ما السيناريوهات المتوقعة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟

صلاح أبوحنيدق -خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تحدث محللون سياسيون فلسطينيون ولبنانيون، عن السيناريوهات المتوقعة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وحذر هؤلاء المحللون في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، من تصاعد جرائم الحرب الإسرائيلية حال استمرار الحرب مع الفصائل الفلسطينية لفترة أطول، لاسيما وأن قادة الاحتلال يهدفون إلى تسكين غضب الجهور الإسرائيلي وإعادة الثقة لهم بالجيش بعد الضربة الأولى التي تلقوها في اليوم الأول للحرب.

وتعرضت إسرائيل لضربة قوية في السابع من أكتوبر الجاري عقب اقتحام مئات المقاومين الفلسطينيين مستوطنات غلاف غزة، ومواقع الجيش والشرطة الموجودة بها، ما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي ومستوطن وجرح الآلاف.

ورجح المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تستمر إلى أيام جديدة خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أي من أهدافه التي يسعى لها، سوى قتل الأطفال والنساء الذين شكلوا نحو 60% من الشهداء.

وقال الصواف في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إنه “في مقابل القتل الإسرائيلي تواصل المقاومة الفلسطينية قصف الدن والمستوطنات الإسرائيلي، وتنفيذ العمليات في الداخل المحتل”.

وأضاف أن “الأيام القادمة تحمل مزيداً من الارهاب الإسرائيلي والذي سينهي بالبحث عن تهدئة”. مشيراً إلى أن الحديث عن التهدئة لا يزال مبكراً لكن في النهاية لا بديل عنها.

وأشار إلى أن الاحتلال يعيش أزمة وحالة من التخبط رغم تشكيله حكومة طوارئ علماً بانها ستواجه ضغطاً كبيراً من الشارع في ظل استمرار بقاء الأسرى الإسرائيليين في يد المقاومة الفلسطينية.

وأكد أن “الجهود الدولية والعربية مستمرة وقد تجدي نفعاً ولكن ليس في القريب العاجل ولكنها مستمرة وسيكون لها أثر على أرض الواقع”.

وشدد على أن “الاحتلال يفكر ألف مرة قبل الاجتياح للقطاع في ظل فشل قواته في مواجهة بضع مئات من المقاومين منذ السبت الماضي الموافق السابع من أكتوبر وحتى الان”.

ولفت إلى أن “الاحتلال يفكر فقط في التوغل لبضع مئات من الامتار على المنطقة الشرقية من القطاع لأنه يدرك أن دخول غزة بهدف احتلالها لن يجدي نفعا وسيكلفه ثمناً كبيراً فبدلاً من مواجهة ألف أو الفين من المقاتلين سيواجه مليونين يتعطشون لصيد جنوده إما بقتلهم أو اسرهم”.

ونوه إلى أن “الأوضاع على الجبهة الشمالية تأخذ شكلاً من التصعيد المتدحرج وسلوك الاحتلال على الارض سيحدد كيف سيكون سلوك حزب الله”.

ورأى الصواف أن “المقاومة تقود الآن اشتباكات قد تتطور بشكل أكبر مما قد يقود لاتخاذ قرار من قبل حزب الله في الدخول في معركة مع الاحتلال”.

بدوره، قال المحلل اللبناني محمد المصري، إن “يوم السابع من أكتوبر ليس كما قبله، وسيترك تغير استراتيجي في المنطقة والشرق الأوسط على صعيد الصراع مع إسرائيل”.

وأضاف المصري لشبكة مصدر الإخبارية أن “الضربة التي تلاقاها الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر عبارة عن تهشيم للعمود الفقري لدولة إسرائيل وصورة تفوقها العسكري وأنها صاحبة الجيش الذي لا يقهر”.

وأشار إلى أن “الحديث عن سيطرة على مستوطنات غلاف غزة لأكثر من 70 ساعة، ودخول مقاتلين وخوضهم اشتباكات من وقت لأخر يعكس حالة التخبط العسكري والاستخباري الإسرائيلي، وهو ما يبرر تكثيف الغارات على غزة”.

وبين أن “الحرب حالياً تحددها ثلاثة سيناريوهات الأول الإعلان عن تهدئة على إعتبار أن إسرائيل أسقطت المئات من الشهداء والاعلان عن التوجه لصفقة لتبادل الأسرى، وهذا السيناريو مستبعد حالياً، لأن ذلك يعني دق مسمار كبير في نعش الاحتلال ونهايته، ويحجمه أمام العالم”.

وتابع أن “السيناريو الثاني عبارة عن استمرار الاحتلال بفرض السيطرة على مستوطنات غلاف غزة والبدء باجتياح بري للقطاع، لأنه وفقاً للعقلية الإسرائيلية يعتبر هذا أقل شيء يمكن فعله حال أرادت إسرائيل استرجاع هيبتها التي داست عليها فصائل المقاومة”.

وأكد المصري، أنه “حتى لو احتلت إسرائيل غزة وجميع الوطن العربي فلن تستطيع ترميم صورتها التي انهارت أمام المقاتلين الفلسطينيين في السابع من أكتوبر”.

وشدد على أن “الاجتياح البري لغزة سيمتد إلى باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتح جبهات جديدة”. معبراً عن اعتقاده بان إسرائيل تحاول توسيع الحرب وليس حزب الله الذي يسعى لذلك، كون نتنياهو يعتقد بأنه حصل على فرصة مواتية للنيل من أعدائه وإشراك الولايات المتحدة في معركة ضد حزب الله وإيران”.

ولفت المحلل اللبناني إلى أن “السيناريو الثالث يرجح أن إسرائيل ستكتفي بالقصف ظناً بأنها ستقلب الشارع الفلسطيني على حماس وهذا أمر مستبعد كون حماس من نفس الشعب والكل موحد ضد إسرائيل”.

ورجح السيناريو الثاني القائم على الاجتياح البري، ودخول أطراف إقليمية أخرى بما يقود نحو نتائج مدمرة.

من جانبه، أكد المحلل عصمت منصور أن “الضربة القاسية التي تعرضت لها إسرائيل في اليوم الأول من الحرب، تأخذ السيناريوهات نحو التصعيد بكل أشكاله”.

وشدد منصور لشبكة مصدر الإخبارية على أن “قرار تجريد حماس من سلاحها وإضعافها من قبل إسرائيل أصبح جدياً”. معبراً عن أمله بألا تطول الحرب على القطاع.

وقال إن “الجيش الإسرائيلي سيواجه مقاومة شديدة والعديد من المفاجآت حال أقدم على اجتياح قطاع غزة برياً، لاسيما وأنها أثبتت تفوق المقاتل الفلسطيني في الأداء منذ اليوم الأول للحرب في حرب الشوارع”.

وأضاف أن “القصف الجوي الكثيف على القطاع منذ أيام يتوقع أن يكون تمهيداً للاجتياح البري”.

وأشار إلى أن “تطورات الحرب يحددها مدى توسع الاجتياح البري حال اتخاذ قرار بذلك وعمقه”. مبيناً أن “سيناريو الاجتياح البري أصبح محسوماً خاصة وأن الرأي العالم جرى تهيئته، والولايات المتحدة أكدت تأييدها الكامل، وأرسلت حاملة طائرات وذخيرة ووعدت بمستشارين”.

ولفت إلى أن “المجتمع الإسرائيلي أصبح موحداً خلف نتنياهو أيضاً في قرار الحرب في ظل تشكيل حكومة الطوارئ الجديدة”.