بعد قرار محكمة لاهاي: المحادثات مستمرة حول فتح معبر رفح
السلطة الفلسطينية تجري مباحثات متأنية مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بشأن الإدارة الفلسطينية الرسمية للمعابر إلى قطاع غزة مع إمكانية حضور طرف ثالث، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العربية.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
أكد مسؤول فلسطيني رفيع، أمس (السبت)، أن السلطة الفلسطينية تجري مباحثات متأنية مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بشأن الإدارة الفلسطينية الرسمية للمعابر إلى قطاع غزة مع إمكانية حضور طرف ثالث، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العربية.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هذه المباحثات تتناول بشكل أساسي فتح معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح، بالإضافة إلى معابر شمال قطاع غزة، بهدف تسهيل مرور الأشخاص ودخول البضائع. والمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأشار المصدر الفلسطيني إلى أن هناك عدة مقترحات بشأن تفعيل معبر رفح، لكن لم يتم قبول أي منها حتى الآن. ووفقا له، فإن أحد المطالب الرئيسية للمصريين والفلسطينيين هو الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي من معبر رفح ومحيطه، ولكن لم يتم تحديد موعد متفق عليه لذلك بعد.
وأضاف المصدر أن هناك تفاهمات معينة بين البلدين بشأن تمركز عناصر السلطة الفلسطينية على معبر كرم أبو سالم لغرض دخول شاحنات المساعدات الإنسانية وتبادل البضائع. وخلص المسؤول الفلسطيني إلى أنه من المتوقع أن تستمر هذه المباحثات في المستقبل القريب، من أجل ضمان التوصل إلى اتفاق مستقر يسمح للمعابر بالعمل بشكل كامل.
وأضاف أن النقاش يجري بشكل دقيق ومفصل حول إعادة تفعيل اتفاقية المعابر الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 2005، والتي تتضمن تفاصيل متعلقة بعمل معابر غزة.
جرى توقيع اتفاقية المعابر في 15 نوفمبر تشرين الثاني 2005 بوساطة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في أغسطس آب من ذلك العام، بهدف تنظيم الحركة والوصول إلى القطاع وتعزيز حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين وتسهيل التجارة وتنمية الاقتصاد الفلسطيني.
وتتضمن الاتفاقية عدة بنود من بينها أن يكون معبر رفح بإدارة فلسطينية مصرية وبإشراف طرف ثالث وهو الاتحاد الأوروبي، على أن يكون المبعوث الأميركي مراقبا على التنفيذ، وكذلك معبر كرم أبو سالم المخصص لنقل البضائع من الضفة وإسرائيل إلى غزة وخروجها من القطاع أيضا.
كانت الرئاسة الفلسطينية قالت أمس الجمعة إنه على ضوء الاتصالات الرسمية التي جرت مع مصر، فقد تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم بشكل مؤقت، وذلك إلى حين الاتفاق على تشغيل الجانب الفلسطيني الرسمي لمعبر رفح.
وتزامن بيان الرئاسة الفلسطينية مع الاتصال الذي جرى بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي جو بايدن الجمعة، والذي أعلنت القاهرة بعده عن تحويل المساعدات الإغاثية لتدخل عبر كرم أبو سالم بدلا من معبر رفح مؤقتا.
وتعكس النقاشات الجارية حول المعابر الفلسطينية مدى تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في قطاع غزة، والحاجة إلى توافق دولي وإقليمي لضمان إدارة فعالة لهذه المعابر.
وتوقع المصدر أن تستمر هذه النقاشات في المستقبل القريب، مع التركيز على ضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من المعابر وتحقيق اتفاق مستدام يضمن عملها دون تعطيل.
وفي إطار النقاشات، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه إذا فتحت مصر معبر رفح “فإن إسرائيل لن تعارض هذه الخطوة، بل إنها مستعدة لسحب قواتها من المعبر وفقا للاعتبارات العملياتية والسياسية”.
وعلى خلفية مطالبة محكمة العدل الدولية في لاهاي بوقف العملية العسكرية في رفح، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الليلة الماضية مع الوزير بيني غانتس، وكرر موقف الأميركيين والرئيس الأميركي جو بايدن بشأن كما ناقش الجانبان أهمية إنهاء المحادثات بشأن فتح معبر رفح في أسرع وقت ممكن.