سفيان أبو صلاح.. اعتقل بقدمين وأُفرج عنه بقدمٍ واحدة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

لم يُفرق جيش الاحتلال الإسرائيلي في وحشيته وعنجيهته في إبادة المدنيين في قطاع غزة، بين رجل أو طفل أو جريح، إذ لم يرحم الجيش الأسير سفيان أبو صلاح الذي أصيب من رصاصه في قدمه خلال فترة اعتقاله.

أفرج الاحتلال عن أبو صلاح بقدمٍ واحدة، فكان قبل اعتقاله يسير على قدميه الاثنتين ولم يُشكي منها من أي أمراض.

يسرد أبو صلاح لـ”شبكة مصدر الإخبارية“: “الجنود اعتقلوني على قدمين وأعادوني بواحدة، وإصابتي كانت بس من الضرب والتعذيب منهم”.

ويُضيف: “ما كان فيا شيئ وكنت أمشي 100 بالمية من الضرب والتكسير هناك رجلي بترت من المضاعفات بس كان فيها التهاب جرح بسيط وطلبت من الجيش يدخلوني المستشفى ورفضوا كان يماطلوا فيا بكرا كل يوم بكرا”.

وبسبب مماطلة جنود الاحتلال تعرضت قدم سفيان للالتهاب وانتشرت الغرغرينا فيها واقتربت أن تنبتر، وعلى إثرها انتقل إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية.

“في طريقي إلى المستشفى ضربوني وكسروني وبعدها أخدوني على سجون عسكرية كلها مردوانات وبركسات كبيرة” يقول سفيان.

ووصف أيام اعتقاله بالقول: “هناك بدأ العذاب واليوم بسنة، وخسرت وزني من 80 كيلو إلى 50”.

ويُشير إلى أنّه اعتقل لمدة 50 يومًا كأنهم 50 عامًا، وخلال فترة اعتقال تعرض لشتى أنواع العذاب والتنكيل داخل سجون الاحتلال.

وما تعرض له سفيان أبو صلاح يتعرض له الأسرى الفلسطينيين كافة، الذين اعتقلوا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأطلق الاحتلال سراح عشرات الأسرى من مناطق غزة وشمال القطاع إلى جنوبي القطاع بشكل أسبوعي، مما كشف عن حجم التعذيب والتنكيل الذين تعرضوا له.

وفي وقت سابق، كشف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني خاص بأسرى قطاع غزة، عن فظائع ومخالفات قانونية وغير إنسانية ترتكب بحق المعتقلين من غزة، أدت لبتر أطراف بعضهم بسبب تكبيلهم بالأصفاد طوال الوقت، إضافة لإرغامهم على استخدام الحفاضات بدلًا من قضاء حوائجهم.

وقال الطبيب لوزير الجيش يؤاف غالانت، ووزير الصحة، والمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، إن أساليب قاسية تستخدم بحق الأسرى من غزة، خاصة في المعتقلات الميدانية.

وأشار إلى أنه في الأسبوع الأخير فقط، خضع معتقلان لبتر ساقيهما بسبب إصابة بدأت من تكبيل أيديهم، مردفًا: “لسوء الحظ هذا أصبح حدث روتيني”.

وروى أنه يتم تغذية الأسرى داخل المستشفى الميداني بطرق مسيئة، ويرغم المعتقلون على التغوط في حفاضات، ويستمر تكبيل أيديهم طوال الوقت، وهي ظواهر تتعارض مع المعايير الطبية والقانونية.

وتابع أنه “منذ الأيام الأولى لتشغيل المستشفى الميداني، وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة”، محذرًا من أن “خصائص أنشطة المستشفى لا تتوافق مع أي من الأقسام المتعلقة بالصحة، وفق قوانين اعتقال المقاتلين غير الشرعيين، حيث لا يتلقى المستشفى إمدادات منتظمة من الأدوية والمعدات الطبية”.

ولفت إلى أن جميع مرضاه مكبلون من أطرافهم الأربعة بغض النظر عن مدى خطورتهم، ويتم تغطية أعينهم ويتم إطعامهم بطرق مسيئة، وأن المرضى الصغار والأصحاء يفقدون الوزن بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من العلاج.

ولفت الطبيب الإسرائيلي إلى أنه يتم تقييد أيدي المعتقلين في المستشفى الميداني طوال ساعات اليوم ويجبرون أن يبقون معصوبي الأعين، وأكثر من نصف المرضى فيه موجودون بسبب الإصابة التي تطورت أثناء الاعتقال بسبب الأغلال التي تبقى في أيديهم لوقت طويل، ما يسبب لهم إصابات خطيرة تتطلب تدخلات جراحية متكررة.