الوثيقة التي وصلت إلى المستوى السياسي: هزيمة حماس الكاملة – ثم إعادة إعمار غزة

"من نظام قاتل إلى مجتمع معتدل" - وثيقة كتبها 4 أكاديميين إسرائيليين وراجعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية ومجلس الوزراء الحربي تنص على أن هناك حاجة إلى "هزيمة كاملة" لحماس تمهيدا لبناء مجتمع مسالم في غزة.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطا أحمر واضحا للفريق المفاوض، وهو أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب، لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن إنهاء الحرب في الجنوب، مع الأخذ في الاعتبار التهديدات من الساحة الإيرانية، وكذلك إن التحدي الحاد في الشمال يصب في مصلحة إسرائيل. ومن المناسب دراسة هذه التوجهات المتضادة في ضوء وثيقة استثنائية قام بتجميعها وتوزيعها مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين قبل نحو أربعة أشهر. وصلت الوثيقة إلى مجلس الأمن القومي وأعضاء مجلس وزراء الحرب، وتفاصيلها عرضت بشكل مبدئي في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وعنوانها “من نظام قاتل إلى مجتمع معتدل: التحول وإعادة تأهيل غزة بعد حماس”.

مؤلفوها هم البروفيسور داني أورباخ (مؤرخ عسكري، الجامعة العبرية)، البروفيسور نيتا باراك كورن (كلية الحقوق ومركز فيدرمان لدراسة العقلانية العبرية)، الدكتور ناثانيال (ناتي) بالمر (قسم دراسات الشرق الأوسط، في بار إيلان) والدكتور هاريل حوريب (مركز موشيه ديان لدراسة الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب). تتناول الوثيقة مسألة الأسئلة: كيف يمكن لمجتمع غزة أن يصبح جارة حميدة لدولة إسرائيل. وتفترض الوثيقة، التي كُتبت في شهر فبراير/شباط الماضي، أن النصر – على الأقل بمعنى منع عودة حماس وإلحاق الضرر بإسرائيل – يتطلب “إعادة تأهيل وتحويل أمة كانت تقودها أيديولوجية قاتلة، وتنمية مؤسسات مستقرة وحكومة مستقرة فيها”. الثقافة العربية التي لا تثقف على الجهاد وتتصالح مع وجود دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي”.

استنتاجاتهم استفزازية. أولاً، هناك حاجة إلى “هزيمة كاملة” لحماس. ما هي الهزيمة الكاملة؟ وبحسب رأيهم، احتلال الأراضي الفلسطينية في غزة (لفترة زمنية غير محدودة)، و”محاكمة علنية لكبار مسؤولي حماس”، على حد تعبير باراك كورين. يقول الدكتور بالمر: “موقفي هو أن يشعر الفلسطيني العادي بالهزيمة. عليه أن يشعر أن المسار الذي سلكوه حتى الآن، ولنقل التعليم، غير ناجح. رأيي هو أنه كان ينبغي إعلان كامل المنطقة الشمالية من غزة منطقة إسرائيلية، بكل المقاصد والأغراض”. هذا هو موقفه، وليس توصية الوثيقة.

ويتفق الجميع على أن هزيمة حماس أمر ضروري. يقول المؤلفون: “إن عملية إعادة التأهيل تحت النيران محكوم عليها بالفشل”. ولكي تنجح عملية إعادة الإعمار، لا بد من وضع “منظور إيجابي للأمة المهزومة، مشروط بتحقيق أهداف ملموسة وقابلة للقياس”، واقتراح إنشاء “كيان فلسطيني يتمتع بالحكم الذاتي”.

واقترح المؤلفون (في شهر فبراير) إنشاء آلية فعالة للتعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة على الفور. وكتبوا أنه “يجب تحقيق السيطرة في أسرع وقت ممكن في التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة لمنع المزيد من التدهور وحرمان حماس من إحدى أهم قواعد التجنيد في الدعوة”.

لكن أولئك الذين لديهم انطباع بأن هذه هي وثيقة حزيران/يونيو، خطة السلام، لم يفهموا الاتجاه. وكتبوا أن “الاستقلال السياسي لهذا الكيان يجب أن يعتمد على شروط صارمة، على رأسها التربية على السلام، ونبذ العنف والإرهاب، والفعالية الأمنية والإدارية، حتى لو كانت إسرائيل لا ترغب في حكم غزة وتفضل إنشاء كيان آخر”. حكومة مدنية في القطاع، فإن خيار الحكم العسكري الإسرائيلي يجب أن يطفو في الخلفية”.