معهد إسرائيلي للدراسات: تحالف دفاعي إقليمي ضد إيران بقيادة واشنطن – أحلام منكرة

إن معظم الافتراضات التي تقوم عليها الخطة الأميركية لتحالف دفاعي إقليمي خاطئة، ومعظم تصرفات واشنطن لا تخدم الهدف.

معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي – مصدر الإخبارية

ترجمة مصدر الإخبارية

ترى الإدارة الأمريكية الحالية في الحرب في غزة فرصة لإنشاء تحالف إقليمي ضد إيران من أجل زيادة الاستقرار في الشرق الأوسط ومنع التصعيد إلى حرب إقليمية. ومن وجهة نظرها، ستوقع المملكة العربية السعودية تحالفًا دفاعيًا مع الولايات المتحدة الولايات المتحدة والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهو الإجراء الذي سيفتح الطريق أمام المزيد من الدول الإسلامية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. هذه هي الحلوى بالنسبة لتل أبيب التي سيتعين عليها الالتزام بالطريق نحو إقامة دولة فلسطينية وسيتعين على الفلسطينيين إجراء تصحيحات كبيرة في نظامهم السياسي. وسيُطلب من إسرائيل أيضًا مساعدة إدارة بايدن على تمرير خطة التحالف الدفاعي، وخاصة المكون السعودي، في مجلس الشيوخ. وتتطلب موافقة مجلس الشيوخ أغلبية الثلثين، الأمر الذي يتطلب إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. ومن وجهة نظر إدارة بايدن فإن هذا هو السبيل لمنع إيران من الاستمرار في السيطرة على قطاع غزة.

ولكن من المؤسف أن الافتراضات التي تقوم عليها هذه الخطة الأميركية خاطئة، ومعظم تصرفات واشنطن لا تخدم الغرض.

يعتمد كل تحالف دفاعي على قدرة الردع التي يتمتع بها قائد التحالف. وكما رأينا خلال الحرب في غزة، لم تتمكن الولايات المتحدة، على الرغم من كل قوتها، من ردع إيران عن استخدام وكلائها ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، كما شن حزب الله حرب استنزاف ضد حليف الولايات المتحدة، إسرائيل ولم تتراجع حتى بعد عدة هجمات أمريكية محدودة، علاوة على ذلك، وعلى الرغم من التحذيرات الرئاسية، هاجمت إيران إسرائيل مباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار. وفي غياب الاستعداد الأميركي لمواجهة عسكرية مع إيران، وهو إجراء ضروري للحفاظ على الردع، فإن التحالف الدفاعي الذي يحاول بايدن تأسيسه مبني على الاستسلام. ويبدو أن الدول العربية غير مقتنعة بأن الولايات المتحدة ستهب للدفاع عنها في حال تعرضها لعدوان إيراني، كما يشير مفكرو الحلف.

ورغم أن الرئيس بايدن رأى في البداية أن الحرب ضد حماس هي صراع الثقافة الغربية ضد الشر، إلا أن ذوقه تغير خلال الحرب. إن الاعتبارات الانتخابية والدوافع الأيديولوجية لثقافة “WOKE” في الحزب الديمقراطي أدت إلى سياسة تهدف إلى تقييد خطوات إسرائيل ومنع هزيمة حماس، وهي منظمة إسلامية معادية للثقافة الغربية والولايات المتحدة. ومن المؤكد أن المحاولة الأمريكية لوقف الحرب لا تفعل ذلك أضف إلى ذلك الثقة الهشة للدول العربية المعتدلة في الولايات المتحدة، المهتمة بانتصار إسرائيلي. وفي الثقافة السياسية في الشرق الأوسط، حيث يشكل استخدام القوة جزءاً من أدوات الدولة، فإن الخوف من التصعيد والحاجة المحتملة إلى مواجهة إيران من شأنه أن يلحق الضرر بصورة الولايات المتحدة كحليف مرغوب فيه فضلاً عن ذلك فإن الضغوط الأميركية على إسرائيل لا تفعل ذلك تقديم الدعم القوي للحلفاء في أوقات الحرب.

كما أن الهوس الأميركي بمسألة الدولة الفلسطينية لا يخدم بناء التحالف، خاصة إذا بقيت حماس جزءاً من النظام السياسي الفلسطيني. إن حماس، حليفة إيران، لديها فرصة جيدة للسيطرة على الدولة التي يرغب الأميركيون في تأسيسها كجزء من تحالف مناهض لإيران. هذه البلاد ستكون حصان طروادة. علاوة على ذلك، فإن فرصة حدوث تغيير جذري في السياسة الفلسطينية نحو إنشاء كيان سياسي يحتكر استخدام القوة وغياب الجماعات المسلحة، ضئيلة. هل يمكن أن تكون الدولة الفلسطينية مختلفة عن العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن، وكلها في حرب أهلية؟! هل يمكن للدولة الفلسطينية في جيلنا أن تتحرر من اتهامات الكراهية لليهود وإسرائيل؟! وفي هذا الموضوع ينخدع الأميركيون بأوهام خطيرة.

تحتاج واشنطن إلى مباركة إسرائيل لتأمين الأغلبية اللازمة في مجلس الشيوخ (الثلثين) للتحالف الدفاعي والصفقة التي يريدها السعوديون. ويشمل نقل تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم على أراضي المملكة مثل إيران. وإذا حدث هذا فإن سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط سوف يحتد، وسوف تلعب تركيا ومصر أيضاً دوراً في هذا السباق، وهو ما يتعارض بطبيعة الحال مع المصلحة الأميركية القائمة منذ فترة طويلة في الحد من الانتشار النووي، والتي لا ينبغي لإسرائيل أن ترد عليها بكل تأكيد الطلب الأميركي تقديم دعمه لإمكانية تحويل الشرق الأوسط إلى نظام نووي متعدد الأقطاب. وهذا كابوس استراتيجي بالنسبة لها، حتى لو كانت المكافأة عبارة عن علم سعودي في تل أبيب.

ولسوء الحظ، فإننا نشهد سياسة خارجية مشوشة لزعيم العالم الحر.