إلى ماذا إفتقد خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة؟

غزة_ خاص مصدر الاخبارية:
أكد محللون سياسيون أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء شاملاً للمطالب والحقوق الفلسطينية لكنه يفتقد لآليات وخطوات حقيقية قادرة على دفع العالم الدولي للضغط على إسرائيل لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
وقال هؤلاء المحللون في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الاخبارية إنه على الرغم من أن الخطاب بدأ بعبارة قوية بأن السلام بالشرق الاوسط مرتبط بالقضية الفلسطينية في رسالة إلى أن قضية فلسطين مركزية كما هي، لكن العالم يستجيب لمطالب يكون مقابلها خيارات سيتم اللجوء إليها حال لم تحقق.
ورأى المحلل عصمت منصور أن “الخطاب في جوهره كان عبارة عن إعادة وانتاج وتكرار للخطابات السابقة ولذات المناشدات والدعوات التي لا يلقي لها العالم اي وزن ولا يكترث لها”.
وأوضح منصور أن “ما يحتاجه الشعب الفلسطيني لسماعه مواقف واضحة اتجاه قضايا الداخلية ومستقبله لاسيما على صعيد الوحدة الوطنيه وتنظيم الانتخابات والعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي”.
وتابع “صحيح ان الرئيس تحدث عن رفضه تحميل السلطة مسؤولية عدم تنظيم الانتخابات وحملها لرفض الاحتلال إجراؤها في مدينة القدس لكن كان بالامكان اللجوء الى وسائل وطرق من شانها الضغط نحو تجديد الشرعيات وضخ الدماء في المؤسسات الفلسطينية وتحصين الجبهة الداخلية بوجه اسرائيل”.
وأكد أن “الخطاب كان أقل مما يتوقعه الشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى مواقف تطمئنه على مستقبله وأمنه، ووجود تحول ووجهه حقيقيه لاحداث تغيير في العلاقه مع الاحتلال وانهاء الانقسام الداخلي”.
وقال: “للاسف إن خطاب الرئيس لم يحمل نبره يمكن من خلالها دفع العالم لأخذ المطالب على محمل الجد وجاءت من موقع الذي ينتظر ويقبل بحالة الانتظار دون أن يضع خطوط حمراء ويجعل العالم يقف امام مسؤولياته”.
وشدد على أن “العالم يتجاوب مع مطالب يكون مقابلها خيارات سيتم اللجوء اليها حال لم تتحقق تجعله قلقاً بشان الاوضاع القادمة ومستقبل الاستقرار”.
بدوره قال الكاتب السياسي عزات جمال إن خطاب الرئيس عباس لم يأت بجديد.
وأضاف جمال أن “ما تطرق إليه الخطاب من أحداث وشواهد متعلقة بنكبة الشعب الفلسطيني ودور كل من بريطانيا وأمريكا الأساسي في وجود دولة إسرائيل، وفشل الأمم المتحدة في إنصاف شعبنا الفلسطيني على مدار 75 سنة، ورفض الاحتلال لتطبيق أي من قراراتها الدولية رغم إلتزام السلطة بها، يدين نهج أوسلو ويثبت فشله السياسي الذي لا زال يراهن عليه”.
وأكد جمال أن “الشعب الفلسطيني بحاجة لمن يحقق آماله وقيادة تتخذ خطوات عملية وفعالية على أرض الواقع لإنهاء الاحتلال وإلزام العالم بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة”.
وشدد على أن “الاستجداء من عالم يخشى الاحتلال ولا يفكر بحقوق الفلسطينيين لا يعني شئ ولا ينسجم مع الواقع، فالحقوق تنتزع انتزعاً والأقوياء يفرضون على الجميع احترامهم”.
من جانبه قال المحلل د.هاني العقاد إن الرئيس عباس وضع من خلال خطابه العالم أمام حقوق الشعب الفلسطيني، وحمل رسالة للمطبعين ولاسرائيل وحلفائها حول مفتاح السلام في الشرق الأوسط.
واضاف العقاد لشبكة مصدر الاخبارية أنه ذكر العالم الدولي بضرورة تطبيق قراراته المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني وطلب منهم تطبيق قرار واحد من أصل المئات صادقت عليها الأمم المتحدة تتعلق بالاستيطان وعودة اللاجئين وأوضاع المقدسات الإسلامية خاصة في مدينة القدس المحتلة.
وتابع العقاد أن الرئيس عباس طالب العالم والأمم المتحدة بضرورة انهاء الاحتلال ووقف عمليات السيطرة على الأرض في الضفة الغربية ومدينة القدس ومنح الفلسطينيين حقوقهم على أساس مبادرة السلام العربية، لكن السؤال الأبرز “هل سيستطيع العالم إجبار إسرائيلي على ذلك”.
وعبر عن اعتقاده بأن “معركة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه ودولته طويلة، ويحتاج لجهود مكثفة من المجتمع الدولي، وأن يتعامل بمعايير العدالة والمساواة دون الكيل بمكيالين”.
وأشار إلى أن “كل مطالب الشعب الفلسطيني تصطدم برغبة عدد من الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل ما يجعل تطبيقها صعباً”.
وأكد على أن “المعركة في المنصات الدولية لا تقل أهمية عن نظيرتها على الأرض لكشف زيف الاحتلال الإسرائيلي ومساعيه لطمس الهوية الفلسطينية”.
وشدد على أنه “في ظل الانحياز الكامل للولايات المتحدة لإسرائيل ولعبها على عامل الوقت في مسألة الصراع وعدم ممارستها لأي ضغط حقيقي نحو حل الدولتين من الصعب تحقيق المطالب الفلسطينية، ويتوجب ممارسة ضغوط وتحركات واسعة تكون قادرة على تحريك أصوات الشعوب الت”.
ونوه إلى أن “المطلوب لحشد دعم ضد إسرائيل بذل جهود مكثفة لفضح جرائم الاحتلال ودفعه للتلويح بفرض عقوبات ضدها أو إقرارها على أرض الواقع، كخطوة أولى على طريق التحرر والاستقلال”.
إقرأ أيضاً: أبرز ما جاء في خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة