“عذبوني بالدواء”.. الطفل نمر النمر يروي تفاصيل مرّوعة حول اعتقاله وتعذيبه

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“كانوا يعذبوني بالدواء، لما كنت أطلب حبة الدواء بطلبها بمذلة، المستوطنين يجيبوا أولادهم الصغار ويتبولوا علينا، ويطبلوا على باب السجن ونطلع عليهم يبزقون بوجوهنا، ويكهربونا، يجيبوا كلاب ليل نهار ويصيروا يعووّا وينهشوا بالمساجين ويخرمشوا فيهم”، هذا ما عاشه الطفل نمر سعدي النمر فترة اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقبل اعتقاله خرج الطفل نمر “12 عامًا”، للحصول على مساعدات إنسانية التي تم إسقاطها جويًا شمال قطاع غزة، لكن جيش الاحتلال أطلق عليه الرصاص الحي.

ويقص الطفل نمر ل”شبكة مصدر الإخبارية” تفاصيل إصابته واعتقاله وتعذيبه عقب إصابته بخمس رصاصات أثناء الركض وراء صناديق المساعدات المتساقطة من السماء في بيت حانون شمال القطاع.

ويضيف: “قبل ما الجيش يعتقلني كنت أجري مع الناس خلف صناديق المساعدات بس صار إطلاق نار وقعت على الأرض والدم صار ينزف من بطني وقدمي”.

ويردف: “بعد شوي أجاني الجيش اليهود وهم بطخوا ولما وصلوا صار الجندي يحكيلي يلا قوم وما قدرت، فقام بضربي بالبسطار على رجلي وخصري وعلى رأسي على إثرها وقدت الوعي تمامًا”.

وعند عودته للوعي وجد نفسه على أحد الأسرة مع معتقلين آخرين يئنون من الألم، وخضع للعلاج لثلاثة أيام ثم نقل إلى معسكر اعتقال قرب “زكيم” شمال غزة.

وعبر عن شعوره بالألم، متسائلًا: “كيف ياخدوني هيك، والعالم التاني ما بعيشوا متلنا وعايشين الحياة الطبيعية”.

ويشير نمر الذي تظهر عليه ملامح التعب الشديد، إلى أنّ امتدت فترة اعتقاله لأسبوعين إذ تعرض خلالها جميع أنواع التعذيب والتنكيل والترويع”.

ويكمل قوله: “خلال وجودي في السجن كنت أتوجع وأنقهر كل يوم على حالي، أنا شو ذنبي وشو دخلني يطلق عليا طلق متفجر”.

وبحسرة يلفت النمر إلى أنّه أُصيب في قدمه مما أدت لقطع أوتار الشرايين، بالإضافة إلى ظهره وبطنه”.

ويستذكر الطفل المُعيل لعائلته: “كنت دايمًا كل ما أصحى تقولي أختي تروح تجيب ننة؟ يعني تجيب أكل إلنا، وكنت لما أروح تجري تفتح الباب وتحضني وتسألني جبت جاجة وننة، كنت أعطيها حبة البندورة تاكلها وكنت أطلع أجيب كل اشي بدهم إياه”.

“وبيوم من الأيام طلعت وطخوني اليهود وأخذوني، دايما كنت أفكر بأختي وهي بتاكل ومين بيروح يجيبلها أكل، صعب الوضع عنا كتير”، يقول نمر.

وينوه إلى أنّ “بعد يومين من اعتقاله تم انتقالي إلى زنزانة أرضيتها من الحصى وفي مسجل صوته مرتفع ظل طول الليل شغال، والصبح أتحول للتحقيق وأنا مش نائم وبعاني من الوجع الشديد”.

“في غرفة التحقيق ظل الضابط يسألني عن قرايبي وجيرانا ومين المقاومة ووين الأنفاق وأنا برد عليه ما بعرف أنا طفل، وهو يحكيلي كذاب وهددني بالقتل إن ما حكيت الحقيقة”، يقول نمر.

وتوعد الطفل نمر الجندي الإسرائيلي قائلًا: “بدي أردلو إياها زي ما خبطني إياه بستنى أكبر ولما أكبر بدي أردلو إياها وأدعس على رأسه زي ما دعس على رأسي وأطخه مثل ما طخني”.

اقرأ/ي أيضًا: سفيان أبو صلاح.. اعتقل بقدمين وأُفرج عنه بقدمٍ واحدة