لماذا يزور القائد الليبي حفتر روسيا؟

ترجمات-حمزة البحيصي

قام القائد العسكري الليبي خليفة حفتر بزيارة مفاجئة إلى روسيا يوم الثلاثاء خلال فترة حرجة في العلاقات الليبية الروسية.

واستقبل نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف في موسكو حفتر، الذي يقود الجيش الوطني الليبي المتمركز في شرق البلاد. وكان من المقرر أن يناقش الاثنان التطورات غير المحددة في ليبيا والعلاقات بين ليبيا وروسيا، بحسب ما نشره الجيش الوطني الليبي على فيسبوك.

ودعمت روسيا قوات حفتر ضد حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة المعترف بها دوليا في طرابلس طوال الحرب الأهلية الليبية.

كما زار يفكوروف ليبيا في أغسطس/آب، حيث التقى بحفتر في بنغازي.

وتأتي زيارة حفتر في أعقاب تطورات مهمة في العلاقات الليبية الروسية. وفي يونيو/حزيران، استعادت روسيا وجودها الدبلوماسي في طرابلس وأرسلت سفيراً جديداً إلى العاصمة. وكانت روسيا قد أجلت دبلوماسييها من ليبيا عام 2013 بعد هجوم على سفارتها في طرابلس.

وتأتي الرحلة أيضاً في أعقاب التمرد قصير الأمد الذي قامت به مجموعة فاغنر الروسية في روسيا في يونيو/حزيران. وتتمتع فاغنر بحضور واسع النطاق في ليبيا، بما في ذلك داخل المنشآت النفطية وما حولها.

اقرأ/ي أيضا: ليبيا تؤكد عدم وجود رفض داخلي لوجود القوات المسلحة بقيادة حفتر

كان أحد أهداف رحلة يفكوروف إلى ليبيا في أغسطس، والتي حدثت قبل يوم واحد من تحطم الطائرة الذي أودى بحياة زعيم فاغنر يفغيني بريجوزين، هو طمأنة الجيش الوطني الليبي بأن روسيا تسيطر على قوة المرتزقة، حسبما كتب محمد الجارح للمونيتور في وقت سابق من هذا الشهر.

وتضمنت زيارة يفكوروف لقاءً مع خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، برفقة ضباط رفيعي المستوى في الجيش الوطني الليبي.

إن ما سيحدث بالضبط لمجموعة فاغنر في ليبيا وفي جميع أنحاء أفريقيا كان موضع تكهنات.

وجاء في تقرير صدر في يوليو/تموز من معهد بروكينغز: “بدلاً من تصفية فاغنر بالكامل في أفريقيا والشرق الأوسط، ستقوم أجهزة المخابرات الروسية بتطهير هياكل فاغنر لإضعاف الارتباطات مع بريغوجين وتعزيز العلاقات مع الكرملين”.

وتأتي زيارة حفتر أيضاً بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الفيضانات المدمرة التي شهدتها مدينة درنة شرقي ليبيا في 10 سبتمبر. ولقي أكثر من 5000 شخص حتفهم في الكارثة بعد انهيار سدين وسط أمطار غزيرة ناجمة عن العاصفة دانيال.

وقد أثر الانقسام بين الحكومتين والسيطرة على الأراضي في ليبيا على الاستجابة للفيضانات. وذكرت وكالة فرانس برس في وقت سابق من هذا الشهر أن البنية التحتية تدهورت بسبب سنوات من الاقتتال السياسي في ليبيا.

واحتج السكان المحليون في درنة الأسبوع الماضي مطالبين بالمحاسبة على المأساة.

ويلعب كل من حفتر وروسيا دوراً في الاستجابة للفيضانات. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي أن حفتر يمارس سيطرته على المساعدات المقدمة إلى المناطق المتضررة من الفيضانات التي تقع تحت سيطرته.

ومن جانبها أرسلت روسيا رجال إنقاذ إلى ليبيا. وغردت وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء بأن رجال الإنقاذ ينهون مهمتهم في البلاد.

وتأتي زيارة حفتر إلى روسيا في أعقاب زيارة قائد عسكري أمريكي إلى ليبيا. وقام الجنرال في مشاة البحرية الأمريكية مايكل لانجلي، الذي يقود القيادة الأمريكية في أفريقيا، بزيارة ليبيا الأسبوع الماضي لتعزيز التعاون الثنائي ومناقشة الاستجابة الإنسانية للفيضانات. والتقى لانجلي برئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة في طرابلس وحفتر في بنغازي، من بين مسؤولين آخرين، وفقاً لبيان صحفي صادر عن القيادة.

المصدر: المونيتور