون إرسال قوات، في حين قال 35% من الديمقراطيين والمستقلين نفس الشيء.
وتأتي هذه النتائج في وقت تلوح فيه تهديدات مختلفة في الأفق فوق إسرائيل، بما في ذلك الانتقام الإيراني المحتمل لاغتيال إسماعيل هنية، زعيم حماس، في طهران، فضلاً عن المناوشات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان والتي هددت بالتحول إلى حرب.
وأظهر استطلاع مجلس شيكاغو تحولا نزوليا في دعم الأميركيين لإرسال قوات أميركية للدفاع عن إسرائيل منذ الحرب في غزة ــ رغم أنه لم يكن واضحا ما إذا كان هذا التراجع مرتبطا على وجه التحديد بالصراع، الذي بدأ بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر نحو 250 منهم رهائن.
إن نسبة الأميركيين الذين يؤيدون إرسال قوات أميركية للدفاع عن إسرائيل إذا هاجمها جيرانها (41%) هي الأدنى منذ بدأ مجلس شيكاغو في طرح هذا السؤال في عام 2010. ففي ذلك العام، قال 47% من الأميركيين إنهم يؤيدون إرسال قوات أميركية؛ وفي عام 2012، أيدها 49%، وفي عام 2014، أيدها 45%. وفي أعوام 2015 و2018 و2021، أيد 53% من الأميركيين مثل هذه الخطة.
لقد أعادت الولايات المتحدة نشر أصولها العسكرية في الشرق الأوسط وأوروبا في الأيام الأخيرة استعدادا لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي رد إيراني محتمل. فعندما أطلقت إيران وابلا من الصواريخ تجاه إسرائيل في أبريل/نيسان في سلسلة أخرى من الهجمات المتبادلة، كان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هو الذي ساعد إسرائيل في صد القصف (كان الهجوم الإيراني ردا على ضربة إسرائيلية على مجمع دبلوماسي إيراني في سوريا.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس شيكاغو أن 56% من الأميركيين يعارضون استخدام القوات الأميركية إذا هاجمت إيران إسرائيل، بينما أيد 42% استخدام القوات في هذا الوضع.
على الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة تصفان نفسيهما في كثير من الأحيان بأنهما أقرب حليف وأعز صديق، إلا أن البلدين ليس لديهما اتفاق رسمي يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل، أو العكس.
لم يتم طرح فكرة استخدام القوات الأميركية على الأرض للدفاع عن إسرائيل ضد عدو بشكل جدي مؤخرًا، لكنها مع ذلك مسألة حساسة بالنسبة للجمهور الأميركي. عندما بنت الولايات المتحدة رصيفًا قبالة ساحل قطاع غزة في محاولة فاشلة إلى حد كبير لإيصال المزيد من المساعدات إلى الجيب المحاصر، أوضحت إدارة بايدن أن “أي قوات أميركية لن تكون على الأرض في غزة كجزء من العملية”.
وتتوافق هذه النتائج مع استطلاعات رأي أخرى أظهرت أن الرأي العام الأميركي يبدو وكأنه يشعر بالاستياء من إسرائيل في خضم الحرب في غزة، والتي أسفرت عن مقتل 39653 فلسطينياً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. ولا تميز الوزارة بين المدنيين والمقاتلين، ولكنها تقول إن أغلب القتلى من النساء والأطفال.
في شهر مارس/آذار، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب أن أغلب الأميركيين لا يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي، حيث أبدى 55% منهم عدم موافقتهم عليه، بينما أبدى 36% موافقتهم عليه. وفي أواخر العام الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب أن نسبة التأييد بين الأميركيين للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة أعلى من ذلك ـ 50%.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل وحماس، عبر وسطاء من بينهم الولايات المتحدة وقطر، اقتربتا في الأسابيع الأخيرة من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب ويعيد الرهائن، أحياء وأمواتاً، الذين ما زالوا محتجزين في غزة. ولكن الاتفاق لم يتم التوصل إليه، ومن المرجح أن يؤدي مقتل هنية إلى إخراج المفاوضات عن مسارها.