الإدارة الأمريكية ترفع الحجز عن 75 مليون دولار لدعم ميزانية أونروا

دولي – مصدر الإخبارية

رفعت الإدارة الأمريكية يدها عن 75 مليون دولار، حجزها عضو كونغرس أميركي كمساعدات لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

يأتي ذلك بعدما استخدم الرئيس الأميركي جو بايدن صلاحياته التنفيذية التي يخولها له الدستور الأميركي لرفع الحجز عن الأموال المحتجزة.

في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عن تزويد وكالة “أونروا” بمبلغ 75 مليون دولار خصّصه الكونغرس كمساعدة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويأتي قرار الخارجية الأميركية نتيجة حملة مكثفة استمرت ثلاثة أعوام في الولايات المتحدة لمطالبة أعضاء الكونغرس بالإفراج عن مخصصات التزمت بها الإدارة الأميركية لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

حيث قاد عضو الكونجرس عن ولاية ويسكونسن أندريه كارسون، حملة لجمع تواقيع أعضاء الكونغرس على رسالة موجهة إلى عضوي كونغرس جيم ريش، عن ولاية أيداهو، وتشيب روي عن ولاية تكساس، تُطالبهما برفع حظر وضعاه لمنع تسليم مبلغ 75 مليون دولار هي جزءٌ من تبرعات خصصتها الإدارة الأميركية لتمويل برامج “أونروا”.

وخلال الأيام السابقة، قال المستشار الإعلامي لوكالة الغوث عدنان أبو حسنة: إن “أونروا لن تكون قادرة على تقديم خدماتها الأساسية الحيوية للاجئين الفلسطينيين بعد شهر أكتوبر، في حال لم يتم سد عجز التمويل الحالي لديها”.

وأكد أن وكالة الغوث تواصل بذل جهودها من أجل حشد التمويل اللازم لاستدامة خدماتها حتى نهاية العام الجاري 2023.

ولفت أبو حسنة خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، إلى أن “الوكالة حصلت على تمويل أميركي بقيمة 73 مليون دولار، وآخر بريطاني بلغ 13 مليون دولار لسد الاحتياجات الخاصة بالمؤسسات التشغيلية التابعة لها، وأكد أنها تسُد حاجة شهري سبتمبر الحالي، وأكتوبر القادم فقط”.

وفيما يتعلق بالأشهر المتبقية من العام 2023، أشار أبو حسنة إلى أن أونروا تبذل الجهود للحصول على المبلغ المتبقي لسد حاجة شهري نوفمبر وديسمبر، ولكي تبدأ أونروا عام 2024 دون ديون.

وأوضح أن الجهود مستمرة للحصول على تمويل آخر من الدول المانحة، تضمن استمرار تقديم الخدمات والبرامج لنهاية العام الحالي، وقال: “ما زال هناك وقت ومزيد من المانحين لتقديم ما ينقص أونروا من تمويل”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى تمويل يسد عجز شهري نوفمبر وديسمبر، إضافة إلى 100 مليون دولار أخرى للخدمات الأساسية”، وأوضح أن 75 مليون دولار منها مخصصة لمليون و200 ألف لاجئ في قطاع غزة، تُقدم لهم المواد الغذائية والحاجات الأساسية، و 30 مليون دولار تُقدم كمساعدات نقدية لـ 600 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا ولبنان والأردن.

وحول كيفية التغلب على هذا العجز الذي لطالما يباغت أونروا، ويؤثر على الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين، قال أبو حسنة عبر مصدر الإخبارية: “هذا العجز مركب ومتواصل”، وأضاف إن “أونروا تسعى للحصول على جزء ثابت من ميزانية الأمم المتحدة لصالحها”.

وفي إطار الحلول الدائمة، أوضح أيضاً أنها تسعى للحصول على تعهدات متعددة السنوات من الدول المانحة، إضافة إلى محاولة توسعة قاعدة المانحين، والتوجه إلى القطاع الخاص ومؤسسات الزكاة والمؤتمر الإسلامي فيما يتعلق بالتمويل.

ولفت أبو حسنة أن أونروا أُنشئت كمنظمة موقتة، حيث أن 95% من ميزانيتها تأتي من التبرعات الفورية التي قد تتمكن من الحصول عليها أو لا تتمكن، ما يجعل أمر نقص التمويل وضعاً مرشحاً بالاستمرار.

ودعا إلى إعادة طرح قضية الفلسطينيين على طاولة المجتمع الدولي مرة أخرى لوضعه عند مسؤولياته الحقيقية، وعدم اختصارها بالمساعدات الغذائية فقط.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن قلقه بشأن مستقبل أونروا التي تعد شريان الحياة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين، وقال: “الاحتياجات تستمر والأموال تراوح مكانها أو تتناقص”، وشدد على أن الحفاظ على أونروا يصب في المصلحة الجماعية وأكد أنه مسؤولية جماعية.

جاء ذلك على هامش أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث استضافت الأردن والسويد اجتماعاً وزارياً رفيع المستوى لدعم لاجئي فلسطين وأونروا، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة.

من جانبه، أكد المفوض العام لـ “أونروا” فيليب لازاريني بأن المطلوب هو حل سياسي عادل للاجئي فلسطين بشكل عاجل.

وقال: “في الوقت الذي نرحب فيه بالتعهدات التي تم التعهد بها في هذا الاجتماع، فإنني أحث شركاءنا على وضع حماية حقوق لاجئي فلسطين على رأس أجنداتهم السياسية ومعالجة مسألة استدامة أونروا”.

بدورها، ناشدت أونروا شركاءها من أجل توفير الأموال الكافية بشكل عاجل هذا الأسبوع، وبشكل مستدام.

اقرأ أيضاً:لازاريني : الأزمة المالية لـ”أونروا” تتعمق عاماً بعد عام