الفيتو الأمريكي يمنع مجلس الامن من الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية

منعت الولايات المتحدة يوم الخميس الأمم المتحدة فعليا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحرمان السلطة الفلسطينية من العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.
وتقول الولايات المتحدة إنه ينبغي إقامة دولة فلسطينية مستقلة من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وليس من خلال تحرك للأمم المتحدة.
واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا بقبول “دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة”. وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت، بينما صوت باقي أعضاء المجلس الـ 12 بنعم.
يعتبر الفلسطينيون حاليا دولة مراقبة غير عضو، وهو اعتراف فعلي بالدولة الذي منحته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012. لكن طلب الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن وبعد ذلك مرتين على الأقل. – ثلثي الجمعية العمومية.
وتأتي المساعي الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بعد ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
أدانت الرئاسة الفلسطينية، مساء اليوم الخميس، وبأشد العبارات، استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن “الفيتو” الأميركي غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث تعترف أغلبية دول العالم بدولة فلسطينية وذلك منذ عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى وضع الدولة المراقب.
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إن استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يدل على نفاق الإدارة الأميركية ونفاقها وموقفها العدواني من الشعب الفلسطيني، ويناقض إدعاءاتها بدعم حل الدولتين.
وأكد فتوح في بيان صدر عن المجلس، الليلة، إن الإدارة الأميركية تثبت أنها شريكة للاحتلال الإسرائيلي، وحجر عثرة في طريق حل القضية الفلسطينية وزوال الاحتلال، وتؤكد دومًا وفي جميع المناسبات موقفها الداعم والحامي لجرائم الاحتلال وتحديها لإرادة المجتمع الدولي الذي يرحب ويدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للمجلس في وقت سابق يوم الخميس إن “التصعيد الأخير يزيد من أهمية دعم الجهود بحسن نية لإيجاد سلام دائم بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة بالكامل وقابلة للحياة وذات سيادة”.
وقال إن “الفشل في إحراز تقدم نحو حل الدولتين لن يؤدي إلا إلى زيادة التقلبات والمخاطر بالنسبة لمئات الملايين من الناس في جميع أنحاء المنطقة، الذين سيواصلون العيش في ظل التهديد المستمر بالعنف”.
وقال سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن الفلسطينيين فشلوا في استيفاء المعايير اللازمة ليصبحوا عضوا كاملا في الأمم المتحدة، والتي حددها على النحو التالي: سكان دائمون، وأرض محددة، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع دول أخرى.
وتساءل “على من سيصوت المجلس على الاعتراف ومنح العضوية الكاملة؟ حماس في غزة؟ الجهاد الإسلامي الفلسطيني في نابلس؟ من؟.
وقال إن منح العضوية الكاملة في الأمم المتحدة للفلسطينيين “لن يكون له أي تأثير إيجابي على أي طرف، ولن يؤدي إلا إلى الدمار لسنوات قادمة، وسيضر بأي فرصة للحوار في المستقبل”.
لقد أيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ فترة طويلة رؤية قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها. ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وكان زياد أبو عمرو، المبعوث الخاص لعباس، سأل الولايات المتحدة في وقت سابق: “كيف يمكن أن يضر هذا بآفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكيف يمكن لهذا الاعتراف وهذه العضوية أن تضر بالسلام والأمن الدوليين؟”
وقال لمجلس الأمن “إن أولئك الذين يحاولون تعطيل وعرقلة تبني مثل هذا القرار… لا يساعدون آفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وآفاق السلام في الشرق الأوسط بشكل عام”.
وقال أبو عمرو إن العضوية الفلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة ليست بديلا لمفاوضات سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين وحل القضايا العالقة، مضيفا: “لكن هذا القرار سيمنح الأمل للشعب الفلسطيني في حياة كريمة داخل دولة مستقلة”.
وقال وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت في مجلس الأمن على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وندعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة والوقت حان كي تأخذ مكانها الصحيح بين دول العالم.
وأعربت الخارجية المصرية عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية. وجاء في بيانها أن مصر تأسف لعجز مجلس الامن عن اصدار قرار يمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.