شهيد الجوع والجفاف.. يزن الكفارنة كيف تحول الجسد الصغير لهيكل عظمي؟

خاص- مصدر الإخبارية

“ما حدا بموت من الجوع” هذه الكلمات شائعة بين الأشخاص والجميع يُصدقها بأن الجوع ليس سببًا في الموت، لكن إسرائيل استخدمت الجوع سلاحًا لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة.

ونتيجة المجاعة والجفاف في غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 27 شهيدًا، من بينهم الطفل يزن الكفارنة.

“كل يوم كنت بشوفه قرب من الموت متحسرًا عليه، لا يحرك جسده ويوم بعد يوم بضعف عظامه كلها ظهرت كجثة تتحلل كل ساعة” بهذه الكلمات بدأ والد الطفل يزن الكفارنة الذي استشهد بسبب سوء التغذية.

واستشهد الطفل يزن الكفارنة (10 أعوام) شهيد لقمة العيش جوعًا، بعد نفاد الغذاء الذي لم تستطع عائلته توفيره له لشحه في الأسواق مع الارتفاع الجنوني لبعض السلع الغذائية.

وتحول جسد الطفل لهيكل عظمي، نظرًا لسوء التغذية ونقص بالأدوية والعلاجات اللازمة، نتيجة حرب الإبادة والتجويع التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي 2023.

يقول والد يزن لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن طفله كان يُعاني من مرض “ضمور العضلات”، وسابقًا تابعنا حالته بشكل جيد من خلال اتباع حمية غذائية للحفاظ على صحته.

ويضيف أنّه منذ بداية الحرب وفرت له بشكل خاص السلع الغذائية والأدوية الخاصة به، لكن بعد مرور 6 أشهر على الحرب بدأت جميعها تنفد من الأسواق وإن توفرت لم أستطع شرائها.

وينوه إلى أنّه قرر البحث عن أغذية بديلة له مثل الحلاوة بدلًا من الفواكه لكن دون جدوى، موضحًا أنّ الأسواق يتواجد فيها فقط المُعلبات وهي أيضًا غير مناسبة لوضعه الصحي.

ويُؤكّد أنّ غزة لا يتوافر بها الغذاء ولا الدواء حيث تدهورت صحته، لافتًا إلى أنّهم توجهوا به إلى المستشفى ولكن دون جدوى، لأن المستشفيات أيضًا خالية تمامًا من الأدوية.

ويشير إلى أنّ حين بدأت صحة يزن بالتدهور وظهرت العظام بصورة أوضح ويفقد جسده العضلات بشكل سريع وصادم.

رحلة النزوح

قررت عائلة يزن النزوح من بيت حانون شمال قطاع غزة إلى مخيم النصيرات إذ بدأت حالته الصحية تتدهور، مع نفاد الغذاء الذي لم تستطع توفيره له لشحه فى الأسواق مع الارتفاع الجنوني لبعض السلع التي تُباع بأسعار باهظة.

ومن ثم نزحوا إلى رفح جنوب القطاع إلى مستشفى أبو يوسف النجار بعد معاناته مع المرض، واضطرت عائلته بمناشدة الأطباء والجهات المختصة بالوقوف إلى جانب يزن للبقاء على قيد الحياة.

ويردف والد يزن المكلوم أنّه مكث في المستشفى 11 يومًا فقط على الأوكسجين والمحاليل، مضيفًا أنّ الأطباء فقدوا الأمل من حالته بسبب عدم توفير العلاج والغذاء المناسب له.

كان يأمل والد يزن انقاذ نجله لاستكمال علاجه في الخارج، أو يسمح الاحتلال بإدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، قائلًة: “يزن مش لحاله في الكثيرين سيفقدوا حياتهم مثله بسبب الوضع الكارثي الذي وضعنا الاحتلال به وكأنه يقصد موتنا بالقصف والجوع وعدم العلاج”.

ويُؤكّد أنّ الأطفال والسيدات والرجال جميعهم فى غزة معرضين للموت البطيئ يوميًا، مردفًا أن وضع الطفل مثل وضع الرجل حيث نموت من الجوع والقصف، وسوء التغذية والمجاعة الموجودة ستقضي على كل أطفال غزة.

ويقول: “ما حدث مع يزن سيحدث لأطفال غزة، لأننا نعيش جرائم إبادة حقيقة يومية”.

ويناشد دول العالم كافة بضرورة الوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني وإيقاف الحرب الشرسة، منوهًا إلى أنّ عدد كبير من سكان القطاع من أطفال ورجال ونساء حياتهم مهددة ومعرضة للخطر والموت.

ويدعو العالم إلى ضرورة التحرك لوقف هذه الإبادة المفروضة على كل أطياف المجتمع الفلسطينى من أطفال وشيوخ ونساء أيضًا.

وظهر فيديو للطفل يزن الكفارنة في مستشفى أبو يوسف النجار إذ تحول جسده إلى هيكل عظمي قبل وفاته بيوم.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة إنّ الاف الأطفال يعانون من مضاعفات خطيرة نتيجة عدم توفر انواع الحليب الخاص بهم شمال غزة.

وأكّد القدرة أننا فقدنا 27 طفلًا نتيجة سوء التغذية وعدم توفر أي نوع من حليب الأطفال شمال غزة.

وفي أكثر من مناسبة، حذرت الأمم المتحدة، من مخاطر المجاعة التي تهدد حياة كل سكان غزة وخاصة في شمال القطاع.

وأفادت الوكالة أن 4 من كل 5 أشخاص الأكثر جوعًا في العالم موجودين في قطاع غزة اليوم.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إلى إدخال المساعدات الغذائية، مشددة على أن الأطفال الفلسطينيين يواجهون المجاعة والحرمان.