أطباء في غزة يتطلعون لفحص آلاف الأطفال للكشف عن حالات سوء التغذية

وتتمركز أسوأ حالات الجوع الشديد في الشمال حتى الآن، حيث حذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في مارس آذار.

رويترز – مصدر الإخبارية

قال مسعفون في غزة يوم الاثنين إنهم يعملون على زيادة معدلات فحص الأطفال للكشف عن الحالات التي تعاني من سوء التغذية الحاد وسط مخاوف من انتشار الجوع مع فرار السكان إلى مناطق جديدة.

وقال معمر سعيد، أحد أطباء الهيئة الطبية الدولية وهي جماعة إغاثية، لرويترز عبر الهاتف إن الهيئة وشركاءها يتطلعون للكشف على أكثر من 200 ألف طفل دون سن الخامسة في إطار حملة طبية تهدف للبحث عن الحالات وتقديم العلاج لها.

وأضاف “مع عمليات النزوح، تستقر الجماعات في مواقع جديدة لا تتوفر فيها المياه النظيفة أو لا تتوفر فيها فرص الحصول على ما يكفي من غذاء… نخشى أن يكون هناك المزيد من الحالات المفقودة”.

وتوافدت عائلات مطلع هذا الأسبوع بالفعل صوب عيادة تابعة للهيئة الطبية الدولية في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة، والتي افتتحتها الهيئة بعد أن قالت إنها اضطرت إلى إغلاق مركزين في مدينة رفح جنوب القطاع بسبب عدم استتباب الأمن.

وقالت رغدة إبراهيم قشطة، وهي مسؤولة تغذية، لرويترز بينما كانت تحمل الطفلة جنى عياد إن الطفلة البالغة من العمر خمس سنوات كان وزنها تسعة كيلوجرامات فقط عندما وصلت وكانت تعاني من الإسهال والقيء.

وقالت نسمة عياد، والدة جنى، وهي تجلس بجوار السرير “كانت بنتي بتموت قدامي… أنا ما عرفتش إيش أسوي”.

وقال مسعفون إن جنى بدأت تكتسب بعض الوزن بعد أن تلقت العلاج لكنها لا تزال نحيفة للغاية ويتجلى ذلك في ضلوعها البارزة وهي مستلقية.

ويمكن للمسعفين قياس مستويات التغذية عن طريق قياس محيط أذرع الطفل. وخلال زيارة قصيرة لمصور من رويترز، ظهر قياسان على الأقل في النطاق الأصفر، مما يشير إلى خطر سوء التغذية. وتشير بيانات الهيئة إلى أن أكثر الفئات عرضة لسوء التغذية حتى الآن هم الرضع والأطفال تحت سن العامين.

وتقول مجموعة من وكالات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة إن تقديراتها تشير إلى أن نحو سبعة بالمئة من أطفال غزة قد يكونوا يعانون من سوء التغذية الحاد، مقارنة مع 0.8 بالمئة قبل بدء الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وتتمركز أسوأ حالات الجوع الشديد في الشمال حتى الآن، حيث حذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في مارس آذار.

لكن عمال الإغاثة يخشون من انتشار سوء التغذية إلى المناطق الوسطى والجنوبية في غزة بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية في رفح والتي أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص وتقييد تدفق الإمدادات عبر المعابر الجنوبية.

وتقول إسرائيل إنها عززت جهودها لتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة وتتهم وكالات الإغاثة الدولية بالتسبب في مشكلات التوزيع داخل القطاع.