شبح المجاعة يُخيّم ظلاله مجدداً على شمال غزة

خاص- مصدر الإخبارية

تتمعن إسرائيل بتفاقم المعاناة في قطاع غزة، إذ يعاني سكان محافظتي غزة والشمال من شُح المواد الأساسية والعودة إلى المجاعة مرة أُخرى.

ويمنع الاحتلال دخول السلع الأساسية منذ أكثر من شهر، سواء بضائع التجار والمساعدات، بعد أن سمح بدخول السلع لفترة محدودة، بعد مجاعة دامت أشهر.

شح في المستلزمات

يُوكّد الشاب مجدي منصور أنّ الأسواق باتت شبه خالية من السلع الأساسية وإن عثرنا على بعضها فأسعارها جنونية، ولا يوجد سوى المعلبات القليلة”.

ويقول منصور ل”شبكة مصدر الإخبارية”: “يجب إدخال المستلزمات إلى شمال غزة قبل أن نعيش المجاعة مجددًا، والناس بدأت تعاني من شح المستلزمات”.

ويُعبر العشريني عن تخوفه من المجاعة التي بدأت تحل على السكان خاصة على الأطفال الصغار الذين عاشوا مجاعة كارثية أدت لوفاة البعض منهم.

ويضيف: “يكفينا الخوف والقصف والدمار والتهجير من منطقة لمنطقة، صبرنا عليهم كلهم أما الجوع صعب علينا”.

لا بضائع في الأسواق

عن ذلك، تقول هبة الفران: “من جديد عادت المجاعة إلى شمال غزة، حيث لا يوجد في الأسواق خضروات ولا فواكه ولا لحوم ولا دجاج، وبدأت الأصناف القليلة المتبقية بالنفاد”.

وتشير إلى أنّ منذ أكثر من أسبوعين لا يدخل إلى شمال القطاع سوى القليل من المساعدات الطحين والمعلبات”، والتي لا تكفي لكل السكان.

وتضيف الفران ل”مصدر الإخبارية” “مش عارفين كيف حنعيش مجاعة كمان مرة، عنا كبار سن مرضى وأطفال متخوفين من حدوث مجاعة حقيقية”.

وتُطالب بإدخال المستلزمات الأساسية إلى شمال القطاع بشكل فوري، قبل أن تحدث المجاعة ونخسر أرواحٍ بشرية.

مازال شمال قطاع غزة يعاني مؤشرات المجاعة بشكل واضح، جراء استخدم الاحتلال لأسلوب التجويع كأداة حرب ضد سكان قطاع غزة بشكل عام، وشمال القطاع بشكل خاص، وذلك من خلال إغلاق المعابر وإطباق الحصار وقطع الإمدادات الغذائية والسلع الأساسية والمياه والدواء والكهرباء، وفقًا لرئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف.

يقول معروف ل”شبكة مصدر الإخبارية” إن العديد من المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها برنامج الغذاء العالمي ومنسق الشئون الإنسانية حذرت من تعرض سكان محافظتي غزة وشمال غزة لمجاعة حقيقية، قبل أسابيع عندما اشتدّت حرب التجويع وتجلت صورها في حينه من خلال لجوء المواطنين لطحن الأعلاف وحبوب الحيوانات لسد جوعهم وإطعام أطفالهم، وبدأت تتوالى المطالبات الدولية والتصريحات الأمريكية الداعية لضرورة إدخال المساعدات وإنقاذ الشمال من مجاعة محققة.

ويردف أن كعادته قام الاحتلال بالالتفاف على هذه المطالب، حيث عمل على كسر حدة المجاعة مؤقتا وتأخير وقوعها والسعي لتجميل صورته عبر تسهيلات سطحية وغير حقيقية بإدخال بعض شحنات المساعدات وغالبيتها محملة بالطحين، وتم فتح عدد محدود من المخابز باشراف برنامج الغذاء العالمي.

ويتابع أن بناءً على تلك التسهيلات الوهمية اختفت المطالبات الأممية والتحذيرات الدولية من المجاعة، وكأنّ أسبابها انتهت ولم تعد قائمة، رغم أن الاحتلال منذ شهر يمنع إدخال السلع الأساسية مثل: السكر والزيوت والحليب والقمح والفواكه واللحوم والبيض وغيرها، كما يقنن دخول الخضروات بكميات يجعلها باهظة الثمن ولا يستطيع غالبية المواطنين شراءها.

ويشير إلى أنّ هذا الواقع يشي بأن وقوع المجاعة في شمال القطاع بات أمرًا محققًا، ومؤشرات سوء التغذية التي ظهرت على جميع سكان شمال القطاع، أحد دلائل وقوعها وذلك نظرًا لعدم توفر مصادر الغذاء وفقما يحتاج الإنسان الطبيعي من كميات ونوعيات.

ودعا معروف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك العاجل لوقف حرب التجويع، وإدخال احتياجات المواطنين في شمال غزة، مع تأكيدنا بأن كل حديث عن تسهيلات وزيادة أعداد شاحنات المساعدات هو ذر للرماد في العيون وتزييف للواقع، وقد أوضحنا ذلك سابقا بكشف أعداد ونوعيات شاحنات المساعدات التي دخلت شمال غزة، وكيف أنها بلغت طوال شهر كامل ٤١٩ شاحنة فقط.

اقرأ/ي أيضاً: الأمم المتحدة: دخول المساعدات براً هو المسار الأسرع لتجنب المجاعة في قطاع غزة